
عربي
حقق نادي كريستال بالاس طفرة كروية غير مسبوقة في تاريخه، بعدما تحوّل من فريق يكافح للبقاء في الدوري الإنكليزي الممتاز إلى ثامن أفضل فريق في العالم حسب تصنيف "أوبتا"، وذلك وفقاً لتقرير نشرته صحيفة ماركا الإسبانية، الجمعة.
وجاء هذا الإنجاز بفضل سلسلة ذهبية من 19 مباراة متتالية من دون خسارة، وهي الأطول بين أندية الدوريات الخمسة الكبرى، ليتفوق على عملاق مثل بايرن ميونخ الألماني. وتمكّن النادي اللندني خلال هذه الفترة من إسقاط كبار "البريمييرليغ"، إذ تغلّب على ليفربول وتوتنهام وأستون فيلا، وفرض التعادل على تشلسي وأرسنال، في مشهد لم تعتد عليه جماهير "سلهيرست بارك".
وكان الفريق قد بدأ كتابة التاريخ حين انتزع أول لقب كبير منذ تأسيسه قبل 119 عاماً، بعدما تغلّب على مانشستر سيتي في نهائي كأس إنكلترا بهدف نظيف، ليهدي جماهيره فرحة تاريخية. ولم يكتفِ بالإنجاز المحلي، بل عاد إلى ملعب "ويمبلي" ليفوز بدرع المجتمع على حساب ليفربول بركلات الترجيح، مضيفاً لقباً ثانياً في ظرف أشهر قليلة. وعلى الرغم من الصعوبات الإدارية التي واجهها، بعد حرمانه من خوض الدوري الأوروبي بسبب تضارب مصالح المساهم الأميركي جون تيكستور، المالك أيضاً لأولمبيك ليون الفرنسي، فقد واصل النادي مساره القاري بانتصار افتتاحي مقنع على دينامو كييف الأوكراني (2-0).
واستطاع كريستال بالاس أن يحافظ على ثباته في الدوري الإنكليزي الممتاز، إذ يحتل حالياً المركز الثالث برصيد 12 نقطة، خلف أرسنال وليفربول، مع كونه الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للهزيمة بعد. ويملك النادي أقوى خط دفاع في البطولة بعدما استقبل ثلاثة أهداف فقط، محققاً رقماً قياسياً تاريخياً بسلسلة من 12 مباراة متتالية دون خسارة في "البريمييرليغ". ورغم فقدان أسماء بارزة في السنوات الماضية مثل مايكل أوليز، إيبيريشي إيز، ويلفريد زاها، وكونور غالاغر، فإن الإدارة نجحت في إعادة بناء الفريق حول المدافع الإنكليزي مارك غيهي، والحارس دين هندرسون، والكولومبي دانيال مونيوز، إضافة إلى مساهمات لاعب الوسط الواعد آدم وارتون، والأهداف الحاسمة للمهاجم الفرنسي جان-فيليب ماتيتا.
وأعاد المدرب النمساوي أوليفر غلاسنر إحياء آمال الجماهير منذ توليه قيادة الفريق في فبراير/شباط 2024، حين استلم مهمة صعبة من المخضرم روي هودجسون وسط سلسلة من الخسائر. وتمكّن غلاسـنر من إنقاذ الفريق من شبح الهبوط وإنهاء الموسم في المركز العاشر، قبل أن ينطلق معه هذا الموسم في رحلة إعجازية. وكشف رئيس النادي، ستيف باريش، أن مدربه أصبح محور المشروع الجديد، حتى أن بايرن ميونخ سعى للتعاقد معه، غير أنّ إدارة النادي وضعت شرطاً تعجيزياً بلغ 100 مليون يورو للتخلي عنه.
وجاءت هذه البداية القوية والتطور اللافت في أسلوب لعب ونتائج نادي كريستال بالاس لتمنح جماهيره آمالاً كبيرة بإمكانية تكرار سيناريو نادي ليستر سيتي، الذي دوّن اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم الحديثة بعد تتويجه بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز عام 2016، في واحدة من أعظم المفاجآت. آنذاك، حقق الفريق الإنجاز بلاعبين لم يكونوا نجوماً من الصف الأول، مثل النجم الجزائري رياض محرز، والفرنسي نغولو كانتي، والهداف الإنكليزي جيمي فاردي، تحت قيادة المدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري. واليوم، يجد جمهور "النسور" في فريقه ملامح تلك التجربة الاستثنائية، مع مشروع كروي متكامل يقوده مدرب يملك الخبرة والطموح.
وتستند جماهير كريستال بالاس في طموحاتها إلى النتائج المبهرة التي يحققها الفريق، وعلى رأسها الفوز على حامل اللقب نادي ليفربول، وهو إنجاز منح اللاعبين دفعة معنوية هائلة وزاد من حماسة الأنصار، فإسقاط البطل لا يعد مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة قوية بأن الفريق قادر على منافسة الكبار واللعب من أجل القمة.
