
عربي
يواصل النجم الكرواتي لوكا مودريتش (40 عاماً)، كتابة فصل جديد في مسيرته المذهلة، بعدما نجح المدير الفني لنادي ميلان، الإيطالي ماسيميليانو أليغري (58 عاماً)، في تحويله إلى محور ارتكاز وصانع ألعاب متأخر "ريجيستا"، على طريقة الأسطورة أندريا بيرلو (46 عاماً)، ليصبح العقل المدبر في وسط ملعب "الروسونيري"، متصدر "الكالتشيو" حالياً.
وبعد أشهر قليلة من عودته إلى "سان سيرو"، فرض مودريتش نفسه قائداً حقيقياً لإيقاع اللعب، إذ قدّم أداءً استثنائياً في فوز فريقه الأخير على نابولي، أنهى فيه المباراة بـ 72 لمسة، و53 تمريرة ناجحة من أصل 58، و10 تمريرات طويلة متقنة، مع تمريرة حاسمة واحدة و14 تدخلاً دفاعياً ناجحاً، ليؤكد قدرته على الجمع بين الأناقة والصلابة.
وتحدث أليغري عن قيمة مودريتش، في تصريحات نقلتها صحيفة ماركا الإسبانية، الأحد، قال فيها: "وجود مودريتش أمام الدفاع يمنحنا الجودة والذكاء التكتيكي في آنٍ واحد، فهو لا يسترجع الكرات بالعنف، بل بقراءة اللعب واعتراض التمريرات، وهذه هي قيمته الحقيقية". وأضاف: "لوكا بطل حقيقي، يضع نفسه دائماً في خدمة الفريق، ويلعب بعقل وقلب في الوقت نفسه".
واختتم أليغري قائلاً: "لوكا لاعب استثنائي، متواضع على نحوٍ مذهل، يعرف أين ستذهب الكرة قبل الجميع بدقيقة. إنه متعة خالصة لمتابعي كرة القدم"، وبهذه الكلمات، يفتح مدرب ميلان الباب أمام فصلاً جديداً من مسيرة نجم لم يتعب من التطور، بل يثبت أن العبقرية لا تعرف عمراً في عالم المستديرة.
وبات ميلان يعتمد على منظومة تمنح مودريتش حرية التفكير والإبداع، بفضل ثلاثي دفاعي صلب وثنائي وسط متحرك، يضم الفرنسي أدريان رابيو والإيفواري يوسف فوفانا، ما جعل الكرواتي يتحول إلى "بيرلو الجديد" في الكرة الإيطالية. ووفقاً لبيانات شركة Driblab، فإنّ مودريتش يسجل أعلى معدل لمس للكرة في منطقة بناء اللعب، منذ بداية مسيرته، بمعدل 18.1 لمسة في المباراة، مقابل أدنى معدل له في الثلث الأخير من الملعب، ما يعكس بوضوح تحوّله إلى صانع توازن الفريق أكثر من كونه صانع فرص هجومية.
وتسبب رحيل مودريتش عن صفوف ريال مدريد الإسباني في أزمة واضحة بخط وسط الفريق الملكي، بعد أن ترك فراغاً كبيراً لم يتمكن أي لاعب من تعويضه حتى الآن، رغم محاولات المدرب تشابي ألونسو لإعادة التوازن بخيارات متعددة، إذ افتقد "الميرينغي" إلى الرؤية والربط بين الخطوط، التي كان يوفّرها النجم الكرواتي بخبراته وتمريراته الحاسمة، ما انعكس سلباً على أداء الريال، خصوصاً في المباريات الكبيرة، التي تتطلب السيطرة على الإيقاع والتحكم في نسق اللعب، وآخرها الخسارة المفاجئة أمام أتلتيكو مدريد (2-5).
