
عربي
نظمت شبكة التضامن مع فلسطين في نيوزيلندا وقفة احتجاجية في ساحة أوتيا بقلب أوكلاند، أكبر مدن نيوزيلندا وعاصمتها الاقتصادية، اليوم السبت، أعقبتها مسيرة حاشدة بمشاركة الآلاف عبر شارع كوين الرئيسي في المدينة وصولاً إلى ساحة بريتومارت (مسافة 1 كم تقريباً)، وذلك إحياءً للذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ولمطالبة الحكومة النيوزيلندية بمعاقبة إسرائيل، والتدخل من أجل إطلاق سراح النشطاء النيوزيلنديين الثلاثة الذين كانوا مشاركين في أسطول الصمود العالمي واختطفتهم القوات البحرية الإسرائيلية واعتقلتهم وأودعتهم السجن.
وكان من المقرر تسيير موكب من السيارات بمحاذاة ساحة أوتيا تحمل أعلام فلسطين ولافتات تدعو الحكومة النيوزيلندية ورئيسها إلى معاقبة إسرائيل والتدخل من أجل إطلاق سراح النشطاء النيوزيلنديين الثلاثة، إلا أن الشرطة النيوزيلندية منعت الموكب، على الرغم من الإبلاغ المسبق من قبل المنظمين، من مواصلة السير بمحاذاة الساحة وأجبرته على الرجوع من حيث أتى. وركزت كلمات المتحدثين على المنصة، وفي مقدمتهم النائبة كلوي سواربريك، الرئيس المشارك لحزب الخضر، وزميلها النائب ريكاردو مينينديز والناشطة والممثلة أكاشيا أوكونور المتحدثة باسم الحركة العالمية إلى غزة، على مأساة الشعب الفلسطيني المتفاقمة منذ عامين مع ما يتعرض له من إبادة جماعية وحرب تجويع.
وقالت كلوي سواربريك إن إسرائيل أوقفت، بشكل غير قانوني، سفن أسطول الصمود العالمي وأعتقلت مئات من النشطاء، الذين كان هدفهم إيصال المساعدات إلى شعب يرزح تحت حصار غير قانوني. وأضافت سواربريك: "لقد تحدثت لتوي مع ممثلي وزارة الخارجية الذين كلفتهم بمتابعة أوضاع يوسف ورنا وصامويل، وكذلك مع أسرهم، ويمكنني إبلاغكم بأن يوسف ورنا دخلا في إضراب عن الطعام ضد الاحتلال غير القانوني للأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية وجرائم الحرب وتوقيف سفن أسطول الصمود واعتقال النشطاء على متنه بشكل غير قانوني"، وأضافت أنها كانت "على اتصال مستمر، على مدار الساعات الـ72 الماضية، مع وزارة الخارجية التي أكدت أن إحدى الوكالات الشريكة والتي تتصرف بالنيابة عنها قد رأت النشطاء الثلاثة بشكل مباشر وهم بخير".
وفي حديث لـ"العربي الجديد"، شددت سواربريك على "ضرورة متابعة ما يجري مع أسطول الصمود العالمي والمدنيين الذين يحاولون كسر الحصار، وهو ما كان يتعين على الحكومات الدولية فعله. دعونا نستمر في تسليط الضوء على غزة وعلى فلسطين، ولنتذكّر في النهاية أن جميع أعضاء البرلمان البالغ عددهم 123 شخصاً يتحملون مسؤولية مباشرة وشخصية عمّا إذا كان مشروع القانون لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائم الحرب سوف يمرر أم لا".
وأضافت: "لم نعد بحاجة إلى وزير الخارجية ونستون بيترز، ولا إلى رئيس الوزراء كريستوفر لاكسون أو غيرهما. نحن بحاجة إلى ستّة من أصل ثمانٍ وستين نائباً من احزاب الائتلاف الحاكم، على استعداد لاتخاذ الخطوة الصحيحة والوقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، لنتمكن من فرض عقوبات على إسرائيل بسبب جرائم الحرب التي ترتكبها".
ومن جهته، قال النائب ريكاردو مينينديز من حزب الخضر أيضاً: "نحن هنا اليوم للاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة، وللتعبير عن تضامننا مع رنا ويوسف وصامويل الذين يشكلون الوفد النيوزيلندي في أسطول الصمود العالمي، والذين جرى اختطافهم واحتجازهم من قبل الحكومة الإسرائيلية". وأشار في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنه "من الواضح أن الحكومة الإسرائيلية فشلت في احترام القانون الدولي في ما يتعلق باحتجاز أشخاص لا ذنب لهم سوى محاولة لفت الانتباه إلى حاجة الفلسطينيين المحاصرين في غزة للمساعدات الإنسانية، وكان من بين الأمور المشجعة للغاية فعلاً أن نرى الفلسطينيين يتمكنون من الصيد ليوم واحد فقط بفضل جهود هؤلاء النشطاء الرائعين".
وشدد على "المطالبة بفرض عقوبات، والاستمرار في محاسبة الحكومة الإسرائيلية على جرائم الإبادة"، ورأى أن "ما يضطلع به أسطول الصمود العالمي عمل ملهم بحق. ومن جانبنا، فإننا نسعى من أجل ضمان سلامة أعضاء الوفد النيوزيلندي المختطفين، كما نطالب حكومتنا بأن تقوم بدورها لضمان التزاماتنا الدولية وحماية هؤلاء المدنيين".
