
إفتتاحية 26 سبتمبر
تحتفي الأمم والشعوب بإرثها الحضاري ونضالها البطولي وإنجازاتها العظيمة المتعلقة بقيمتي الحرية والكرامة اللتين تشكلان أسس الحياة الكريمة الخالية من الإذلال والاستعباد اللذين يهتكان ماهية القيمة الوجودية للإنسان على وجه البسيطة.
وعلى هذا الأساس فإن ثورة الـ26 من سبتمبر الخالدة لم تكن حدثا عابرا ماهيته الزوال، بل حدث ثوري ماهيته الثبات والديمومة احتل موقعه في أنصع صفحات الإرث الحضاري لليمنيين، وهو في الآن آلية مقاومة ومناهضة لكل ما يمس قيم الحرية التي تشبع بها اليمنيون وضحوا في سبيلها بكوكبات من الشهداء العظام على مذبحها الذي لازال مستمرا حتى اليوم.
نعم ثورة الـ26 من سبتمبر حدث صنعه اليمنيون بأيديهم وبوعيهم الرافض لقيم الطبقية المقيتة والكهنوتية الظلامية التي تعمل منذ الهالك يحيى الرسي وإلى اليوم على طمس قيم الثورة والجمهورية العصية بفعل الوعي الجمعي لليمنيين بقيمها السامية ومبادئها الخالدة على كل محاولات كسرها وطمس معالمها التي أصبحت جزءا أصيلا في ثقافتهم العقيدية الراسخة كإيمان لا مجال لزعزعة رسوخه في قلوب اليمنيين.
الاحتفالات والأهازيج الشعبية التي تبتهج وتتغنى بثورة الـ26 من سبتمبر في كل محافظات الجمهورية وخصوصا تلك الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران ليست سوى إثبات لتلك الأدوات العميلة أنها ثورة أبدية وجدت لتبقى مستمرة ولتكنس كل أدوات الكهنوتية القديمة الجديدة والاستعمار وكل شذاذ الآفاق الذين يعتاشون على حساب قيمها ومبادئها النبيلة التي شكلت وعي اليمنيين المقاوم لكل قيم الإذلال والاضطهاد مهما كلفهم ذلك من تضحيات جسام.
يستحيل أن ينكسر اليمنيون أو يقبلون بالتراجع خطوة إلى الخلف عن قيم الثورة والجمهورية والوحدة وما معركة العلم التي خاضوها في بعض المحافظات إلا دليل إصرار عنيد على تحقيق كامل أهداف الثورة الملبية لتطلعاتهم وأمانيهم العظيمة في وطن جمهوري وحدوي آمن ومستقر تتحرك عجلة تنميته إلى الأمام كل يوم حتى بلوغ مستوى رفيعا من التقدم والرقي.