مسيحيو العراق قلقون من "مصادرة" تمثيلهم في البرلمان المقبل
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقرّر إجراؤها بعد شهر واحد فقط في العراق، يتزايد قلق المكون المسيحي من فقدان تمثيله الحقيقي داخل البرلمان المقبل، لصالح جهات مرتبطة بفصائل مسلحة، في وقت حذر فيه بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الكاردينال لويس ساكو من خطورة تمثيلهم من "جهات فاسدة ومسلحة"، مطالباً بحلول. ولم يشر ساكو صراحة في بيانه الذي أصدره، مساء أمس الخميس، إلى الجهات المقصودة، إلّا أن المعطيات السياسية تؤشر إلى فصيل "بابليون" الذي يتزعمه ريان الكلداني، الذي يتمتع بعلاقات وارتباطات مع قيادات في "الحشد الشعبي" وقوى "الإطار التنسيقي"، وقد حاز على معظم مقاعد المكون المسيحي في البرلمان الحالي. ودعا ساكو "العراقيين عموماً والمسيحيين خصوصاً للمشاركة الكثيفة في الانتخابات القادمة، والتصويت لمن هو الأنسب لخدمة العراقيين من دون تمييز... من يتمتع بالإخلاص والقدرة ويشهد له بالنزاهة والصدق، ويحترم التعددية وتنوع المكونات والقوميات التي يتميز بها العراق، ويؤمن بسيادته ونهضته واستقراره". وشدد على أن "الكنيسة الكلدانية ترفض أن يُمثّل المسيحيين أشخاص مكشوف فسادهم، أو جماعات مسلحة تتحكم بمقدراتهم، وتسيطر على بلداتهم، أو سهل نينوى"، وأضاف: "لن نقبل أن يبدو المكون المسيحي وقوداً لهذه الجهات الداخلية، وكنا قد طالبنا رسمياً من بعض الجهات المعنية في الحكومة كمفوضية الانتخابات، بحصر التصويت في المكون المسيحي، كي يضمن تمثيله، وهكذا المكونات الكلدانية والآشورية والسريانية، لكن لم تُنفّذ مطالبنا". وأكد أن "المسيحيين لن يستسلموا رغم جراحهم وسيسعون بجد لتحقيق هذا الحق الدستوري الذي يضمن مستقبلهم ويُرسّخ بقائهم"، لافتاً إلى أن "الكنيسة الكلدانية لا تبيع نفسها، ولن تستسلم للظلم، ويبقى ولاؤها للعراق وشعبه العراقيين غير محدود". تحذيرات ساكو، تأتي بعد أقل من شهر واحد على تحذيرات له من خطورة ما وصفه بـ"استمرار سيطرة المليشيات"، على مناطق سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية، في إشارة إلى مليشيا "بابليون"، وأكد ساكو في حينها، أن التمثيل المسيحي في البرلمان "مُصادر" من تلك المليشيا. إفراغ التمثيل المسيحي من مضمونه الوطني وحذر ناشطون في المكون المسيحي بالعراق، من خطورة تمثيل الجماعات المسلحة لهم، وقال الناشط السياسي، غسان متي لـ"العربي الجديد"، إن "استمرار تدخل الجماعات المسلحة في تحديد هوية ممثلي المكون المسيحي في البرلمان سيؤدي إلى تفريغ التمثيل المسيحي البرلماني من مضمونه الوطني"، وأكد أن "تلك الجماعات المسلحة المحسوبة على المكون المسيحي تخوض التنافس الانتخابي مع القوى القريبة منها في المنهج، خاصة القوى الشيعية المتنفذة، مستفيدين من آلية التصويت الحالي التي تجعل من حق كل الناخبين من أي مكون التصويت للمسيحيين، وبحكم ما تمتلكه تلك القوى (الشيعية) من قواعد شعبية كبيرة، فإنها تدعم التصويت للمسيحيين المرتبطين بها، وهنا ضياع لهويتنا الحقيقية". وشدد على ضرورة "أن تكون هناك آليات تضمن استقلالية الصوت المسيحي عن القوى التقليدية المتنفذة، وأن يجري تعديل نظام الكوتا وجعل التصويت عليها مقتصراً على الناخب المسيحي لكي يختار من يمثله من المكون"، داعياً الى "وضع معالجات لآلية التصويت". ويجد المكون المسيحي في العراق، نفسه مهمشاً من ناحية التمثيل السياسي والحكومي، خاصة بعد التهام المقاعد المخصصة لهم ضمن "الكوتا" التي فرضها الدستور العراقي، إذ منح قانون الانتخابات الأقليات 9 مقاعد، من أصل 329 مقعداً، ضمن مبدأ الكوتا في الدوائر الانتخابية على أن يحصل المسيحيون على خمسة منها بواقع مقعد واحد في محافظات بغداد ودهوك ونينوى وأربيل وكركوك.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية