
عربي
تقترب نهاية حقبة برناردو سيلفا (31 سنة) في مانشستر سيتي بعد سبع سنوات من المجد والإنجازات المتواصلة تحت قيادة بيب غوارديولا، فقد قرّر النجم البرتغالي خوض تجربة جديدة مع نهاية الموسم، ليضع حداً لمسيرة حافلة بالألقاب جعلته أحد أكثر لاعبي النادي تأثيراً في جيله.
ويستعد سيلفا، حسب ما نشر موقع 90 دقيقة الفرنسي أمس الخميس، لطيّ صفحة طويلة من النجاح بعدما فاز بكل شيء تقريباً مع "سيتي"، من الدوري الإنكليزي ودوري أبطال أوروبا إلى كأس العالم للأندية. ومع بلوغه عامه الـ31، بدأ اللاعب يبحث عن حافز جديد يعيد إليه شغف المنافسة، بعدما أتعب الروتين الإنكليزي ذهنه، وأصبحت فكرة التغيير بالنسبة إليه ضرورة أكثر منها خياراً.
ويفكر اللاعب بجدية في العودة إلى ناديه الأم بنفيكا، الذي مثّل انطلاقته الأولى في عالم الاحتراف، إذ يحلم الجمهور البرتغالي برؤية أحد أبنائه يعود إلى لشبونة لإغلاق دائرة بدأت قبل أكثر من عقدين، فيما يرى سيلفا في هذه الخطوة فرصة لاستعادة الدفء العاطفي واللعب في أجواء يعرفها جيداً. عودةٌ كهذه لن تكون مجرد صفقة، بل لحظة رمزية لجيل كامل من مشجعي بنفيكا.
ويستقطب النجم البرتغالي أيضاً اهتمام أندية سعودية، أبرزها الأهلي والقادسية الساعيان إلى ضم اسم جديد يعزّز مكانة الدوري المحلي على الساحة العالمية، بينما تواصل الأندية السعودية جذب النجوم الأوروبيين بعقود مغرية ومشاريع طموحة، وقد يجد سيلفا في تلك العروض فرصة لتجربة مختلفة تجمع بين الراحة المالية والتحدي الرياضي. ويفضّل سيلفا في الوقت الحالي البقاء في أوروبا، لكن احتمالات الرحيل نحو الشرق الأوسط تبقى قائمة، خصوصاً في حال تلقي عرض يصعب رفضه. ومع استمرار عقده مع مانشستر سيتي حتى عام 2026، سيحتاج أي نادٍ مهتم إلى التفاوض الجاد لإقناع إدارة النادي بالتخلي عن إحدى ركائزها التاريخية.
ويشهد مانشستر سيتي مرحلة انتقالية بعد رحيل كيفن دي بروين إلى نابولي الإيطالي وإيدرسون إلى فنربخشه التركي، وقد يشكّل خروج سيلفا استمراراً لهذا التحول الكبير داخل الفريق. يُجسّد اللاعب البرتغالي روح غوارديولا في الميدان: الذكاء، الدقة، والالتزام الكامل بأسلوب اللعب الجماعي، ومع اقتراب رحيله، يبدو أن النادي يستعد لافتتاح فصل جديد من تاريخه. ويودّع برناردو سيلفا مانشستر سيتي تاركاً خلفه إرثاً يصعب تكراره، وإسهاماً واضحاً في بناء واحدة من أكثر الحقبات إشراقاً في كرة القدم الحديثة. سواء عاد إلى بنفيكا أو خاض تجربة سعودية لامعة، فإن رحيله سيظل نهاية فصلٍ مدهش في قصة هيمنة "السكاي بلوز" على أوروبا.
