انسحاب الجيش الإسرائيلي نحو الخط الأصفر... نصف غزة محتل
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إتمام عملية الانسحاب من قطاع غزة وفقاً للخط الأصفر الذي تم الاتفاق عليه في إطار ما يعرف بخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب الإسرائيلية التي استمرت عامين ويومين. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بيان اليوم الجمعة، أن اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 12 الجمعة. وقال إنه "ابتداءً من الساعة 12 تموضعت قوات الجيش على خطوط الانتشار العملياتي الجديدة بناء على اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة المختطفين. قوات الجيش الإسرائيلي في قيادة المنطقة الجنوبية، تنتشر في المنطقة وستواصل العمل لإزالة أي تهديد فوري".  وأعلن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، في بيان، أن الجيش الإسرائيلي أكمل المرحلة الأولى من الانسحاب، وبدأت مهلة تستمر 72 ساعة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين. انسحاب على 3 مراحل من غزة وتتضمن الخطة التي أعلن عنها ترامب، خلال لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، انسحاباً تدريجياً من ثلاث مراحل مميزة بالألوان، تبدأ المرحلة الأولى (الخط الأصفر) بوقف فوري لإطلاق النار، يتبعه انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى المواقع المتفق عليها، مقابل إفراج حركة حماس عن جميع الأسرى الإسرائيليين، سواء كانوا أحياءً أم أمواتاً. أما المرحلة الثانية (الخط الأحمر) فتشمل نشر قوة دولية لتحقيق الاستقرار تتولى مراقبة الوضع الأمني، بالتوازي مع تقليص الوجود المباشر للجيش الإسرائيلي داخل غزة. وتنتهي العملية بالمرحلة الثالثة (المنطقة العازلة الأمنية)، حيث يتم الانسحاب الكامل إلى حدود محددة مسبقًا، على أن تُنقل مسؤوليات الإدارة والحكم إلى هيئة إدارية دولية خلال فترة انتقالية. ستبحث المفاوضات في المرحلة الثانية عمليات الانسحاب الكاملة للقوات الإسرائيلية اللافت أن الخط الأحمر وعملية الانسحاب منه مرهونة بما يتم الوصول إلى اتفاقات حوله خلال عملية التفاوض في المرحلة الثانية التي ستنطلق بعد تنفيذ عملية تبادل الأسرى الإسرائيليين بالأسرى الفلسطينيين. ويعتبر الخط الأحمر وفقاً لخطة ترامب أحد الخطوط التي قد تشكل عبئاً في استكمال الاتفاق خلال المرحلة الثانية، على اعتبار أن الاتفاق ينص على أن عمليات الانسحاب اللاحقة ستكون مرهونة بتسليم حركة حماس لسلاحها. السيطرة على نصف غزة وستبحث المفاوضات في المرحلة الثانية عمليات الانسحاب الكاملة للقوات الإسرائيلية ووجود القوات الدولية في قطاع غزة كما نصت عليه خطة ترامب، إلى جانب بحث شكل إدارة غزة وألياتها في مرحلة ما بعد إنهاء الحرب بشكل تام وكلي. ووفقاً لخريطة الانسحاب فإن الاحتلال الإسرائيلي سيحتفظ خلال المرحلة الأولى بالسيطرة على 53% من غزة وهي تشمل مناطق واسعة من القطاع، حيث ستبقى قواته في رفح بشكل كامل وبيت حانون والمناطق الشرقية من جباليا إلى جانب الشريط الشرقي من حي الشجاعية والزيتون خاضعة للسيطرة الإسرائيلية. ووفقاً للخريطة فإن عملية الانسحاب ستؤدي إلى تموضع الجيش الإسرائيلي داخل مناطق محددة داخل القطاع. كما يحتفظ الجيش الإسرائيلي بسيطرته على أكثر من نصف مدينة خانيونس، بما في ذلك مناطق بني سهيلا، خزاعة، القرارة، عبسان الكبيرة، وعبسان الجديدة وهي المناطق الشرقية من المدينة. وفي أقصى الجنوب، تُظهر الخريطة أن مدينة رفح تكاد تكون بالكامل ضمن نطاق السيطرة الإسرائيلية، وتشمل معبري رفح الحدودي وكرم أبو سالم التجاري، ما يعني بقاء جميع المعابر المؤدية إلى القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة. ستبقى جميع المعابر المؤدية إلى القطاع تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة وبحسب الخريطة يمتد الخط الأصفر على طول قطاع غزة بعمق يتراوح بين 2 إلى 7 كيلومترات داخل الأراضي الفلسطينية، ويمثل الحدود الفاصلة بين مناطق إعادة الانتشار ومواقع تمركز القوات الإسرائيلية. وتوضح الخريطة أن المناطق التي يُفترض أن تخضع لإشراف فلسطيني أو دولي بعد الانسحاب ستبقى محاطة بنطاقات أمنية إسرائيلية من الشرق والجنوب، ما يمنح الاحتلال قدرة على التحكّم بالمداخل والمعابر وطرق الإمداد الرئيسية داخل القطاع. علاوة على ذلك فإن مراكز المدن في المرحلة الأولى، لا سيما مدينة غزة وخانيونس إلى جانب دير البلح والزوايدة والنصيرات، ستكون أكثر المناطق التي ستشهد انسحابات إسرائيلية وفقاً للخط الأصفر المحدد في المرحلة الأولى. وخلال عملية الانسحاب الحالية سيعمل الاحتلال على سحب 3 فرق عسكرية من داخل القطاع إلى جانب عدد آخر من الألوية التي كانت تعمل في مختلف مناطق غزة، فيما ستخضع المناطق الأخرى لما يشبه السيطرة النارية. وسيحتفظ الاحتلال بعد المرحلة الأولى وتنفيذها بنحو فرقة عسكرية واحدة داخل القطاع تتولى مسؤولية البقاء في محور صلاح الدين (فيلادلفي) جنوبي القطاع وفي أحياء الجنينة وتل السلطان بمدينة رفح، إلى جانب بيت حانون شمالاً. وتُعد هذه أول عملية انسحاب واسعة من نوعها منذ اتفاق يناير/ كانون الثاني 2025، إذ تسعى إسرائيل من خلالها إلى إعادة انتشار قواتها بما يتوافق مع بنود المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جرى التوصل له في مدينة شرم الشيخ المصرية. واللافت أنه بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانسحاب التي تتحقق منتصف الأسبوع المقبل فإن استكمال بقية مراحل الانسحاب الشامل من القطاع لا يبدو واضحاً ويبقى مرهوناً بمصير المفاوضات وشكلها وطبيعة الموقف الإسرائيلي.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية