
سبتمبر نت: استطلاع/ محمد الجعماني
يحتفل شعبنا وأبطال القوات المسلحة بالذكرى الـ63 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة والـ62 لثورة 14 أكتوبر الخالدة، في ظل ظروف وتحديات بالغة الأهمية تعيشها البلاد بسبب حرب مليشيا الحوثي الإرهابية (الإمامة الجديدة) على الشعب وتدميرها مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وحوثنتها وتسخير كل مقدراتها في حربها خدمة لمشاريع إيران وسعيا لإعادة الإمامة .
في هذه المناسبة العظيمة استطلع “سبتمبر نت” آراء قيادات وضباط الجيش في جبهة رازح بمحور مران، في محافظة صعدة، حول ما تمثله لهم هذه الذكرى السبتمبرية الخالدة وهم مرابطين في ميادين الشرف.
البداية مع المقدم/ عبده الشاعر الذي يتحدث عن ثورة الـ26 من سبتمبر بروح المقاتل وعزيمته التي لا تلين في وجه التحديات فيقول: في ذكرى هذه الثورة المجيدة، نقف كجنود في ميادين الشرف والعزة، نستحضر روح سبتمبر التي حررت اليمن من ظلم الإمامة، ونستلهم من الثوار الأوائل عزيمة لا تلين في معركتنا القائمة لاستعادة الدولة.
ويضيف: نحن في الجيش الوطني لا نحتفل بماضٍ وذكرى ومحطة تاريخية، بل نجدد العهد ونحمل راية التحرير، مؤمنين أن النصر قدرٌ لا يؤجل، وأن سبتمبر سيظل شعلة تتقد في صدور الأحرار حتى يرفع علم الجمهورية فوق كل ذرة من تراب الوطن.
صحوة شعب
من جانبه تحدث المقدم/ عبده أحمد القمعري عن ذكريات الثورة اليمنية، وحجم محاولات الإمامة إجهاض مشروع سبتمبر فيقول: بعد ثلاثة وستين عاماً من قيام الجمهورية وتأسيس الدولة اليمنية، يحاول الإماميون الجدد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، ومع تكرار محاولاتهم إلا أن صحوة الشعب وإدراكه لأهمية القيمة التاريخية التي تمثلها ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، قضت على أحلام الإمامة ومغامراتها.
ويؤكد القمعري أن الإمامة بصورتها الجديدة “الحوثية”، انصدمت أيضاً بوعي جماهير الشعب اليمني، ولم يتمكنوا من تمرير مشروعهم الهَدَّام في اليمن، ووجدوا جماهير الشعب بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم كتلة واحدة، وهم يخوضون معركة الدفاع عن الدولة ومقاومة المشروع الامامي الحوثي بكل قوة وثبات، مستلهمين قوتهم من الله ومن رموز الثورة السبتمبرية الأوائل.
روح متجددة
من جانبه أكد المقدم/ عبدالله محمد الزايدي انه لا يرى ذكرى 26 سبتمبر1926م مجرد احتفال عابر أو صفحة تاريخ في كتاب التضحيات، بل روحاً تتجدد في كل طلقة يطلقها، وفي كل شبر يُحرر ، مضيفآ بأن هذه المناسبة تجسيد حي للمعركة التي قامت لتظل باقية عصية على كل من يحاول النيل منها.
وأشار الزايدي إلى أن أجدادنا كسروا قيود الإمامة بالأمس، ونحن اليوم نقف في وجه أحفادهم الذين يحاولون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء، متوشحين بذات العباءة الكهنوتية الظلامية، مختتما حديثه بالقسم والعهد بأن الجمهورية التي ارتوت بدماء الأحرار لن تسقط، و سيظل وكل زملائه الابطال أوفياء لمبادئها وقيمها في تحقيق العدل، والمساواة، والمواطنة المتساوية، وأن وجودهم في قمم جبال وتباب صعدة، معقل الفكر الإمامي البغيض، هو أصدق احتفال بالثورة.
وأكد أن شمس الجمهورية التي أشرقت في الـ26 من سبتمبر 1962م لن تغيب ما دامت أنوف أحرار اليمن تتنفس الهواء وأرواحهم تنبض بالحرية.
وفاء للشعب
الرائد/ عاصم الشرعبي تحدث بقوله: إن ثورة 26 سبتمبر ليست مجرد تاريخ، بل هي نبض في عروق كل ضابط وجندي وصف يقف اليوم في خندق واحد من صعدة إلى المهرة، دفاعا عن مكتسبات الثورة والجمهورية، من مخلفات الإمامة، مشيراً إلى أنه لا يمكن السماح بعودة الكهنوت الإمامي المستبد مهما كلف ذلك من تضحيات.
وتطرق الرائد الشرعبي إلى عظمة دور الثوار الاوائل الذين آمنوا الإيمان المطلق بالجمهورية والمكاسبات الوطنية وحقهم في الحياة بحرية وكرامة.
