بارقة أمل لمئات الجرحى الفلسطينيين في تونس بعد وقف إطلاق النار
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
بعد نحو عامين على إجلائهم إلى تونس لتلقي العلاج، يبعث قرار وقف إطلاق النار في غزة بارقة أمل في نفوس مئات الجرحى الفلسطينيين، إذ يستعدون للقاء أسرهم والعودة إلى بيوتهم من جديد، رغم إدراكهم ما ينتظرهم هناك من واقع معيشي صعب من جراء آثار الحرب والدمار الواسع. يقول الفلسطيني وسام خليل زيدان، الذي يرافق ابن شقيقه الجريح والمصاب بطيف التوحّد منذ ديسمبر/ كانون الأول 2023، إنّ مزيجاً من مشاعر الفرح والقلق يجتاحه منذ إعلان قرار وقف إطلاق النار، نظراً لشوقه الكبير للقاء أسرته في غزة، وخوفه من مستقبل لا يزال غامضاً بين احتمال الاستقرار النهائي في تونس أو العودة إلى القطاع. ويؤكد وسام في حديث لـ"العربي الجديد" أن خبر وقف إطلاق النار أسعده للغاية، لأنه سيسمح بتوقف شلال الدم الذي استمر أكثر من عامين، لكنه في المقابل لا يخفي قلقه على مصير أسرته الصغيرة والموسعة. ويضيف: "رغم الحنين والاشتياق الكبير لعائلتي، لم أحسم بعد قرار العودة إلى غزة، وقد يؤجل إلى ما بعد المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار". ويشير المتحدث إلى أن العودة إلى غزة تعني مواجهة ظروف معيشية صعبة، خاصة بعد تعرض بيته للقصف واضطرار عائلته إلى مشاركة السكن مع ثلاث أسر أخرى من العائلة نفسها. بدوره، يقول أحمد النجار (26 عاماً) الذي بُترت ساقه خلال الأسابيع الأولى من الحرب: "نحمد الله على وقف إطلاق النار، لكننا لا نعرف إن كنا سنعود قريباً أم سنبقى هنا حتى تتحسن الظروف. تونس احتضنتنا كأبنائها، لكن قلوبنا معلّقة بغزة". يؤكد أحمد أن رحلة علاجه لا تزال مستمرة في مستشفيات تونس، ما قد يؤجل قرار عودته إلى غزة رغم حنينه الكبير لأسرته ورغبته في إتمام مراسم زفافه التي توقفت بسبب الحرب. ويرى أن الدمار الكبير الذي لحق بمستشفيات غزة لا يساعده على استكمال الرعاية الصحية ومعالجة مخلفات الإصابة التي تعرض لها هناك في الوقت الحالي. ويلفت إلى أنه "قد يتحسن الوضع في غزة خلال الأشهر المقبلة، وتبدأ مرحلة إعادة الإعمار، عندها سأحسم نهائياً موعد عودتي، إنها مسألة وقت". ويؤكد النجار أنه يحاول استغلال فترة إقامته في تونس لاستكمال دراسته العليا في القانون. ويرى أنّ الإحاطة الجيدة التي تلقاها خلال فترة إقامته في تونس خففت إحساسه بالغربة، قائلاً: "عوّض التونسيون غياب أهلي المحاصرين في القطاع، وخففوا قلقي والحزن الذي لازمني طيلة فترة الحرب". ويضيف: "ستبقى غزة البوصلة الأولى والأخيرة لكل أبنائها، حتى وإن أجبرتا الحرب على الابتعاد عنها لفترة". ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أجلت السلطات التونسية العديد من الأسر المقيمة في القطاع، ونقلت أكثر من 130 جريحاً على دفعتين لتلقي العلاج. ريم النحال التي أُجليت إلى تونس مع ستة من أبنائها، تقول لـ"العربي الجديد" إن توقف الحرب في غزة أزاح عنها شعوراً مستمراً بالخوف والتوتر لازمها أكثر من سنتين، لا سيما أن زوجها ظل محاصراً في رفح. وتوضح أن "إمكانية لم شمل أسرتها أصبح ممكناً في حال فتح المعبر والسماح للغزيين بالخروج من القطاع ". أما عن عودتها إلى غزة، فتعتبر المتحدثة أن هذا القرار مستبعد في الوقت الحالي حرصاً على مستقبل أبنائها الذي التحقوا بمؤسسات تعليمية في تونس.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية