
الرشادبرس- تقرير
شهدت مدينة مأرب، يوم أمس السبت، تظاهرة ثقافية فريدة تمثّلت في إقامة الحفل الختامي وإعلان الفائزين في مسابقة “قصائد المطارح” الشعرية، التي نظّمتها دائرة الإعلام والثقافة بفرع اتحاد الرشاد اليمني بمحافظة مأرب، وسط حضور رسمي وثقافي وجماهيري لافت، ومشاركة (38) شاعراً وشاعرة من مختلف محافظات الجمهورية، في لوحة وطنية شعرية متكاملة تليق بعظمة “المطارح” وما تمثّله من رمزية وطنية متجذّرة.
منصة إبداع وطنية توثق المجد وتستنهض الذاكرة
جاء تنظيم المسابقة في سياقٍ وطني بالغ الدلالة، حيث أعادت للذاكرة مشهد البطولة والتضحية الذي سطرته “المطارح” في اللحظة الأصعب من تاريخ الوطن، لتكون هذه الفعالية منصة أدبية وثقافية تحتفي بالإبداع، وتوثق ملاحم البطولة شعراً وفكراً وانتماءً.
وفي هذا السياق، أشار الأستاذ علا عبد الله إلى أن “المطارح” لم تكن مجرّد تجمعات عسكرية، بل كانت منذ انطلاقتها سداً منيعاً ورمزاً للصمود، مثّلت انبعاث الروح الوطنية في وجه الانكسار، وكانت ولا تزال شعلة المقاومة المتّقدة التي حفظت للجمهورية كرامتها ووجودها.
واضاف أن المسابقة ليست مجرد فعالية أدبية، بل حالة وجدانية وموقف وطني عبّر فيه الشعراء عن أصالة الانتماء وصدق الولاء، مجسدين عبر أبياتهم أروع نماذج الفداء والثبات في زمن تتعالى فيه القيم الوطنية الأصيلة.
دور رائد لحزب الرشاد في رعاية الثقافة الوطنية
برز الدور الريادي لحزب الرشاد اليمني – فرع مأرب في إنجاح هذه الفعالية، من خلال تبنّيه الفكرة وتنظيمه المحترف للمسابقة بكافة مراحلها، حيث عبّر الأستاذ عبدالرحمن الأعذل المرادي، رئيس فرع الرشاد بالمحافظة، في تصريح خاص لـ”الرشاد برس”، عن فخره واعتزازه بنجاح الفعالية، مثمناً المشاركة الواسعة والتفاعل الشعبي الوطني الكبير.
وأوضح الأعذل أن “المطارح” تمثل روحاً وطنية لا تنطفئ، ورمزاً خالداً للمواجهة والكرامة، مؤكداً أن الشعر يمثل وسيلة حيوية لتوثيق هذه البطولات، وإحياء ذاكرتها في وجدان الأجيال القادمة، لافتاً إلى أن الرشاد سيقوم بطباعة ديوان شعري جامع يتضمن جميع القصائد المشاركة في المسابقة، ليُحفظ كأرشيف أدبي وتاريخي حي.
وجدّد الأستاذ الأعذل تأكيده على استمرار دعم الحزب الكامل لكل المبادرات الثقافية والفكرية، مؤكداً أن المبدع الحقيقي هو الذي يحمل قضايا وطنه في نصه، ويجعل من الكلمة جبهة مقاومة، ومن القصيدة راية عز وفخر.
حفل تكريمي يليق بالإبداع الوطني
شهد الحفل تقديم مجموعة من القصائد الشعرية الفائزة التي تنوّعت بين الشعر الفصيح والعامي، وسط تفاعل كبير من الحاضرين. كما تم تكريم الشعراء الفائزين بالجوائز وشهادات التقدير، إلى جانب تكريم لجنة التحكيم، وتوزيع شهادات المشاركة لجميع الشعراء والشاعرات الذين أسهموا في إثراء المشهد الشعري والإبداعي.
حزب الرشاد.. حارس الثقافة والهوية
من جانبه أشاد الشيخ- محمد الشيخ- بحسن التنظيم وعمق الرسالة التي حملتها المسابقة، مؤكداً أن حزب الرشاد – فرع مأرب – يبرهن مرة بعد مرة على وعيه الثقافي العميق، وإيمانه الراسخ بأهمية الفعل الثقافي في تعزيز الهوية وبناء الوعي.
وأضاف أن الحزب يواصل حضوره الفاعل في المشهد الثقافي، بتبنيه ودعمه للمبادرات الإبداعية والوطنية، إيماناً منه بأن الثقافة والفكر هما خط الدفاع الأول عن كرامة الوطن وثوابته، وأن دعم المبدعين يُعدّ أحد أهم الاستثمارات الوطنية في الحاضر والمستقبل.
خاتمة
جاءت مسابقة “قصائد المطارح” لتكون علامة فارقة في المشهد الثقافي بمحافظة مأرب، ليس فقط لما حملته من إبداع شعري، بل لما مثّلته من وفاء لذاكرة وطنية حية، واستحضار لمرحلة فاصلة في التاريخ اليمني الحديث.
ويستحق حزب الرشاد – فرع مأرب جزيل الشكر والتقدير على تبنّيه هذه الفعالية النوعية، وتنظيمه الراقي لها، وإيمانه بدور الشعر والثقافة في صياغة وعي الأجيال، وبناء وطن يعتز بتاريخه، ويصنع مستقبله على أسس من الصمود والانتماء والكرامة.
“قصائد المطارح”.. مسابقة شعرية تُخلّد بطولات المواقف وتُنعش الذاكرة الوطنية في مأرب
أخبار ذات صلة.
