ضحية اتفاقية “اللي خلف ما مات” تزوجت شخصًا ميتا (قصة صحفية)
أهلي
منذ ساعتين
مشاركة

أعدت القصة لـ “يمن ديلي نيوز” أحلام القبيلي: في شهادة ترويها حصريا لـ “يمن ديلي نيوز”، تكشف أسماء (اسم مستعار لحماية هويتها) (25 عامًا) من مديرية همدان صنعاء، عن تفاصيل مأساة حكم عليها فيها أن تكون وسيلة لـ “تخليد اسم” وليست زوجة أو إنسانة، فتحولت من فتاة تحلم بمستقبلها إلى أرملة وأم لطفل يتيم بقرار عائلي قاسٍ.

تقول أسماء: لا تتعجبوا من العنوان، نعم، لقد تزوجتُ شخصًا كنت أعلم أنه سيموت، وأعرف حتى تاريخ وفاته، لأنه كان محكومًا بالإعدام بتهمة ارتكابه جريمة قتل.

وتستطرد سرد قصتها لـ “يمن ديلي نيوز”: البداية حينما نشب نزاع بين ابن عمي ورجل آخر من قريتنا بسبب حدود الأرض. نزاع لم يتوقف إلا بجريمة قتل. قُتل الرجل، وسُجن ابن عمي القاتل. لم أكن أعلم أنني سأصبح جزءًا من هذه المأساة، وأن نصيبي سيكون عقوبة لا ذنب لي فيها.

وأوضحت أن أسرتها حاولت كثيرًا إقناع أهل القتيل بقبول الدية والعفو، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. ومع اقتراب موعد تنفيذ الحكم، اتخذت الأسرة القرار. قرروا تزويجي بابن عمي المحكوم عليه بالإعدام قبل أسابيع قليلة من موعد التنفيذ، حتى يتمكّن من إنجاب ولد يحمل اسمه بعد موته، قائلين المثل المشهور: ‘اللي خلف ما مات’.

تضيف لـ “يمن ديلي نيوز”: وهكذا كان زفافي؛ لم يكن إلى بيت الزوجية ولا إلى قاعة أفراح، بل إلى زنزانة ضيقة باردة. لم ينظروا إلى قلبي ولا إلى أحلامي، لم يسألوني عن رأيي، ولم يحترموا إنسانيتي.
جعلوني مجرد وسيلة لإنجاب طفل، كأني أداة لتخليد اسم، لا إنسانة من لحم ودم ومشاعر.

بعد أسابيع، نفذ حكم الإعدام، وبقيت أسماء وحدها تتحمل النتيجة. لتكتشف لاحقًا أنها حامل، فكانت تلك بداية المعاناة الحقيقية.

تتساءل بمرارة: ماذا عن طفلي الذي حُكم عليه أن يولد يتيمًا، يحمل اسم أبٍ لم يعرفه يومًا إلا في سجلات السجن وأحاديث الناس؟ طفل لا ذنب له سوى أنه جاء إلى الدنيا بقرار جائر، سيعيش محمَّلًا بوصمة لا يعرف سببها، يطارد اسمه ظل جريمة لم يرتكبها.

وتضيف لـ “يمن ديلي نيوز” وماذا عني أنا، وقد حُكم علي أن أعيش أرملة قبل أن أعرف طعم الزواج أو معنى الحياة المشتركة؟.

وفي ختام حديثها، توجه أسماء رسالة قوية عبر “يمن ديلي نيوز” تندد فيها بالعقلية التي ضحّت بها وبمستقبل طفلها: الزواج في الأصل وُجد لبناء حياة، لا لوداعها في زنزانة مع رجل محكوم عليه بالموت. والأدهى أن يتحول مثل شعبي إلى سيف مسلط على رقبتي: ‘اللي خلّف ما مات’، عبارة تقال عادة لتسلية القلوب وتخفيف وقع المصيبة، لا لتبرير قرار جائر يدمّر حياة فتاة بريئة ويورّث المأساة لطفل لم يختر قدره.

وتختتم لـ “يمن ديلي نيوز” بقولها ألم يكن هذا ظلمًا مضاعفًا؟ ظلمًا للشاب الذي قتله ابن عمي وأنهى حياته، وظلمًا أشد قسوة لي أنا، التي حرمت من أبسط حقوقها في أن أعيش حياة طبيعية مع زوج حيّ يشاركني العمر، ثم ظلم ثالث لطفل بريء، قدر له أن يبدأ حياته في حضن اليُتم قبل أن ينطق كلمة أب.

ظهرت المقالة ضحية اتفاقية “اللي خلف ما مات” تزوجت شخصًا ميتا (قصة صحفية) أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية