
عربي
قالت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد"، إنّ الحكومة السورية و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) توصّلتا بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار على أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية اللذين يضمان غالبية كردية في مدينة حلب، شمالي سورية.
وأكدت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، أن الاشتباكات توقفت بين الطرفين بعد منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، عقب جلسة مفاوضات بين ممثلين عن "قسد" وآخرين عن الحكومة السورية على أطراف الحيين، جرى خلالها الاتفاق على وقف المواجهات التي اندلعت مساء الاثنين، وأدت إلى سقوط قتلى وجرحى.
وبحسب المصادر، قُتل مدني وأصيب آخرون بعد منتصف ليل الاثنين، جراء قصف مدفعي من قبل قوات "قسد" استهدف حديقة عامة في حي سيف الدولة بمدينة حلب، فيما ارتفع عدد الجرحى إلى نحو 26 شخصاً، بينهم مدنيون، نتيجة استهداف "قسد" أحياء سكنية عدة بقذائف الهاون والمدفعية، من بينها حيّا سيف الدولة والسريان.
وكان عنصر من قوى الأمن الداخلي السورية قد قُتل مساء الاثنين، وأصيب ثلاثة آخرون إثر هجوم شنّته قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" (الأسايش) على مجموعة من قوات الأمن السورية على أطراف حيي الشيخ مقصود والأشرفية، ما دفع الجيش السوري إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة وإغلاق الطرق المؤدية إليها.
وأعلنت محافظة حلب، بعد منتصف ليل الاثنين، عن تعطيل الدوام وتأجيل الامتحانات في المدارس والجامعات والدوائر الرسمية في المدينة اليوم الثلاثاء، تزامناً مع هدوء حذر ساد أطراف الحيين عقب اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وأسفرت عن تدمير رشاش متوسط تابع لقوات "قسد".
وفي سياق متصل، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، وفق ما نقلته قناة "الإخبارية السورية"، إن "الرئيس أحمد الشرع قدّم فرصة تاريخية لقسد عبر اتفاق آذار"، في إشارة إلى اتفاق العاشر من مارس/ آذار بين الطرفين، مؤكداً أن "الحكومة السورية ملتزمة بالاتفاق وتسعى دائماً لحقن الدماء"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "سيطرة التيار الانعزالي في قسد هو الذي يمنع نجاح اتفاق آذار حتى الآن".
وأضاف البابا أن "قسد تسعى باستمرار لفتح ممرات لتهريب الأسلحة والممنوعات"، موضحاً أن "قوات الجيش ملتزمة بحماية المدنيين وردّت بحزم على مصادر نيران قسد في حلب"، متهماً "قسد بتحريض أهالي حيي الأشرفية والشيخ مقصود على قوات الجيش وقوى الأمن الداخلي". ولفت المتحدث إلى أن "نحو 25 مصاباً، معظمهم من المدنيين، وصلوا إلى مشافي مدينة حلب نتيجة قصف قسد للأحياء السكنية"، مشدداً على أن "هناك فرصة لا تزال قائمة لتنفيذ اتفاق آذار بين قسد والحكومة السورية".
