
عربي
قالت بلدية برشلونة الإسبانية إن تقديرات الشرطة تشير إلى أن 70 ألف شخص شاركوا في تظاهرة اليوم السبت احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية في غزة. كما تظاهر مئات آلاف الأشخاص، بحسب المنظمين في روما، السبت، دعماً للفلسطينيين مطالبين بإنهاء الحرب على غزة، وذلك في اليوم الرابع من تعبئة شعبية واسعة أعقبت اعتراض إسرائيل أسطول المساعدات الدولي. ووجهت دعوات لتنظيم احتجاجات في مدريد وبرشلونة في إسبانيا منذ أسابيع، بينما جاءت دعوات أيضاً إلى تنظيم تظاهرات في روما وفي لشبونة في البرتغال، في أعقاب الغضب واسع النطاق، بعد اعتراض إسرائيل أسطول المساعدات الإنسانية الذي أبحر من برشلونة في محاولة لكسر الحصار على الأراضي الفلسطينية. وأكثر من 40 إسبانياً، من بينهم رئيس بلدية برشلونة السابق، هم من بين النشطاء الذين يبلغ عددهم 450 ناشطاً والذين احتجزتهم إسرائيل من سفن الأسطول هذا الأسبوع.
مظاهرات في #برشلونة دعمًا لغزة ورفضًا للعدوان الإسرائيلي pic.twitter.com/2mvOTwAEU2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 4, 2025
روما تتضامن مع غزة لليوم الرابع
وتظاهر مئات آلاف الأشخاص بحسب المنظمين في روما، السبت، دعماً للفلسطينيين مطالبين بإنهاء الحرب على غزة، وذلك في اليوم الرابع على التوالي منذ اعتراض إسرائيل أسطول الصمود الذي كان يحاول إيصال مساعدات إلى غزة، واحتجازها المشاركين فيه. وحمل الناس لافتات وأعلاماً فلسطينية، ورددوا هتافات "فلسطين حرة" وشعارات أخرى، متجاوزين الكولوسيوم، في المسيرة الحاشدة.
وهتف المشاركون وبينهم عائلات وأطفال "كلنا فلسطينيون" و"الحرية لفلسطين" و"أوقفوا الإبادة". أعلن المنظمون عن مشاركة مليون متظاهر. ولم تتمكن الشرطة، في اتصال اجرته وكالة فرانس برس، من تحديد عدد المشاركين على الفور. سار المتظاهرون تحت الشمس في قلب العاصمة الإيطالية وسط انتشار أمني كثيف. ورفع المشاركون، الذين لوح العديد منهم بالأعلام الفلسطينية والكوفيات، لافتات كتب عليها "المستوطنات خارج الضفة الغربية" و"أنهوا نظام الفصل العنصري" و"الأرض المقدسة تطالب بالسلام".
وقال دوناتو كولوتشي، وهو قائد كشفي يبلغ 44 عاماً يرافق 150 شاباً في جمعية علمانية، لـ"فرانس برس": "عادة لا أؤيد التظاهرات الكبرى، لكن اليوم لم أتمكن من ملازمة المنزل". وأضاف: "أعتقد أن دولاً مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لها ثقافة المقاومة والقيم الديمقراطية أكثر من غيرها لأنها خاضت تجربة الديكتاتورية والعنف". وقال إنريكو إيديت (69 عاماً): "شكراً للأسطول، شكراً للإيطاليين لأنه يبدو أننا أصبحنا الآن الشعب الذي يتحرك بقوة وحماسة أكبر".
مشاهد مباشرة من العاصمة الإيطالية روما لمظاهرة حاشدة تضامنًا مع فلسطين وتنديدًا بالجرائم الإسرائيلية@rimachlone2 pic.twitter.com/jafgcJDtUm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 4, 2025
وقال فرانشيسكو غالتيري وهو موسيقي من روما يبلغ من العمر 65 عاماً: "أنا هنا مع الكثير من الأصدقاء الآخرين لأنني أعتقد أن من المهم لنا جميعاً أن نحشد بشكل فردي.. إذا لم نقم جميعاً بالتعبئة، فلن يتغير شيء". ومنذ أن بدأت إسرائيل في اعتراض الأسطول في وقت متأخر يوم الأربعاء، انتشرت احتجاجات في جميع أنحاء أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. وفي إيطاليا، كانت الاحتجاجات يومية وفي عدة مدن.
ودعت النقابات، أمس الجمعة، إلى إضراب عام دعماً للأسطول، حيث خرجت تظاهرات في أنحاء إيطاليا شارك فيها أكثر من مليوني شخص، وفقاً للمنظمين. وقدرت وزارة الداخلية عدد المشاركين بحوالي 400 ألف شخص. وهاجمت الحكومة اليمينية الإيطالية الاحتجاجات، إذ أشارت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني إلى أن الناس قد يتغيبون عن العمل من أجل غزة لمجرد الحصول على عطلة نهاية أسبوع أطول.
وألقت ميلوني، اليوم السبت، المسؤولية على المحتجين في كتابة عبارات مسيئة على تمثال للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني خارج محطة القطارات الرئيسية في روما، حيث كانت الجماعات المؤيدة للفلسطينيين تنظم احتجاجاً. وقالت: "يقولون إنهم يخرجون إلى الشوارع من أجل السلام، لكنهم بعد ذلك يهينون ذكرى رجل كان مدافعاً حقيقياً عن السلام وعمل على بنائه. إنه عمل مخز يرتكبه أشخاص أعمتهم الأيديولوجية".
وشهدت إيطاليا بالفعل تظاهر أكثر من مليوني شخص، أمس الجمعة، في جميع أنحاء البلاد في إضراب عام لمدة يوم واحد لدعم سكان غزة. وبدورها، شهدت إسبانيا تصاعداً في الدعم للفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة، بينما تكثف حكومتها جهودها الدبلوماسية ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة. وتأتي الدعوات للاحتجاجات في جنوب أوروبا في الوقت الذي قالت فيه حماس إنها قبلت بعض عناصر خطة وضعها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب المستمرة منذ حوالي عامين والتي تركت أكبر مدينة في قطاع غزة في مجاعة وأثارت اتهامات بالإبادة الجماعية ضد إسرائيل.
وفي بريطانيا، ألقت شرطة لندن القبض على عشرات المحتجين لدعمهم جماعة "بالستاين أكشن" خلال تظاهرة اليوم السبت، رغم دعوات لإلغائها بعد هجوم دامٍ على كنيس يهودي في مانشستر. ورفض منظمو التظاهرة، التي أُعلن عنها قبل الهجوم، مطالبات الشرطة والحكومة بإلغائها، وجرى تنظيمها احتجاجاً على حظر حركة "بالستاين أكشن" المؤيدة للفلسطينيين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب.
وألقت الشرطة القبض على المحتجين في ساحة "الطرف الأغر" بوسط لندن بعد رفعهم لافتات حملت شعارات مؤيدة لحركة "بالستاين أكشن" التي حُظرت في يوليو/ تموز بعد أن اقتحم أعضاؤها قاعدة جوية وألحقوا أضراراً بطائرات عسكرية. واحتشد مئات للمشاركة في الاحتجاج بوسط لندن، حيث بدأت الشرطة بإبعاد بعضهم دون مقاومة وسط تصفيق وهتاف للمحتجزين، وهتف البعض "عار عليكم" في وجه أفراد الشرطة. وفي واقعة أخرى، ألقت الشرطة القبض على ستة محتجين بعد رفع لافتة حركة "بالستاين أكشن" على جسر وستمنستر أمام البرلمان.
(أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)
