
عربي
قرر حزب "الجبهة الوطنية" المصري الدفع برئيس الهيئة العامة للاستعلامات التابعة لمؤسسة الرئاسة ضياء رشوان، وستة وزراء سابقين في انتخابات مجلس النواب المقرر إجراء مرحلتها الأولى الشهر المقبل في 14 محافظة من أصل 27، بصفتهم ممثلين عن الحزب في "القائمة الوطنية من أجل مصر" التي تضم 12 حزباً موالياً، ويتزعمها حزب "مستقبل وطن".
وكشف مصدر مطلع في الحزب لـ"العربي الجديد"، أن قائمة الوزراء السابقين تشمل وزير الإسكان السابق رئيس الحزب عاصم الجزار، ووزير الزراعة السابق أمين عام الحزب السيد القصير، ووزير الشؤون النيابية السابق علاء الدين فؤاد، ووزير التنمية المحلية السابق اللواء محمود شعراوي، ووزير العمل السابق محمد سعفان، ووزير البترول السابق طارق الملا. وأضاف المصدر أن قراراً مرتقباً سيصدر من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتعيين رئيس جديد لهيئة الاستعلامات خلفاً لرشوان، تمهيداً لإجرائه الكشف الطبي اللازم للتقدم بطلب الترشح للانتخابات عن محافظة الأقصر بنظام القائمة المغلقة، عن قطاع شمال ووسط وجنوب الصعيد.
وفاز رشوان بمنصب نقيب الصحافيين ثلاث مرات سابقاً، ويتولى منصب المنسق العام للحوار الوطني الذي دعا إليه السيسي في 2022. وعُين رئيساً لهيئة الاستعلامات بقرار من السيسي في 2017، التي أُنشئت بهدف تحسين صورة النظام الحاكم في الخارج، واستخراج تصاريح المراسلين الأجانب في مصر، وتوفير مصدر للمعلومات عن الأوضاع في الداخل. وفي اجتماع مع قيادات الحزب، اليوم الثلاثاء، قال الجزار: "لم نعد أحداً بشيء منذ بدء التأسيس، ولن نستطيع إرضاء كل الطامحين لخوض الانتخابات، ونراهن على تماسك التنظيم الحزبي في دعم مرشحينا، خاصةً أن الحزب يدار بنظام مؤسسي، ولا يعرف الإدارة الفردية"، وفق تعبيره.
وتابع: "الالتزام الحزبي من أبجديات العمل السياسي، والحزب سيعمل على دعم مرشحيه ببرنامج قوي ومتميز في السنوات الخمس المقبلة". بدوره، قال القصير إن "تجربة المشاركة في تحالف القائمة الوطنية أمر جيد للحزب في بداية رحلته الانتخابية، نظراً لضرورة التوافق خلال المرحلة الراهنة من عمر الوطن"، زاعماً أن "اختيار المرشحين يمر بمراحل عديدة بداية من القواعد الحزبية في المحافظات، ثم لجان الأمانة العامة لضمان تحقق الشروط المطلوبة في كل مرشح، وكذلك ضمان تنوع المرشحين عن الحزب".
ورداً على حالة الغضب التي انتابت قيادات الحزب المستبعدين من الترشح على قوائمه، ذكر القصير أن "انتخابات مجلس النواب ليست نهاية المطاف، بل هناك مواقع أخرى لقيادات الحزب وكوادره في المجالس المحلية التي يسعى الحزب لإجرائها في أقرب فرصة، أو في مواقع أخرى"، معتبراً أن "ضم عناصر جديدة في الترشيحات لا يمثل خروجاً عن مبادئ الحزب الذي يعد وليداً، ولم تمر على تأسيسه عدة أشهر".
ويعتبر رجل الأعمال المقرب من أجهزة الأمن المصرية إبراهيم العرجاني هو الممول الرئيس لحزب "الجبهة الوطنية"، الذي تضم هيئته التأسيسية نجله عصام، بالإضافة إلى أسماء بارزة مثل وكيل مجلس النواب ورجل الأعمال محمد أبو العينين، ووزيرة الاستثمار السابقة سحر نصر، ووزير الرياضة السابق طاهر أبو زيد، ومفتي الجمهورية السابق شوقي علام، ورجل الأعمال كامل أبو علي.
ويشغل الجزار منصب رئيس مجلس إدارة شركة "نيوم للتطوير العقاري" التابعة لـ"مجموعة العرجاني". وكان بعض المحامين قد تقدموا بمذكرة اعتراض رسمية إلى لجنة شؤون الأحزاب السياسية تطعن في شرعية تأسيس الحزب، مستندة إلى الاتهامات الموجهة ضد الجزار الذي خالف قانون تعارض المصالح، بعدما وقع عقوداً بصفته رئيساً لشركة تابعة للعرجاني عقب أيام من مغادرته منصبه الوزاري، في تجاوز صريح للنصوص القانونية. ودفع وجود العرجاني، المعروف بنفوذه القبلي في شبه جزيرة سيناء، ونجله، في قلب قيادة الحزب، الكثير من المراقبين إلى وصفه بأنه "محاولة لتعزيز المصالح القبلية في المشهد السياسي، مع إعادة تدوير شخصيات خرجت من المشهد خلال السنوات الأخيرة".
