
عربي
أشعل المهاجم الإسباني بورخا إيغليسياس (32 عاماً) الجدل في الأوساط الرياضية، بعدما عبّر عن تضامنه العلني مع الشعب الفلسطيني، وأكد أنّ إلغاء هدف يسجّله أهون عليه من استمرار الإبادة في غزة. ووجه لاعب سيلتا فيغو رسائل قوية خلال مؤتمر صحافي، انتقد فيها الصمت الدولي والتناقض في مواقف الرياضيين والمؤسسات تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية.
ودافع إيغليسياس عن المتظاهرين، الذين خرجوا في مدريد، خلال شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، للمطالبة بوقف سباق "لا فويلتا" للدراجات، احتجاجاً على مشاركة الفريق الإسرائيلي، بينما كانت آلة الحرب تُدمّر غزة. واعتبر اللاعب الإسباني أن العالم الرياضي منح أهمية أكبر لإيقاف حدث رياضي من إيقاف إبادةٍ جماعية، في إشارةٍ إلى ما اعتبره "انحرافاً في الأولويات الأخلاقية".
ورفض المهاجم الإسباني الاتهامات التي لاحقته بسبب دعمه للمحتجين، وأوضح في تصريحات نقلتها صحيفة إل دياريو الإسبانية، اليوم الخميس، أنّ موقفه لا يستهدف رياضة بعينها، بل يدافع عن قيم إنسانية تتجاوز حدود الملاعب، مضيفاً: "لو حدث ذلك في كرة القدم لقلت الشيء نفسه، ولو حدث في كرة السلة لقلت الشيء نفسه، أنا لا أتحدث عن الرياضة، بل عما يحدث فعلاً".
وربط إيغليسياس بين الرمزية الرياضية والمواقف الإنسانية، قائلاً: "إذا وقف أحد أمام المرمى رافعاً علم فلسطين، وكان في ذلك فائدة، أتمنى لو يفعلون ذلك عندما أستعد للتسديد حتى يُلغى هدفي". وبهذه العبارة، حوّل اللاعب مفهوم التضحية الفردية إلى رسالة تضامن مع غزة، وبرهن على أن قيمة الهدف في الرياضة لا تساوي شيئاً أمام مأساة بشرية مستمرة.
كما أكّد إيغليسياس أنّ دعوته لا تهدف إلى تعطيل المنافسات أو تعريض الرياضيين للخطر، بل إلى إحداث وعيٍ جماعي يضغط من أجل إنهاء الإبادة، مؤكداً: "من الواضح أنني لا أريد أن يقف أحد أمام درّاج فيسقط، كل ما أقوله إننا يجب أن نفعل شيئاً لإيجاد حل". وبهذه الكلمات، دعا اللاعب إلى استخدام المنصات الرياضية لنشر الوعي الإنساني بدل الاكتفاء بالصمت أو الحياد.
وألهم موقف إيغليسياس عدداً من الرياضيين الآخرين، من بينهم الدنماركي يوناس فينغيغارد، الذي أشار إلى أنّ المتظاهرين في "لا فويلتا" كانوا يحتجون لأسباب وجيهة، وأضاف أنّ ما يحدث في غزة "أمر فظيع لا يمكن تجاهله".