ورفع المشاركون في الفعالية لافتات كُتب عليها: "أوقفوا الاحتلال الصهيوني الغاشم، ونزف دماء الأبرياء"، و"آلاف الأطفال يقضون نحبهم... تحركي يا نيوزيلندا"، و"أوقفوا حرب الإبادة"، و"الحرية لفلسطين... أوقفوا الحرب على غزة"، و"فلسطين تريد الحرية لكي تحيا، بينما تملك إسرائيل حرية أن تقتل"، و"جيش الدفاع الإسرائيلي = آلة قتل"، و"الشوارع الممتلئة تنادي: فلسطين حرة"، "لا تشتري سلعاً إسرائيلية، قاطع الأبارتهايد قاطع إسرائيل"، "رئيس الحكومة لاكسون: اتخذ موقفاً".
وعلت هتافات المشاركين في الفعالية على النحو الآتي: "من النهر إلى البحر، فلسطين سوف تتحرر"، و"واحد: نحن الشعب، اثنان: لن نتوقف، ثلاثة: نحن عائدون في القريب العاجل، ستة: إسرائيل دولة إرهابية"، و"أنا راجع راجع، على أرض بلادي راجع، على يافا وغزة راجع، عالقدس وحيفا راجع، أنا والله راجع"، و"العار عليك يا ونستون بيترز"، "العقوبات الآن"، "ثمة حل واحد هو الثورة"، "التحرير التحرير، الانتفاضة الانتفاضة".
وكان من بين المشاركين في فعالية اليوم، فاطمة أبو هواش (أم لؤي)، والدة الناشطة رنا حميدة، التي ذكرت لـ"العربي الجديد" أن رنا عندما أخبرتها "بعزمها الانضمام إلى أسطول الصمود العالمي، لم أمنعها بل على العكس سعدت وشجعتها على ذلك، ولو كانت ظروفي الصحية جيدة، لكنت شاركت فيه أنا أيضاً"، مضيفة أن ابنتها كانت تتواصل معها باستمرار "وقبل اختطافها بساعة، تلقيت منها اتصالاً وسلمت عليّ، وشعرت آنئذ أنها تودعني، ولكني دعوت لها وأوصيتها بالحفاظ على سلامتها. والحقيقة أن رنا شابة قوية ومفعمة بالوطنية وتحب بلادها كما تحمل الحب للإنسانية جمعاء، ولديها طاقة ورغبة في تقديم المساعدة باستمرار".
وقالت أم لؤي: "أنا أدعو الله أن يردها إلينا سالمة. وبالنسبة للحكومة النيوزيلندية، فإنها تحاول تقديم المساعدة لرنا وزميليها، وأملنا كبير في المولى عز وجل ثم في الحكومة هنا في أن يعودوا جميعاً سالمين. وهي لن تكون أغلى من أي طفل في غزة الغالية علينا، كما أن فلسطين غالية علينا"، ووجهت التحية "لكل أطفال وشباب وشيوخ غزة، وأرواحنا وأبناؤنا فداء لغزة. والحقيقة أن نيوزيلندا بلد جميل وأهلها أناس طيبون داعمون لنا بقوة ومتعاطفون معنا، وأي واحد يعرف أنني والدة رنا يقبل علي ويعانقني". وأوضحت أن "الحكومة النيوزيلندية لم تتواصل معها قط منذ اختطاف رنا، ولكن هناك مجموعة على تواصل مع الفريق القانوني الموكل بمتابعة أوضاع رنا وزميليها وأنا أتابع على الدوام الأخبار سواء من التلفاز ومواقع التواصل الاجتماعي، وعرفت أنهم جميعاً بخير وأنهم مضربون حالياً عن الطعام".
من جهته، ذكر الناشط سامر الملالحة، أحد منظمي تظاهرة اليوم (عضو حركة شباب من أجل فلسطين و نيوزيلندا من أجل فلسطين)، أن "فعالية اليوم كانت لإحياء الذكرى الثانية لهجوم السابع من أكتوبر والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، والتي شارك فيها الآلاف من العرب والمسلمين والأجانب". وأوضح في حديث لـ"العربي الجديد" أن هدفهم كان "مطالبة الحكومة باتخاذ إجراءات أكثر قوة وموقف أكثر حزماً حيال الشعب الفلسطيني، علاوة على التدخل من أجل إطلاق سراح النشطاء النيوزيلنديين الثلاثة يوسف ورنا وصمويل"، مشيراً إلى أن "حزب الخضر والمحامون الذين وكلتهم السفارة النيوزيلندية في أنقرة، والمعتمدون أيضاً في تل أبيب، أخبرونا أنهم بخير، على الرغم من دخول رنا ويوسف في إضراب عن الطعام وسيلةَ ضغط على السلطات الإسرائيلية لإطلاق سراحهم".
وتابع: "نحن نناشد الشعوب جميعاً بالتظاهر وعمل جميع أشكال الاحتجاج أيضاً من أجل أن تطلق إسرائيل ليس فقط نشطاء أسطول الصمود المختطفين، بل إيضاً المعتقلين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، كما نطالب الحكومة النيوزيلندية بالضغط على إسرائيل حتى تطلق سراح يوسف ورنا وصامويل".

أخبار ذات صلة.

انفجار هائل في مقديشو وإطلاق نار
العين الإخبارية
منذ 16 دقيقة