
يمن مونيتور/ وكالات
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم منح جائزة نوبل للكيمياء لعام 2025 إلى البروفيسور الياباني سوسومو كيتاغاوا، والأسترالي ريتشارد روبسون، والعالم الأردني الأمريكي عمر ياغي.
وبهذا الفوز، ينضم ياغي أستاذ الكيمياء الأردني من أصل فلسطيني والحامل للجنسية السعودية إلى نخبة العلماء الذين غيّروا مسار الكيمياء الحديثة، بعد رحلة إنسانية ملهمة بدأت من ظروف قاسية، وانتهت باعتراف عالمي بقيمة أبحاثه التي ستخلّد اسمه في تاريخ العلم. فمن هو هذا العالم.. وكيف وصل إلى نوبل اليوم؟
شاد الملك عبد الله الثاني بفوز العالم الأردني عمر ياغي بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025 التي مُنحت الأربعاء، وكتب الملك عبد الله على منصة إكس إن “هذا الإنجاز فخر جديد يضاف إلى سجل الأردنيين (…) ويثبت أن الأردني قادر على إحداث الفارق أينما تواجد”.
فماذا نعرف عن عمر ياغي؟
ولد عمر ياغي، الذي يعمل بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، في 9 فبراير 1965 في عمّان، ونال جائزة نوابغ العرب عام 2024. نزحت أسرته من يافا بعد النكبة عام 1948، وعاش في بيئة فقيرة مع تسعة من إخوته في غرفة واحدة، دون كهرباء، وكانت المياه تصل إلى منزلهم لساعات قليلة أسبوعياً.
وفي لقاء مع الموقع الرسمي للجائزة بعد إعلان فوزه، قال ياغي: “كانت رحلة طويلة.. فقد نشأت في أسرة فقيرة، وبيت مكون من غرفة واحدة تقريباً مع أسرة كبيرة من اللاجئين، وكان أبي وأمي بالكاد يعرفون القراءة والكتابة لكن الإصرار وحب العلم والكيمياء هو ما دفعني في مسيرتي”.
شاشة تعرض صور العلماء الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء سوسومو كيتاجاوا وريتشارد روبسون وعمر ياغي في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بستوكهولم يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 – رويترز
شاشة تعرض صور العلماء الحائزين على جائزة نوبل في الكيمياء سوسومو كيتاجاوا وريتشارد روبسون وعمر ياغي في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم بستوكهولم يوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 – رويترز
وأضاف: “وقعت في غرام الجزيئات الكيميائة وأنا في عمر العاشرة، واكتشفت أنك عندما تتعلم كيفية التحكم في الكيمياء تكون قادراً على حل مشكلات عديدة -صغيرة وكبيرة- كأنك تملك قدرة سحرية تقريباً، أو اكتشف لغة سرية لبناء الكون”. ومنذ ذلك الحين قرر تكريس حياته لفهم هذه اللغة وتوظيفها لخدمة البشرية.
رحلة التحديات بدأت مبكراً
انتقل ياغي إلى الولايات المتحدة في سن الخامسة عشرة، رغم عدم إجادته اللغة الإنجليزية، وبرز أكاديمياً، وحصل على الدكتوراة في الكيمياء من جامعة إلينوي عام 1990. ومنذ ذلك الحين بدأ يبحث عن طرق منهجية لتصميم مواد جديدة بدل الاعتماد على التجربة والخطأ.
يحمل ياغي لقب أستاذ جامعي، وهو أعلى رتبة أكاديمية، كما يعمل في مختبر لورانس بيركلي الوطني، وهو المؤسس والمدير لمختبر بيركلي العالمي للعلوم، وعضو منتخب في الأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم والأكاديمية الوطنية الألمانية للعلوم “ليوبولدينا”.
وفي يناير 2025 أصبح ياغي الرئيس السابع للمجلس الثقافي العالمي، وهي منظمة دولية تعنى بتعزيز القيم الثقافية والعمل الخيري.
وعن مسيرته العلمية قال: “كان حلمي نشر ورقة علمية واحدة، فانتهى بي الأمر بنشر مئات”.
“الأذكياء في كل مكان”
ياغي معروف بتأسيسه علم الكيمياء الشبكية (Reticular Chemistry)، الذي يركّز على ربط كتل البناء الجزيئية بروابط قوية لتشكيل أطر مفتوحة، تُستخدم في تطبيقات متعددة، أبرزها الأطر المعدنية العضوية (MOFs).
ومن أبرز إنجازاته تطوير أجهزة لاستخراج المياه من الهواء الجاف، حتى في الصحارى منخفضة الرطوبة، حيث شاهد في مختبره في بيركلي قطرات الماء تتكون داخل صندوق مغلق باستخدام بلورات MOF، قائلاً: “كانت رؤية تلك القطرات واحدة من أروع اللحظات في حياتي… فهذا يعني أن بإمكاني خلق ماءٍ حيث لا ماء”.
حصل ياغي على جوائز عالمية مرموقة، أبرزها جائزة كافلي للكيمياء عام 2018، وظهر مراراً ضمن قائمة “أكثر العلماء تأثيراً في العالم”، بفضل أكثر من 300 بحث علمي استُشهد بها أكثر من 200 ألف مرة. وفي فبراير 2024، كرمه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بجائزة “نوابغ العرب” في فئة العلوم الطبيعية تقديراً لإسهاماته الاستثنائية.
وعن وجهة نظره في العلم والعلماء، قال إنه “مقتنع بوجود الأذكياء في كل مكان حول العالم، لكنهم يحتاجون للبيئة المناسبة للازدهار والتفوق، والحصول على الفرصة المناسبة ليفيدوا العالم”.
اكتشافات تغير حياة البشر
يحصل الفائز بجائزة نوبل للكيمياء على مبلغ 11 مليون كرونة سويدية (نحو 1.17 مليون دولار)، إضافة إلى ميدالية ذهبية من ملك السويد. وتعد جائزة الكيمياء ثالث الجوائز التي تُعلن سنوياً بعد جائزتي الطب والفيزياء.
وأشارت إدارة الجائزة إلى ثلاثة اكتشافات كيميائية غيرت حياة الناس: رسم خرائط الجزيئات لتسهيل تصنيع الأدوية، وتحويل النباتات لثاني أكسيد الكربون إلى كربوهيدرات، والتطور الموجه للإنزيمات لتصنيع مواد كيميائية أكثر صداقة للبيئة.
من يفوز بجائزة نوبل؟
وقّع مخترع الديناميت السويدي ألفريد نوبل في 27 نوفمبر 1895 وصيته الأخيرة، مخصصاً الجزء الأكبر من ثروته لمنح سلسلة جوائز سنوياً لأصحاب الإسهامات المتميزة في العلوم والأدب والسلام، مع إضافة جائزة لاحقًا للاقتصاد.
تُعلن أسماء الفائزين في أكتوبر من كل عام، وتُسلم الجوائز رسمياً في احتفالات فخمة في 10 ديسمبر، يوم وفاة نوبل، بحضور العائلتين الملكيتين في السويد والنرويج.
The post ماذا نعرف عن العالم الأردني عمر ياغي الفائز بجائزة نوبل للكيمياء لعام 2025؟ appeared first on يمن مونيتور.