بين تراجع يامال وتألق مبابي: كيف غيّر الرقم 10 ملامح موسم الثنائي؟
عربي
منذ أسبوع
مشاركة
يُعد الرقم "10" أكثر من مجرد رقم في كرة القدم، فهو رمز الإبداع والقيادة والمسؤولية، ومع بداية الموسم الحالي، ورثه الإسباني لامين يامال (18 عاماً)، والفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، مع قطبي الليغا، برشلونة وريال مدريد على التوالي، ولكن المسار بدا متناقضاً بينهما، فبينما واجه يامال صعوبة في مجاراة الضغوط المصاحبة لهذا الرقم التاريخي، وجد مبابي فيه دافعاً لتأكيد نضجه وتألقه قائداً وهدافاً للفريق الملكي. وارتدى لامين يامال القميص رقم "10" عقب رحيل مواطنه أنسو فاتي إلى موناكو خلال سوق الانتقالات الصيفيّة الماضيّة، ليجد نفسه أمام عبء رمزي ثقيل انعكس على مستواه وإيقاعه مع الفريق الكتالوني، ورغم البداية القوية في أول ثلاث مباريات تحت قيادة المدرب الألماني هانسي فليك، إذ سجل هدفين وقدّم ثلاث تمريرات حاسمة في الليغا، فإنّ سلسلة من الإصابات لاحقته لاحقاً، لتتوقف انطلاقته الواعدة، غاب عن ثلاث مباريات في الدوري ومواجهة نيوكاسل يونايتد الإنكليزي في دوري أبطال أوروبا، قبل أن يعود بديلاً أمام ريال سوسيداد ثم يشارك ضدّ باريس سان جيرمان في الجولة الثانية من مرحلة الدوري بدوري الأبطال، غير أن برشلونة أعلن بعد ذلك تفاقم إصابته في الفخذ وغيابه لفترة تمتد بين أسبوعين وثلاثة أسابيع على الأقل. وتخشى إدارة "البلاوغرانا" أن تتكرر أزمة فاتي مع يامال، بعد أن حمل الأول الرقم الأسطوري خلفاً للأرجنتيني ليونيل ميسي، قبل أن يتعرض لإصابات عدّة أجبرته لاحقاً على الرحيل معاراً إلى برايتون الإنكليزي ثم إلى موناكو، كما تخشى الإدارة أن يعيش يامال تجارب النجم البرازيلي نيمار جونيور، الذي عانى هو الآخر من توالي الإصابات والأزمات خارج الملعب، ومع ذلك، يدرك مسؤولو برشلونة أن يامال يمتلك كل المقومات التي تؤهله ليكون أحد أبرز نجوم الجيل الجديد، وأنه قادر على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والعودة أكثر نضجاً لقيادة مشروع النادي في المستقبل. ومن جانبه، يدرك يامال أن عليه استعادة توهجه بسرعة، خاصة بعد حصوله على مركز الوصافة في سباق الكرة الذهبية لعام 2025، وهو إنجاز وضعه في دائرة الضوء العالمية، وتُعد مشاركته المقبلة في البطولات الكبرى فرصة لإثبات أنه ليس مجرد موهبة عابرة، بل قائد قادر على حمل إرث برشلونة وإعادة الفريق إلى القمة الأوروبية، ولا سيّما بعد خيبة الموسم المنصرم في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام إنتر ميلان الإيطالي، إلى جانب طموحه في قيادة "لاروخا" لمواصلة الإنجازات العالمية، عقب التتويج بلقب "يورو 2024"، والسعي بثبات نحو حصد لقب مونديال 2026. وفي المقابل، حمل مبابي القميص الأسطوري في النادي الملكي، بعد رحيل نجم خط الوسط الكرواتي المخضرم لوكا مودريتش إلى ميلان الإيطالي خلال الميركاتو الصيفي الماضي، ليخطف النجم الفرنسي الأضواء بقوة في موسمه الثاني مع ريال مدريد، فمنذ انطلاق الموسم الكروي الحالي، تحوّل اللاعب السابق لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي إلى ماكينة تهديفية حقيقية بقميص "الميرينغي"، بعدما نجح في تسجيل 13 هدفاً وصناعة هدف واحد خلال تسع مباريات فقط في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، وبفضل هذه الانطلاقة المذهلة، أصبح مبابي اللاعب الأكثر حسماً في تشكيلة المدرب الإسباني تشابي ألونسو، مؤكداً جاهزيته لقيادة مشروع الفريق الأبيض الجديد بكل ثقة واتزان. ويتصدر مبابي هذا الموسم ترتيب هدافي الليغا برصيد ثمانية أهداف، ودوري أبطال أوروبا بخمسة أهداف، كما يحتل صدارة هدافي عام 2025 بمجموع 46 هدفاً، وتُبرز هذه الأرقام مدى انسجامه مع فلسفة نادي ريال مدريد وسرعة تأقلمه مع أسلوب المدرب الجديد تشابي ألونسو، الذي خلف الإيطالي كارلو أنشيلوتي قبل انطلاق بطولة مونديال الأندية الأخيرة التي أُقيمت في الولايات المتحدة الأميركية الصيف المنصرم. وتحوّل النجم الفرنسي إلى حجر الزاوية في مشروع ريال مدريد الجديد، بعدما غداً قائداً حقيقياً داخل الملعب وخارجه، لا مجرد لاعب يعيش فترة تألق مؤقتة، ويثبت مبابي يوماً بعد آخر أنه الوريث الشرعي للرقم "10" في القلعة البيضاء، مواصلاً كتابة فصول جديدة من المجد بأداء استثنائي، فقد ساهم هذا الموسم في 65% من أهداف الفريق حتّى الآن، مقارنة بنسبة 36.7% في الموسم السابق، ما يعكس تطوراً واضحاً في تأثيره الهجومي، ويبدو أن صاحب الـ26 عاماً، في طريقه لتحطيم أرقامه التاريخية التي حققها مع باريس سان جيرمان في موسم 2021-2022، حين شارك في 55% من الأهداف بـ39 هدفاً و21 تمريرة حاسمة، ومع هذا الزخم، يُقدم مبابي نسخة أكثر نضجاً وحسماً، في موسمٍ شاق يُختتم ببطولة كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية