مئات آلاف النازحين يعودون إلى غزة وشمالها: دمار يشبه الزلزال
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
تستمر لليوم الثاني عودة مئات آلاف النازحين من وسط وجنوب القطاع إلى مدينة غزة وشمالها بعدما دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، في إطار خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي أقرّت بوساطة مصرية وقطرية في مدينة شرم الشيخ. وتواصل توافد مئات آلاف النازحين إلى مدينة غزة والأطراف الشمالية للقطاع من أجل تفقد الأحياء والمنازل بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي نحو الخط الأصفر في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار. وكما حصل في العودة الأولى خلال تطبيق اتفاق وقف النار في يناير/كانون الثاني، اندفع الفلسطينيون نحو مناطقهم المدمّرة، لكن مصير آلاف منهم سيظل مجهولاً بسبب التدمير الذي طاول أحياءهم ومنازلهم، وعدم وجود مناطق أو مخيّمات للمكوث فيها خلال الفترة القليلة المقبلة. ووثق كثير من الفلسطينيين العائدين إلى منازلهم مشاهد الدمار الكبيرة في أحيائهم نتيجة عمليات القصف والنسف التي نفذتها القوات الإسرائيلية ضمن عملية "عربات جدعون 2"، التي استهدفت مدينة غزة. وبدت أحياء كثيرة، مثل حي الشيخ رضوان والكرامة وتل الهوا والصبرة والأطراف الشمالية من حي الزيتون، وأخرى في مدينة خانيونس (جنوب) ومناطق وسطى، كأنّ زلزالاً أصابها بفعل ما نفذته قوات الاحتلال. لكن هذا التدمير لم يمنع النازحين من العودة بكثافة عبر شارعي الرشيد الساحلي وصلاح الدين الشرقي، بعدما سمح الاحتلال بعد انسحابه بذلك من دون قيود، وتواجه حركة العودة صعوبات بسبب تدفق أعداد كبيرة من النازحين، ونقلهم ممتلكات. وبدت مدينة غزة أكثر تدميراً من السابق بتأثير العمليات التي نفذتها قوات الاحتلال فيها منذ أغسطس/ آب الماضي، والتي كانت أكبر حجماً مما جرى خلال فترة الحرب التي استمرت عامين ويومين. إلى ذلك، يبدو أن احتفاظ الاحتلال الإسرائيلي بالسيطرة على نحو 53% من مساحة القطاع من بين عوائق استقرار كثير من المناطق والأحياء حالياً، وذلك حتى اكتمال المرحلة الثانية من المفاوضات بعد انجاز عملية تسليم الأسرى والجثث الإسرائيلية، وإفراج الاحتلال عن أسرى فلسطينيين أتفق على تحريرهم. وفي وقت سابق، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بضمان وقف فوري وشامل كل أشكال الإبادة من قتل وقصف وتجويع وحصار وتهجير قسري. ودعا إلى رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة وفتح كل المعابر فوراً لإدخال مساعدات من دون قيود سياسية، وإلى أن يتحرك المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقانونية والمحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة قادة الاحتلال، وعدم منحهم أي حصانة سياسية أو قانونية، كما أكد ضرورة تشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الحرب والإبادة، وضمان عودة جميع النازحين وتعويضهم، وأهمية وجود خطة عاجلة لإعادة إعمار قطاع غزة بالكامل بتمويل عربي ودولي وفق آلية شفافة تضمن وصول الموارد إلى المدنيين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية