الإصابات تفتح باب تمرّد الأندية على المنتخبات
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
يعيش عالم كرة القدم مرحلة من التحوّلات المتسارعة في السنوات الأخيرة، في ظل سعي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إلى توسيع رقعة المنافسات، وزيادة عدد المباريات، بدعوى رفع مستوى الإثارة وتحقيق المزيد من العوائد المالية، مستفيداً من الشعبية العالمية للعبة ومن التحوّل الرقمي، الذي جعل متابعة المباريات أسهل وأوسع انتشاراً من أي وقتٍ مضى. غير أن هذه التغييرات التي تُقدّم باعتبارها تطويراً للعبة، فتحت الباب أمام سلسلة من الأزمات بين الأندية والمنتخبات، أبرزها تزايد الإصابات وضغط "الروزنامة" وتضارب برامج التحضير البدني، ما جعل اللاعبين أنفسهم يعيشون حالة من الإرهاق الدائم بين واجباتهم الوطنية والتزاماتهم مع أنديتهم. وفي هذا السياق، بدأت بعض الأندية ترفض تسريح لاعبيها بطرق ملتوية وغير مباشرة، دون أن تُعلن ذلك رسمياً تجنباً للعقوبات، إذ تنصّ لوائح "فيفا" بوضوح على إلزام الأندية بالسماح للاعبيها بالالتحاق بمنتخباتهم متى استُدعوا في المواعيد المحدّدة. ومع ذلك، تلجأ إدارات عديدة إلى التحايل القانوني عبر الادعاء بوجود إصابات طفيفة أو الحاجة إلى برامج استشفاء خاصة لتبرير غياب لاعبيها عن المعسكرات الدولية، ما جعل الخلاف بين الأندية والمنتخبات يتحوّل إلى حرب باردة مغلّفة بالمصطلحات الطبية. وتجلّت هذه الأزمة أخيراً في الخلاف بين نادي برشلونة والاتحاد الإسباني لكرة القدم بعد استبعاد الموهبة الشابة لامين يامال (18 عاماً)، من قائمة المنتخب، إذ رفض النادي الكتالوني السماح له بالالتحاق بالمعسكر بداعي الإصابة، مؤكداً أنه لم يتعافَ تماماً، وأن مشاركته قد تُفاقم حالته. وأشار موقع فوت أفريكا وقتها إلى أن نادي برشلونة تحايل على منتخب "لاروخا"، وادعى الإصابة حتى ينال نجمه الوقت الكافي للتعافي. ولم يختلف المشهد كثيراً في فرنسا، إذ دخل باريس سان جيرمان في خلافٍ مماثل مع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم بشأن لاعبه برادلي باركولا (22 عاماً)، بعدما وصف البيان الطبي حالته بـ"المزمنة"، وهو ما أثار استياء النادي، الذي رأى في ذلك مساساً بصورة اللاعب، مؤكداً أن حالته لا تعدو كونها انزعاجاً عضلياً خفيفاً. ولا تتوقف معاناة الأندية عند حدود الإصابات، بل تمتد إلى فترات التوقفات الدولية التي تحرمها من أبرز لاعبيها في مراحل حساسة من الموسم. فمع ازدحام الجدول الكروي وغياب التنسيق بين الاتحادات القارية والدولية، ترى بعض الأندية الأوروبية في "الإصابات الطفيفة" و"الحمولة الزائدة" ذريعةً لاحتجاز لاعبيها، لا سيما في ظل بطولاتٍ قارية مثل كأس الأمم الأفريقية، التي تفقد خلالها الأندية الكبيرة عدداً من نجومها. وتُعدّ الأندية الإنكليزية الأكثر تضرراً، نظراً لاستمرار المنافسة خلال فترة الأعياد في ما يُعرف بـ"البوكسينغ داي"، ما يضاعف الضغط على لاعبيها الأفارقة ويضعهم بين مطرقة الواجب الوطني وسندان التزاماتهم المحلية. وفي خضمّ هذا المشهد المعقّد، يجد "فيفا" نفسه أمام صداع متجدد يضاف إلى قائمة طويلة من الملفات الشائكة، إذ يسعى الاتحاد الدولي إلى تحقيق التوازن بين مصالح المنتخبات الوطنية والأندية العملاقة التي تستثمر الملايين في لاعبيها، لكن تضارب الأولويات بين الطرفين يجعل الحل شبه مستحيل.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية