في 24 تموز/يوليو 2025، نشر حساب باسم “Dr. Adel Rayess” مقطع فيديو على منصة فيسبوك، حصد حتى لحظة إعداد هذا التقرير نحو 11 ألف إعجاب وأكثر من 565 ألف مشاهدة.
يعرض الفيديو ثلاث طرق مقترحة للتعامل مع نوبات الهلع:

1-سكب الماء على وجه المصاب.
2-منحه كيساً بلاستيكياً للتنفس داخله.
3-وضع الكيس البلاستيكي حول رأس المصاب وإغلاقه تماماً لبضع ثوانٍ، وهي طريقة وصفها الريس بأنها “شوي غريبة وقوية كتير بس ع الأكيد بتوقف نوبة الهلع”، مع تحذير من استخدامها إلا في “الضرورة القصوى”.

يعرّف عادل الريس نفسه عبر حساباته الرسمية بأنه معالج مرخص مختص في تقويم العمود الفقري، وسبق أن ظهر في مقابلات إعلامية عديدة للحديث عن مجاله. ومع تزايد عدد متابعيه إلى الملايين، بدأ يقدّم نصائح في مجالات مختلفة مثل الصحة النفسية والتغذية، متجاوزاً اختصاصه الأساسي.

في هذا التقرير نتحقق من صحة ما يروّجه الريس لعلاج نوبات الهلع.

بالعودة إلى المصادر الطبية، يذكر موقع MedlinePlus الحكومي الأميركي، أن من بين الوسائل الموصى بها للتخفيف من نوبة الهلع وضع ماء بارد على الوجه أو الرأس باستخدام منشفة (وليس السكب المباشر كما ورد في الفيديو)، إضافة إلى ممارسة التنفس العميق. أما تقنية التنفس داخل كيس، فهي تتم حصراً باستخدام كيس ورقي وليس بلاستيكي، لأن الأخير يشكل خطراً بالاختناق. وهذا يتعارض مع “نصيحة” الريس بتجربة الطرق الثلاث بالترتيب قبل التوجه إلى المستشفى.

أما الطريقة الثالثة (إغلاق الكيس البلاستيكي على رأس المريض)، فلم نجد لها أي أساس علمي أو طبي. وفي هذا السياق، أوضحت آلاء الدسوقي، أخصائية الطب النفسي، أن هذه الطريقة “غير آمنة” و”لم تسمع بها من قبل”. وأكد الأمر الدكتور أحمد خرواط، المتخصص في تدقيق المعلومات الطبية والصحية، قائلاً إن “استخدام الكيس البلاستيكي في حد ذاته يعتبر خطأ فادح وقد يلتصق بالوجه والجلد ويتسبب في إعاقة التنفس، وتكمن الخطورة الأكبر في كونه ينصح الجمهور العام غير القادر على التمييز بين الحالات الطبية المختلفة”. وضرب مثالاً بأن أعراض هجمة “الازما – تضيق الشعب الهوائية” قد تتشابه مع أعراض الهلع، والتنفس داخل كيس قد يؤدي في هذه الحالة إلى تفاقم الوضع”. كما أشار إلى أن بعض الدراسات الحديثة تنصح بتجنب تقنية التنفس في الكيس حتى وإن كان ورقياً، والاكتفاء بوسائل التهدئة، والتنفس البطيء، ونقل المصاب إلى الرعاية الصحية فوراً.

وبحسب المعهد الوطني الأميركي للصحة العقلية (NIMH)، فإن علاج نوبات الهلع يتم عادةً عبر العلاج النفسي أو الأدوية أو مزيج منهما، مع التأكيد أن فاعلية العلاج قد تستغرق وقتاً للظهور. كما يشدد المعهد على أن “اختيار خطة العلاج المناسبة على احتياجات الشخص وتفضيلاته وحالته الصحية، بالإضافة إلى مشورة أخصائي الصحة النفسية أو مقدم الرعاية الصحية”.

ظهرت المقالة طرق عادل الريس لعلاج نوبات الهلع بلا أساس علمي أولاً على إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).