أفغانستان تعلن إنهاء هجماتها على باكستان رداً على قصف جوي
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
نفذت قوات عسكرية أفغانية هجمات، مساء السبت، داخل الأراضي الباكستانية على امتداد الحدود رداً على القصف الجوي الذي نفذته قبل يومين طائرات حربية باكستانية على العاصمة كابول وولاية باكتيكا جنوبي أفغانستان. وبعد مرور نحو ثلاث ساعات على بدئها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان رسمي إنهاء الهجمات، متوعدة بالرد مجدداً إذا قامت باكستان بتنفيذ أي اعتداء جديد على الأراضي الأفغانية. وقالت مصادر أمنية أفغانية لـ"العربي الجديد" إن الهجمات كانت على امتداد خط "ديورند" الفاصل بين الدولتين والبالغ طوله 2200 كيلومتر. وأكد مصدر في فيلق "خالد بن الوليد" بالجيش الأفغاني لـ"العربي الجديد" دخول القوات الخاصة (كوماندوز) التابعة للفيلق إلى الأراضي الباكستانية وسيطرتها على مراكز للجيش الباكستاني، منها مقر تابع له في مقاطعة باجور. وذكر المصدر نفسه أن قوات طالبان سيطرت على العديد من المراكز للجيش الباكستاني، بينها مقر للمراقبة والقيادة في مقاطعة باجور القبلية التي تحاذي ولاية كنر الأفغانية. من جانبها، قالت الحكومة المحلية في ولاية خوست، جنوبي أفغانستان، في بيان مقتضب، إنه بالإضافة إلى السيطرة على العديد من مراكز الجيش الباكستاني وقتل أعداد كبيرة منه، تم اعتقال جنديين بصفوفه وتم نقلهما إلى داخل أفغانستان. كذلك أفادت مصادر قبلية في المنطقة "العربي الجديد" بأن قوات طالبان استخدمت طائرات مسيّرة قبل دخولها إلى مراكز للجيش والقوات الباكستانية. وأظهرت مشاهد مسجلة نشرتها حسابات لأنصار طالبان الأفغانية دوي انفجارات وتبادل إطلاق نار كثيف بين الطرفين. ولم يعلق الجانب الباكستاني حتى الآن على هذا التطور، غير أن بعض الحسابات الباكستانية على منصات التواصل الاجتماعي أشارت إلى وقوع اشتباكات عنيفة بين الطرفين على الحدود. وأمس الجمعة، اتهمت الحكومة الأفغانية التي تديرها حركة طالبان باكستان بشن غارات جوية على أراضيها وحذرت من "عواقب"، وذلك في الوقت الذي قالت فيه إسلام أباد إنها تتخذ إجراءات ضد مسلحين. وقال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن 11 جندياً آخرين قتلوا الجمعة في اشتباك مع مسلحين في منطقة تيراه القريبة من الحدود الأفغانية. وتقول إسلام أباد إن مسلحي حركة طالبان باكستان ينفذون عمليات من داخل أفغانستان، وهو ما تنفيه كابول. ووجهت حكومة طالبان اتهامات لباكستان بشن غارات جوية في العاصمة كابول في وقت متأخر من مساء الخميس وفي باكتيكا. وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان: "هذا عمل عنيف واستفزازي غير مسبوق في تاريخ أفغانستان وباكستان.. إذا تصاعد الوضع أكثر من ذلك في أعقاب هذه الأعمال، فإن العواقب ستكون مسؤولية الجيش الباكستاني". وأكدت مصادر استخباراتية أفغانية في وقت سابق لـ"العربي الجديد" نجاة زعيم حركة طالبان الباكستانية نور والي محسود وقيادي بارز في الحركة من قصف جوي في كابول استهدف سيارة كانا يستقلانها. وتداولت وسائل إعلام باكستانية أن الهدف من القصف كان زعيم حركة طالبان الباكستانية واثنين من القادة البارزين في الحركة، وذهب بعضها إلى القول إن الرجل قُتل مع القياديين، وأشارت إلى أن محسود كان داخل سيارة مصفحة استُهدفت من قبل الطائرات. وكان كل من رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف ووزير الدفاع خواجه آصف قد أكدا، الخميس، أن القوات الباكستانية "سوف تلاحق أعداء باكستان أينما كانوا". وقال آصف إن "جيراناً يدعون أنهم أصدقاء يستضيفون أعداءنا ويخططون هناك لاستهداف أراضينا، من هنا نحن نمشي وراءهم أينما كانوا". وكان اجتماع قادة الفيالق في الجيش الباكستاني، الخميس، قد قرر اتخاذ خطوات صارمة من أجل القضاء على من يعبث بأمن باكستان. أيضاً، عقد الناطق باسم الجيش الباكستاني أحمد شريف مؤتمراً صحافياً في مدينة بيشاور الجمعة بالقرب من الحدود الأفغانية، وقال إن حكومة طالبان الأفغانية وقبائل المنطقة كلها أمامها ثلاثة خيارات، وهي إما أن تقوم بالقضاء على طالبان الباكستانية بنفسها، أو تقف إلى جانب الجيش الباكستاني من أجل القضاء على من سماهم بالخوارج أو طالبان الباكستانية، وإلا فلتستعد للمواجهة مع الجيش الباكستاني. وترتفع وتيرة التصعيد بين باكستان وأفغانستان في وقت انشغلت فيه الأوساط الباكستانية، الإعلامية والسياسية، بزيارة وزير الخارجية الأفغاني الملا أمير خان متقي إلى الهند، واعتبرت تلك الأوساط أن الزيارة تطور خطير على أمن المنطقة، وصرح بعضهم بأن توافقاً بين الحزب الهندوسي المتطرف "بي جي بي" وطالبان الأفغانية سوف يدفع المنطقة نحو ويلات في المستقبل. ومن نيودلهي، قال خان متقي إن "على باكستان أن تسأل الإنكليز أولاً، والاتحاد السوفييتي ثانياً، وأخيرا أميركاً وحلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل الدخول في الحرب مع أفغانستان"، مؤكداً أن "باكستان تلعب بالنار، ولا تتحمل الأمن والاستقرار في أفغانستان". وكان وزير الخارجية الهندي جي شنكر قد أعلن قبل يومين، بعد لقائه بنظيره الأفغاني، فتح السفارة الهندية لدى كابول وتعزيز التعاون معها في أكثر من مجال.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية