
عربي
يواجه نادي الصحافة الوطني الأسترالي اتهامات بالانحياز لإسرائيل، بعدما ألغى فجأةً محاضرة كان من المقرر أن يلقيها الصحافي الحائز على جائزة بوليتزر، كريس هيدجز. وكان من المقرر أن تُعقد هذه المحاضرة بهدف فضح كيفية تضخيم وسائل الإعلام الغربية الدعاية الإسرائيلية، وإسكات الأصوات التي توثق فظائع إسرائيل في غزة. وبدلاً من ذلك، يدرس النادي اختيار سفير إسرائيلي عمل في جيش الاحتلال.
وكان هيدجز قد كتب مقالاً في منصة "إكس" أعلن فيه أن "نادي الصحافة الوطني الأسترالي، رضوخاً للوبي الإسرائيلي، ألغى محاضرتي عن خيانتنا. كان من المقرر أن ألقي محاضرة في نادي الصحافة الوطني الأسترالي في 20 أكتوبر/تشرين الأول بعنوان 'خيانة الصحافيين الفلسطينيين'. كان من المقرر أن تركز المحاضرة على تضخيم الأكاذيب الإسرائيلية في الصحافة، التي يعلم معظم الصحافيين أنها أكاذيب، خيانةً لزملائهم الفلسطينيين الذين تُشوّه سمعتهم وتُستهدف وتُقتل على يد إسرائيل. ولكن، ربما لإثبات وجهة نظري عن غير قصد، ألغى الرئيس التنفيذي لنادي الصحافة، موريس رايلي، الفعالية. اختفى إعلان محاضرتي من الموقع الإلكتروني. قال رايلي: لموازنة برنامجنا، سنسحب عرضنا".
إسرائيل تتلاعب بالألفاظ
تابع المقال أن السفير الإسرائيلي، المقدم المتقاعد أمير ميمون، الذي قضى 14 عاماً في الجيش الإسرائيلي، هو مرشح للتحدث بدلاً من هيدجز. كتب الأخير: "كنتُ حاضراً أكثر من مرة عندما أطلق جنود إسرائيليون النار على أطفال فلسطينيين. تُصبح مثل هذه الحوادث، في القاموس الإسرائيلي، أطفالاً عالقين في تبادل إطلاق النار. كنتُ في غزة عندما قصفت طائرات إف 16 الهجومية أكواخاً مكتظة في مدينة غزة. رأيتُ جثث الضحايا، بمن فيهم أطفال. تحوّل هذا إلى ضربةٍ جراحية على مصنعٍ لتصنيع القنابل. لقد شاهدتُ إسرائيل تهدم منازل ومباني سكنية بأكملها لإنشاء مناطق عازلة واسعة بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية التي تُحاصر غزة. أجريتُ مقابلات مع عائلات مُعدمة ومُشردة، بعضها خيّم في ملاجئ بدائية شُيّدت بين الأنقاض. أصبح الدمار هدماً لمنازل الإرهابيين".
وأضاف هيدجز: "يستطيع المقدم ميمون، إن شاء، أن يُنيرنا ببرنامج لافندر، القائم على الذكاء الاصطناعي، وكيف يختار الأشخاص وعائلاتهم في غزة لاغتيالهم. يستطيع أن يشرح لنا كيف تحدد إسرائيل حصص القتلى المدنيين، وكيف يُسمح للجنود بقتل ما يصل إلى 20 مدنياً لاستهداف مقاتل فلسطيني، ومئات المدنيين لاستهداف قائد حماس. يستطيع أن يخبرنا لماذا تواصل إسرائيل المذبحة الجماعية، في حين أن قاعدة بيانات استخباراتية إسرائيلية داخلية تُشير إلى أن 83% على الأقل من القتلى الفلسطينيين مدنيون".
نادي الصحافة يرد
من جانبه، ردّ النادي الوطني للصحافة في أستراليا على مقال كريس هيدجز في بيان قال فيه إن النادي "يراجع جدول خطاباته باستمرار، وعندما توافرت تفاصيل إضافية عن الخطاب، قررنا البحث عن متحدثين آخرين حول هذا الموضوع"، وأضاف أن "مجلس الإدارة ورئيسه التنفيذي، موريس رايلي، يتخذان قراراتهما بشأن المتحدثين بشكل مستقل. لم يُمارَس أي ضغط من أي جهة خارج المجلس، سواءً بشكل مباشر أو غير مباشر، بشأن متحدثينا حول حرب غزة".
