
عربي
استلهم نادي أرسنال تجربة ريال مدريد في مشروع توسعة ملعبه "الإمارات"، آملاً أن تُحقق له المداخيل المالية الكبرى في تاريخه، على طريقة ما فعله النادي الملكي مع ملعب سانتياغو برنابيو، ويستهدف النادي اللندني من خلال هذا المشروع الضخم تعزيز مكانته بين أندية العاصمة البريطانية، وتوسيع قاعدة جماهيره داخل وخارج إنكلترا.
وبدأ أرسنال فعلياً في دراسة الخطط الهندسية التي يمكن أن ترفع سعة ملعبه من 60,704 متفرجين إلى أكثر من 70 ألفاً، ليصبح بذلك أكبر ملعب للأندية في لندن، وفقاً لما نشرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، أمس الثلاثاء، وتبحث الإدارة عن حلول تقنية مشابهة لتلك التي اعتمدها ريال مدريد في تحديث "البرنابيو"، مثل خفض أرضية الملعب أو زيادة انحدار المدرجات أو إضافة طبقة جديدة من المقاعد بعد تعديل السقف بالكامل.
واستند النادي في رؤيته إلى النتائج المذهلة التي حققها ريال مدريد بعد تجديد ملعبه، فقد استثمر النادي الإسباني نحو 860 مليون جنيه استرليني في مشروع التحديث الذي استمر خمس سنوات، وشهد إضافة أربعة آلاف مقعد جديد، وتركيب شاشة دائرية عملاقة بزاوية 360 درجة، وسقف وأرضية قابلين للطيّ لاحتضان فعاليات غير كروية. وأسهمت هذه التحسينات في مضاعفة الإيرادات للنادي إلى 248 مليون جنيه استرليني، وهو ما يشجع أرسنال على المضي في الاتجاه نفسه.
وتسعى إدارة "المدفعجية" إلى تحقيق قفزة مالية مماثلة، بعدما سجّل النادي دخلاً قدره 131.7 مليون جنيه استرليني في موسم 2024/2023، مقارنة بـ102.6 مليون جنيه استرليني في الموسم السابق، وهو ارتفاع كبير عزّزته العودة إلى دوري أبطال أوروبا، ويؤمن المسؤولون بأن توسيع الملعب وتحديثه سيجعلان من أرسنال أحد أكثر الأندية ربحية في القارة. وتواجه الإدارة، في المقابل، تحدياً لوجستياً خلال فترة الأشغال، إذ قد يضطر الفريق إلى الانتقال مؤقتاً إلى ملعب ويمبلي لخوض مبارياته، على غرار ما فعله توتنهام بين عامي 2017 و2019 أثناء بناء ملعبه الجديد، وتُعدّ هذه الخطوة ضرورية لتجنّب توقف النشاط الرياضي خلال عملية البناء.
ويدير المشروع أوتو مالي، العضو غير التنفيذي الجديد في مجلس إدارة النادي، والمقرّب من المالك ستان كرونكي. ويُعرف مالي بخبرته الواسعة في تنفيذ المشاريع العملاقة، إذ أشرف على بناء ملعب صوفي في لوس أنجليس، الذي بلغت كلفته أكثر من أربعة مليارات دولار وسعته 100 ألف متفرج، ما يجعله أحد أبرز الأسماء القادرة على إنجاز توسعة "الإمارات" وفق أعلى المعايير. ويؤكد مشروع أرسنال الجديد أن النادي لم يَعُد يكتفي بالتنافس الكروي، بل يطمح إلى تأسيس بنية مالية وتجارية متينة تضمن له الريادة بين أندية لندن وأوروبا. وبينما ينتظر المشجعون رؤية الشكل الجديد للملعب، تتجه الأنظار إلى ويمبلي، حيث قد يبدأ الحلم اللندني الذي استُلهم من برنابيو مدريد.
