
عربي
قالت مجموعة HSBC، اليوم الخميس، إنها تخطط للاستحواذ الكامل على بنك "هانغ سنغ" في هونغ كونغ في صفقة تبلغ قيمتها 106.1 مليارات دولار هونغ كونغي (13.63 مليار دولار)، بعد أن واجهت شركتها التابعة، التي تملك فيها حصة الأغلبية، انتقادات لأدائها وانكشافها على أسواق العقارات المتعثرة في المدينة والبرّ الرئيسي الصيني. ووفقاً لوكالة رويترز ستقدّم HSBC (HSBA.L) عرضاً بقيمة 155 دولاراً هونغ كونغي للسهم الواحد لشراء نسبة 36.5% من الأسهم التي لا تملكها بعد، مما يمنح بنك "هانغ سنغ" (0011.HK) تقييماً إجمالياً يبلغ 37 مليار دولار.
وقفزت أسهم بنك "هانغ سنغ" إلى 168 دولاراً هونغ كونغي في بداية التداول، قبل أن تتراجع إلى 150.3 دولاراً هونغ كونغي عند منتصف النهار، مرتفعة بنسبة 26.3% لكنها لا تزال دون سعر العرض. أما أسهم HSBC المدرجة في هونغ كونغ (0005.HK)، فانخفضت بنسبة 6.2% إلى 103.7 دولارات هونغ كونغي عند الاستراحة، وهو أداء أسوأ بكثير من تراجع المؤشر الرئيسي هانغ سنغ (HSI) بنسبة 0.15%. وقالت HSBC إن العرض تمّ بزيادة 30.3% عن سعر إغلاق سهم بنك "هانغ سنغ"، يوم الأربعاء، البالغ 119 دولاراً هونغ كونغي.
وتُعدّ هذه الصفقة أكبر عملية استحواذ مصرفي في هونغ كونغ منذ أكثر من عقد، منذ أن اشترى بنك OCBC بنك Wing Hang عام 2014 في صفقة بلغت 5.3 مليارات دولار، بحسب مايكل ماكداد، كبير محللي الأسهم في مؤسسة Morningstar. وقال الرئيس التنفيذي لـHSBC، جورج الإهدري، للصحافيين اليوم الخميس: "إنها استثمار متوسط إلى طويل الأجل في بنك محلي رائد في هونغ كونغ، يتمتع بعلامة تجارية مميزة وقاعدة عملاء فريدة، وبمركز مالي قوي ونسب سيولة ورأس مال ممتازة".
وتتعارض هذه الخطوة مع سلسلة انسحابات من الأسواق نفّذتها HSBC منذ تولّي الإهدري المنصب العام الماضي، إذ أطلق عملية إعادة هيكلة عالمية شملت بيع أو تصفية أنشطة في أوروبا وأميركا الشمالية وبعض أسواق آسيا والمحيط الهادئ. لكن هونغ كونغ برزت كوحدة مستقلة بعد إعادة الهيكلة، إلى جانب ثلاث وحدات رئيسية أخرى. وأضاف الإهدري أن العرض، الذي سيحافظ على العلامة التجارية المستقلة لبنك "هانغ سنغ"، يمثل أيضاً استثماراً كبيراً في اقتصاد هونغ كونغ، ويؤكد ثقة HSBC في السوق ومستقبلها بوصفها مركزاً مالياً عالمياً رائداً. وأوضح أن "مزيداً من التبسيط والمواءمة" متوقع في بنك "هانغ سنغ"، وأن البنكين سيسعيان إلى توحيد الجهود في مجالات تصميم المنتجات والشبكات الدولية.
وأشار الإهدري إلى أن HSBC سيعلّق عمليات إعادة شراء الأسهم لمدة نحو ثلاثة فصول لبناء رأس المال اللازم لتنفيذ الصفقة. وقالت هيئة النقد في هونغ كونغ (HKMA) إنها أجرت محادثات مع البنكين بشأن المقترح، وستستمر في التواصل خلال العملية، مضيفة في بيان: "نأخذ علماً بأن HSBC Holdings صرّحت بأن الدافع وراء الصفقة هو استثمار كبير في هونغ كونغ".
ووصف ماكداد من Morningstar الخطوة بأنها "إيجابية ومتأخرة منذ زمن"، موضحاً أن الإدراج المزدوج للأم والشركة التابعة يمثل مشكلة في الحوكمة. وأضاف أنه سيتعين على HSBC دفع علاوة سعرية، لكن من المحتمل أن تكون هناك فرص لتحقيق وفورات في التكاليف.
ارتفاع القروض المتعثرة
تأتي خطوة الخصخصة في وقت يستعد فيه مطورو العقارات المثقلون بالديون في هونغ كونغ لمزيد من الضغوط المالية، إذ يُتوقع أن تقفز استحقاقات السندات بنحو 70% العام المقبل. وأعلن بنك "هانغ سنغ" عن ارتفاع في القروض المتعثرة خلال السنوات الماضية، بسبب تعرضه الكبير لأسواق العقارات في هونغ كونغ والبر الصيني، إذ بلغت القروض المتعثرة 6.7% من إجمالي القروض في يونيو 2025، ارتفاعاً من 2.8% في نهاية عام 2023.
وكانت "رويترز" قد أفادت العام الماضي بأن HSBC بدأ في أوائل 2024 تشديد إدارة المخاطر في بنك "هانغ سنغ"، خشية ارتفاع القروض الرديئة وسط التباطؤ الاقتصادي وأزمة قطاع العقارات في الصين. وعندما سُئل الإهدري عما إذا كانت عملية الخصخصة تمثّل إنقاذاً للبنك نظراً لتدهور محفظة قروضه، أجاب بأنها "ليست كذلك إطلاقاً"، مؤكداً أن البنكين ناقشا انكشاف "هانغ سنغ" على العقارات التجارية.
وقال الإهدري: "نحن متفائلون بشأن نتائج القطاع على المدى المتوسط إلى الطويل. ما نراه هو دورة ائتمان قصيرة الأجل، وهي جزء من عملية تطبيع". وأضافت HSBC أن الخصخصة سيكون لها أثر سلبي بنحو 125 نقطة أساس على نسبة رأس المال الأساسي من الشريحة الأولى (CET1)، التي بلغت 14.6% في نهاية يونيو، لكنها تتوقع إعادة النسبة إلى 14.0%–14.5% ضمن نطاقها التشغيلي المستهدف، من خلال توليد رأس مال داخلي وتعليق عمليات إعادة الشراء. وختمت HSBC بالقول إن سعر العرض نهائي، وإنها لا تحتفظ بحق تعديله.
(1 دولار = 7.7815 دولارات هونغ كونغي)
