
عربي
شهدت الأسواق الأميركية ارتفاعاً طفيفاً في جلسة الجمعة، مع استمرار الأسهم الرئيسية على مسار تحقيق مكاسب أسبوعية، في وقت يترقّب المستثمرون بيانات معنويات المستهلكين للبحث عن مؤشرات جديدة حول صحة الاقتصاد، وبينما يظل الجمود السياسي حول إغلاق الحكومة الأميركية مستمراً، مع فشل مجلس الشيوخ في تمرير مقترحات تمويل مؤقتة لإنهاء الأزمة.
ووفقاً لبيانات وكالة بلومبيرغ، ارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 0.2% عند الساعة 9:35 صباحاً بتوقيت نيويورك، وهو على وشك تسجيل مكاسب للأسبوع الثامن من بين آخر 10 أسابيع. كما سجل مؤشر ناسداك 100 ارتفاعاً مماثلاً بنسبة 0.2%. في الوقت نفسه، تحركت مجموعة شركات ماغنيفيسنت سيفين بزيادة طفيفة بلغت 0.1%، بينما بقي سهم إنفيديا من دون تغيير يُذكر. يعكس هذا الأداء التذبذب المحدود للأسواق وسط توقعات المستثمرين وحذرهم من المخاطر المحتملة.
وبرزت تحركات قوية لبعض الأسهم الفردية، حيث قفز سهم أبلايد ديجيتال 24%، مسجّلاً أفضل أداء له منذ أواخر يوليو/ تموز، بعد إعلان الشركة دخولها في محادثات متقدمة مع عميل ضخم لبناء مركز بيانات ثانٍ في نورث داكوتا. في المقابل، تراجع سهم فنتشر غلوبال 20% بعد خسارة نزاع مع بريتيش بتروليوم بشأن بيع شحنات الغاز الطبيعي المسال من منشأة لويزيانا في السوق الفورية بدلاً من العملاء بعقود طويلة الأمد.
كما سجلت أسهم ليفايس شتراوس انخفاضاً بنسبة 7.9% بعد أن جاءت توقعات أرباح الشركة المحدثة أقل من توقعات المستثمرين، رغم ارتفاع السهم بنسبة 42% خلال العام الحالي. وتراجعت موزاييك بنسبة 9.2% بعد إعلان الشركة انخفاض إنتاج الفوسفات في الربع الثالث عن المتوقع نتيجة مشكلات ميكانيكية وانقطاعات في الطاقة.
تأثير إغلاق الحكومة الأميركية على وول ستريت
وتأتي هذه التحركات في ظل إغلاق الحكومة الأميركية الذي دخل يومه العاشر، وهو ما أدى إلى نقص في البيانات الاقتصادية الرسمية. ويعكس هذا الوضع حالة من الترقب لدى المستثمرين، الذين أصبحوا يركزون بشكل متزايد على أرباح الشركات لتقييم قوة الاقتصاد. ومن المتوقع أن تنمو أرباح ستاندرد أند بورز 500 بنسبة 7.4% في الربع الثالث مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات "بلومبيرغ إنتلجنس"، وهي ثاني أعلى توقعات قبل موسم الأرباح خلال السنوات الأربع الماضية.
وقد أشار عضو مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) كريستوفر والر إلى أن نمو الوظائف ربما كان سلبياً خلال الأشهر الماضية، وأن سوق العمل أصبح مصدر القلق الأكبر عنده. وكان من المقرر أن يصدر تقرير الوظائف لشهر سبتمبر/ أيلول الأسبوع الماضي، إلا أنه تأجل بسبب الإغلاق الحكومي. وفي الوقت ذاته، تم توجيه مكتب إدارة الميزانية في البيت الأبيض لإعادة موظفين إلى مكتب إحصاءات العمل لإعداد تقرير مؤشر أسعار المستهلكين لشهر سبتمبر تمهيداً لنشره في نهاية الشهر، بعدما كان مقرّراً صدوره في 15 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
من جهة أخرى، أظهرت بيانات أولية من مجموعة غولدمان ساكس أنّ طلبات إعانات البطالة ارتفعت إلى نحو 235 ألفاً خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من أكتوبر، مقابل تقديرات الأسبوع السابق البالغة 224 ألفاً، ما يشير إلى ضغوط خفيفة على سوق العمل في الولايات المتحدة.
ومع غياب البيانات الحكومية، يركز المستثمرون على أرباح الشركات الكبرى، التي تبدأ يوم الثلاثاء المقبل، مع تقارير "جي بي مورغان تشايس" وغيرها من البنوك الكبيرة. وقد أصبحت هذه التقارير نافذة أساسية لفهم صحة الاقتصاد، وتحديد اتجاهات السوق المستقبلية، ولا سيما في ظل ارتفاع الأسهم بحدّة منذ إبريل/ نيسان، حيث سجل ستاندرد أند بورز 500 ارتفاع بنسبة 35% من أدنى مستوياته، مما يثير المخاوف من أن الأسعار قد تكون مرتفعة للغاية.