واختتم حديثه قائلاً :” نجدد العهد والوفاء بأننا على درب أجدادنا الأحرار سائرون ، ونحن اليوم نبعث رسائل سبتمبر من مواقعنا في جبهة رازح بصعدة، وغداً بإذن الله تعالى سوف يكون احتفالنا بالنصر الكبير من داخل ميدان التحرير والسبعين في صنعاء.
راية خفاقة
أما الرائد/ محمد عمر عبد الرب فاعتبر 26سبتمبر بذكراها الـ63 بالنسبة للمرابطين هنا، أو في بقية الميادين فهو نبض قلوبنا ووقود بنادقنا.
واضاف أن كل عام تحل عليه الذكرى السبتمبرية، يرى راية الجمهورية ترفرف فوق المواقع التي يرابطون فيها فيشعر معها بفخر واعتزاز لا يوصف، مؤمن بأنه امتداداً اسطورياً لأولئك الأبطال الأوائل الذين فجروا الثورة السبتمرية الخالدة في وجه الظلم والطغيان، مستشهداً بأن هذه الذكرى العظيمة تذكرنا بالفرق الشاسع بين مشروعين هما : مشروعنا الجمهوري الذي ينبض بالحياة والحرية والكرامة للجميع، ومشروعهم الإمامي السلالي الذي يجلب الموت ويرسخ الجهل والعبودية.
واختتم حديثه بقوله: احتفالنا الحقيقي هو صمودنا هنا، ونحن على بُعد كيلو مترات قليلة من مخابئ وعقر دار رأس الكهنوت و الظلام الحالم بعودة عقارب الزمن الى الوراء ولا يدرك بأن هذا المشروع الظلامي البغيض لفظه الابطال الاوائل وسيدفنه أحفادهم عما قريب.
درب الأحرار
من جانبه أكد النقيب/ ضيف الله النفيعي على ضرورة تلاحم كل مكونات المجتمع في وجه مليشيا الحوثي الإرهابية من أجل حسم المعركة حيث قال: تحل علينا ذكرى ال 26 من سبتمبر المجيد، ونحن ماضون على درب الاجداد الذين ثاروا في وجه الظلم والجبروت والطغيان.
وتابع ” لقد عانى شعبنا اليمني العظيم ولايزال كل صنوف القهر والذل والحرمان على ايدي مليشيا الارهاب الحوثي المدعومة من ايران ، والتي وصل بها الحقد على اليمنيين ان تحدد مصيرهم ما بين مقتول ومعتقل وشريد ونازح ومحروم من راتبه وابسط حقوق المواطنة، لكي تعيش تلك السلالة الحاكمة بالحديد والنار في بحبوحة من العيش وانشاء امبراطوريات تجارية واستثمارية وعقارية بعد ان كانت طريدة شاردة كالجرذان في الجبال والكهوف.
واشار الى ان هذه مناسبة عظيمة وعزيزة تحل على كل الاحرار والشرفاء لتعزز من حالة الثبات والصمود رباطا في سبيل الله وذودا عن حياض الوطن وتربته وهويته واستعدادا لساعة الصفر التي ننتظرها بفارغ الصبر، ننطلق بعدها نحو استعادة دولتنا الوطنية ومؤسساتها المغتصبة من قبل عصابة اجرامية اعتادت على سفك الدماء والتقطع والسلب والنهب باسم آل النبي والطعن في صحابته. ثم البدء في اعادة بناء الدولة اليمنية القائمة على النظام والقانون صونا لكرامة الشعب وحقوقه وامن الوطن واستقراره.
تحول تاريخي
وأكد النقيب سمير مهيوب سلطان البريهي أن ثورة 26 سبتمبر المجيدة كانت نقطة تحول تاريخية أرست دعائم الجمهورية، وحررت الشعب من الاستبداد، وستظل نبراساً يهتدى به في مسيرة الكرامة والحرية.
ويصف الملازم عبدالملك الحميري الحالة التي هيأت للثورة، اذ يقول بأن حالة من التطور والتقدم كان يعيشه العالم، والشعب اليمني محجوباً عن ذلك بفعل القيود التي فرضتها الامامة، فأراد اليمنيون أن يلمحوها ولو من بعيد، في محاولة للتقرب منها ومواكبتها، ومع إرادتهم تلك كانت سياجات وخرافات وسجون وقيود الإمامة تترصد أحلام وتطلعات الشعب، كان هناك سيوف شاردة تقطف الرقاب بلا رحمة، والإمام والعصابات التي تتبعه، مثلت حائلاً رهيبا أمام تطلعات الشعب، لفترة زمنية طويلة.
وأوضح الحميري بأن كل هذه التصرفات وتراكماتها أدت بالنهاية إلى الانفجار الشعبي الهائل، في ثورة عارمة، لا توقفها الخرافات ولا العصابات ولا السيوف ولا الإمامة بكل ما أوتيت، واستطاع الشعب بتلك الثورة أن يقتلع الإمامة ويجتثها إلى غير رجعة، وأقام دولته الجمهورية القائمة على العدل والمساواة والعلم والتطوير.