
عربي
وصل إلى الجزائر، مساء اليوم الخميس، عشرة ناشطين من أعضاء "أسطول الصمود العالمي والمغاربي"، بعد الإفراج عنهم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قادمين من عمّان التي نُقلوا إليها عقب إطلاق سراحهم الثلاثاء الماضي. وحظي وصولهم باستقبال رسمي وشعبي لافت في مطار الجزائر الدولي، في تعديل واضح لارتباك شهده استقبال فوج سابق مكوّن من ستة نشطاء قبل أيام.
واستقبل الوفد مساعد وزير الخارجية المكلف بالجالية الجزائرية في الخارج، سفيان شايب، وأطر من وزارة الخارجية، حيث قادوا النشطاء إلى القاعة الشرفية واحتفوا بعودتهم. وتقدّم المستقبِلين رئيس التنسيقية الجزائرية لدعم فلسطين مروان بن قطاية، إلى جانب الصحافي مهدي مخلوفي والطبيب نصر الدين دريسي، والنشطاء السابقين في الحراك الشعبي محمد سلمان ومحمد بن علوان وخمسة ناشطين آخرين.
وقال شايب، في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن "السلطات العليا للدولة أصدرَت تعليمات باستقبال مواطنينا المشاركين في أسطول الصمود لدى وصولهم إلى أرض الوطن"، مؤكداً أن "السلطات الجزائرية تابعت وضعيتهم منذ الوهلة الأولى، وسخرت كل الإمكانيات لإجلائهم، التزاماً بتوفير الرعاية والحماية لأبنائنا أينما تواجدوا". وأشار إلى أن عملية الإجلاء تمت عبر معبر حدودي أردني مجاور للأراضي الفلسطينية المحتلة، وحضر السفير الجزائري وطاقم السفارة لتقديم العناية الضرورية للنشطاء بعد مصادرة سلطات الاحتلال لأغراضهم.
وخارج المطار، تجمع المئات من الجزائريين لاستقبال المفرج عنهم، حاملين الأعلام الوطنية والرموز الفلسطينية، ورفع بعضهم النشطاء على أكتافهم تقديراً لمشاركتهم في المبادرة والوقوف إلى جانب غزة. وفي تصريح لـ"العربي الجديد" عقب وصوله، قال مروان بن قطاية إن "الأسطول جسّد قرب غزة منا، ومثل موقفاً إنسانياً وعالمياً ضد الاحتلال"، مضيفاً أن "الأسطول نجح في إيصال رسالة رغم عرقلة الاحتلال، وسنكرر المحاولات حتى نصل إلى إخواننا في غزة".
وكان الفوج الأول المكوّن من ستة نشطاء قد وصل إلى الجزائر، الأحد الماضي، قادماً من تركيا، ومن بين النشطاء الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري، والقيادية في حزب العمال زبيدة خرباش، بعد إفراج سلطات الاحتلال عنهم يوم السبت السابق. وانتقد ناشطون غياب تفاعل رسمي واضح مع وصول الفوج الأول، وهو ما عزاه مراقبون إلى مرورهم عبر تركيا، إلى جانب خلافات سياسية سابقة بين بعض القادة والسلطات، ما دفع الجهات الرسمية إلى ممارسة ضغوط على وسائل الإعلام لتقليل التغطية، حسب ملاحظات تداولتها أوساط إعلامية محلية، فيما امتنع عدد من الصحف والمواقع عن نشر خبر وصولهم.
