
عربي
كما كان منتظراً، بدأ مدرب المنتخب الجزائري، فلاديمير بيتكوفيتش (62 سنة)، التحضير لبطولة كأس أمم أفريقيا في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2025، قبل أن يضمن رسمياً التأهل إلى مونديال أميركا وكندا والمكسيك، وذلك من خلال الأسماء التي تضمنتها القائمة المعنية بالمباراتين الأخيرتين من تصفيات كأس العالم ضد الصومال وأوغندا، إذ استدعى أربعة أسماء جديدة تطرق أبواب الخضر لأول مرة، وأعاد أربعة آخرين غابوا منذ مدة، واستغنى في الوقت نفسه عن أربعة من الكوادر، في إشارة واضحة إلى رغبته بإعطاء النفس الجديد لتشكيلته، ونيّته إحداث التغييرات اللازمة، خاصة على مستوى المنظومة الدفاعية، مثلما أعلن عن ذلك في ندوته الصحافية التي عبر فيها عن عدم رضاه على بعض اللاعبين، ورغبته في تحسين المردود الفردي والعام، والذي يمر حتماً عبر تغييرات صارت أكثر من ضرورية.
واستدعى بيتكوفيتش لأول مرة رباعي الدفاع رفيق بلغالي لاعب فيرونا، ومهدي دورفال مدافع باري الإيطالي، وقلب دفاع باريس أف سي سمير شرقي، بالإضافة إلى حارس نادي غرناطة الإسباني لوكا زيدان، نجل النجم الفرنسي زين الدين زيدان، الذي أثار تغييره الجنسية الرياضية جدلاً كبيراً في الأوساط الكروية الفرنسية بالخصوص، والتحق بالخضر ليشعل المنافسة على حراسة المرمى رفقة بن بوط وقندوز، بحثاً عن الحارس الأساسي الذي يجنب المنتخب الجزائري التغييرات المتكررة على مستوى أحد أهم المراكز في أي فريق، كما أعاد إلى القائمة الرباعي الغائب منذ مدة أدم زرقان، أمين شياخة، قيتون وبدر الدين بوعناني الذين سبق لهم تقمص الألوان الوطنية على فترات متقطعة.
واستغنى بيتكوفيتش بالمناسبة عن الثنائي سعيد بن رحمة ورامز زروقي، وفضل منح الوقت الكافي لإسماعيل بن ناصر حتى يسترجع كامل إمكانياته البدنية بعد انضمامه إلى دينامو زغرب، واضطر للاستغناء عن المصابين حسام عوار، ريان أيت نوري ويوسف عطال، ويبدو أنه اتفق مع مدرب المنتخب المحلي مجيد بوقرة على وضع بعض اللاعبين تحت تصرفه تحسباً لنهائيات كأس العرب المقررة في قطر بداية شهر ديسمبر المقبل، في حين أكد خلال ندوته الصحافية أن أبواب المنتخب تبقى مفتوحة لكل اللاعبين الذين بإمكانهم تقديم الإضافة، سواء في نهائيات كأس أمم أفريقيا أو نهائيات كأس العالم الصيف المقبل، وأنه يتابع كل اللاعبين المحترفين بانتظام، ويعرف قدراتهم وإمكانياتهم.
صحيح أن المنتخب الجزائري لم يتأهل بعد إلى المونديال ولا يزال بحاجة إلى نقطتين من المباراتين المتبقيتين، ولا يمكن إحداث تغييرات كبيرة على تركيبته، لكن لا الصومال ولا أوغندا بإمكانهما أن يحرما الجزائر من التأهل إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في التاريخ، ما دفع بالمدرب بيتكوفيتش إلى اختيار قائمة تحمل رياح التغيير على مستوى التركيبة ومنظومة اللعب التي ظهرت عليها ملامح الخلل أثناء المباراتين الأخيرتين ضد بوتسوانا وغينيا، وشهدت تراجعاً في مردود بعض الكوادر، وتبقى بحاجة إلى تنويع وربما تغيير، خاصة بوجود خيارات بشرية وفنية جديدة متوفرة، تبعث المنافسة بين اللاعبين على مختلف المراكز.
قد تشهد مواجهة الصومال مشاركة بعض اللاعبين لأول مرة مع المنتخب الجزائري، خاصة على مستوى حراسة المرمى، والجهة اليمنى من الدفاع، وربما وسط الدفاع، لكن الأكيد أن التغييرات المرتقبة عشية نهائيات كأس أمم أفريقيا وبعدها، صارت تفرض نفسها، وتقتضي جرأة أكبر من المدرب، وجهداً مضاعفاً من اللاعبين، ينتظر أن يظهر بمناسبة المباراتين المقبلتين ضمن تصفيات كأس العالم، وخلال فترة التوقف الدولي في شهر نوفمبر المقبل، على أن تكون "كان المغرب 2025" محطة اختبار حقيقي لبعض الكوادر الذين تراجع مردودهم وصاروا مطالبين باستعادة مستواهم أو فسح المجال للجيل الجديد بقيادة عمورة، شايبي، مازة، بوعناني، شياخة، حاج موسى، وقبال، بالإضافة إلى الوجوه الجديدة التي التحقت بالخضر.

أخبار ذات صلة.

مبابي ضمن تشكيلة ريال مدريد لمواجهة خيتافي
الشرق الأوسط
منذ 10 دقائق