
عربي
أصدرت وزارة التربية والتعليم في سورية، اليوم الخميس، تعميماً وجهته إلى مديريات التربية في كل المحافظات من أجل منع أي من أشكال الاعتداء الجسدي أو اللفظي على التلاميذ بأي مبرر، وذلك بعد يومين من تداول مقطع مصور أظهر ضرب مديرة مدرسة داريا السادسة الخاصة في ريف دمشق عدداً من التلاميذ خلال الاجتماع الصباحي.
وأورد التعميم: "تؤكد الوزارة حرصها على صون قدسية مهنة التعليم، وترسيخ القيم التربوية القائمة على الاحترام المتبادل بين المعلمين والتلاميذ، وتهيئة بيئة مدرسية آمنة تحفظ كرامة الجميع، وتمنع منعاً باتاً أياً من أشكال الاعتداء الجسدي أو اللفظي على التلاميذ بأي مبرر، وتستخدم بدلاً من ذلك وسائل تربوية مفيدة تهدف إلى تقويم السلوك وتعزيز الانضباط بروح تربوية بعيدة عن الأذى. وتتمسك الوزارة بأهمية حماية المعلمين من أي مساءلة غير منصفة، وتقدير جهودهم في أداء رسالتهم". وكلّف وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو مديري التربية في المحافظات متابعة تنفيذ التعميم، وإبلاغ الوزارة بأي مخالفة.
وأمس الأربعاء، أوقفت مديرية التربية والتعليم في ريف دمشق مديرة مدرسة داريا السادسة الخاصة عن العمل، بعد انتشار تسجيلات مصوّرة لممارستها عقاباً جسدياً في حق عدد من التلاميذ، ما أثار موجة استياء واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم أن وزارة التربية السورية تحظر منذ سنوات استخدام الضرب أو أي من أشكال العنف في المدارس، تتكرر الشكاوى من استمرار هذه الممارسات في عدد من المدارس الحكومية والخاصة.
وقالت إيمان السليمان التي تسكن في ريف دمشق لـ"العربي الجديد": "ما حدث في داريا ليس حالة فردية، بل نتيجة تراكمات غياب الرقابة وضعف الوعي التربوي لدى بعض المعلمين. تجب محاسبة أي معلمة أو معلم يعتدي بالضرب على التلاميذ عبر فرض عقوبات شديدة تشكل رادعاً لمنع تكرار هذه الحوادث. ونطالب أيضاً بتطبيق قوانين منضبطة في حق تلاميذ مشاغبين داخل الصفوف تشكل رادعاً لهم أيضاً، وتستند إلى أسس تربوية بدلاً من اللجوء إلى الضرب".
ورأت إيمان أن "الحل يتمثل في توفير مرشدين نفسيين داخل المدارس للاستماع إلى التلاميذ ومشكلاتهم وشكواهم، لأن حالات عنف كثيرة لتلاميذ أو معلمين مصدرها ضغوط نفسية غير معالجة، والمدرسة يجب أن تكون بيئة آمنة وصحية للتعلم وليس مكاناً للعقاب الجسدي أو الإهانة".
