
عربي
يتجنب النقاش الدائر بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة حول الإغلاق الحكومي الحالي إلى حد كبير القضايا المالية الصعبة التي تخيم على مستقبل البلاد، ومنها ارتفاع الدين العام الأميركي والاستدامة المالية طويلة الأجل للضمان الاجتماعي والرعاية الطبية. وبدأ الإغلاق الجزئي الخامس عشر للحكومة الاتحادية منذ عام 1981 بسبب مطالبة الديمقراطيين بالإنفاق، وهو الأمر الذي تقول منظمة غير حزبية تسمى (لجنة الميزانية الاتحادية المسؤولة) إنه سيكلف حوالي 1.5 تريليون دولار على مدى العقد المقبل، مما سيزيد الدين العام البالغ حوالي 38 تريليون دولار.
وقالت مايا ماكغيناس رئيسة لجنة الميزانية الاتحادية المسؤولة التي تدعو إلى خفض العجز: "لدينا مشكلات حقيقية ضخمة في هذا البلد، ونحن عالقون في حرب رسائل دائمة بين الحزبين، بدلاً من محاولات حقيقية لرأب هذه الانقسامات والانشقاقات والقيام بشيء ما للتعامل مع مشكلاتنا المالية". وصوّت مجلس الشيوخ مراراً على حزمتي تمويل متنافستين، أحدهما مشروع قانون أقره مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون ويدعمه ترامب من شأنه أن يعيد فتح الوكالات الاتحادية بمستويات التمويل الأحدث حتى 21 نوفمبر /تشرين الثاني.
لكن الديمقراطيين يفضلون مشروع قانونهم الخاص، والذي من شأنه زيادة الإنفاق بشكل رئيسي على الرعاية الصحية. ولم يكن هناك نقاش يذكر حول كيفية خفض العجز الاتحادي البالغ حوالي تريليوني دولار. وعلى مدار 44 عاماً مضت، ارتبطت معظم عمليات الإغلاق الحكومي بقضايا مالية مثل الإنفاق والعجز والحاجة إلى ميزانية متوازنة. لكن منذ بداية الولاية الأولى لترامب في 2017، شهدت الحكومة ثلاثة إغلاقات بسبب قضايا اجتماعية تشمل الهجرة والرعاية الصحية.
وتتركز المواجهة الحالية على 1.7 تريليون دولار من الأموال المخصصة لعمليات الوكالات، وهو ما يعادل حوالي ربع الإنفاق الاتحادي السنوي فقط. وفي الوقت نفسه، يحذر محللون مستقلون من أن الولايات المتحدة باتت في وضع مالي متدهور، إذ ينمو الدين العام الأميركي بوتيرة أسرع من الاقتصاد، وتؤدي مدفوعات الفائدة على الديون إلى مزاحمة الإنفاق على البرامج، بينما تهدد الهشاشة المالية صناديق ائتمان الخدمات الاجتماعية لكبار السن.
تراكم الدين العام الأميركي
ارتفع الدين العام الأميركي من 5.67 تريليونات دولار إلى 37.88 تريليون دولار على مدار الأعوام الخمسة والعشرين الأخيرة، مواصلاً الزيادة بغض النظر عن الحزب المسيطر على البيت الأبيض أو الكونغرس. وتتجاوز مدفوعات فوائد الدين وحدها الآن تريليون دولار سنوياً، أي أكثر مما تنفقه الحكومة الأميركية على الدفاع، ومن المتوقع أن يتراجع تمويل برنامج الضمان الاجتماعي وبرنامج الرعاية الطبية (ميد كير) في عام 2033، مما قد يؤدي إلى اقتطاعات شاملة لمستحقات المستفيدين.
وحذر قادة جمهوريون، منهم رئيس مجلس النواب مايك جونسون، من أثر الإنفاق الأعلى على الدين العام الأميركي خلال النقاش المحتدم حول الإغلاق الحكومي. غير أن معظم خطاب الجمهوريين ركز على الأولويات "المتشددة" للديمقراطيين بدلاً من المتانة المالية، في حين تجاهل الديمقراطيون المسألة المالية كلياً وحملوا الجمهوريين مسؤولية زيادة العجز عبر إقرار قانون التخفيضات الضريبية والإنفاق في عهد ترامب.
وبحسب تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس، من المتوقع أن يضيف مشروع قانون ترامب 4.1 تريليون دولار إلى العجز خلال عشر سنوات، مع توقعات بإمكانية تعويض التكلفة عبر نحو أربعة تريليونات دولار من الإيرادات الجديدة التي ستجلبها رسوم ترامب الجمركية.
(رويترز)

أخبار ذات صلة.

هزات عنيفة تلاحق اتفاق غزة
الشرق الأوسط
منذ 12 دقيقة