ارحموا عزيز قوما ذل 
أهلي
منذ أسبوع
مشاركة

اهلا وسهلا بفخامة النائب عيدروس الزبيدي، في عدن المكلومة وشعبها المقهور ، الفخامة التي ميزتك عنا، ولن تعيش عيشتنا، ولا ستعاني معاناتنا في هذه المدينة، الفخامة التي حولتها لقرية، حيث لا كهرباء ولا ماء و لا سبل الحياة المدنية التي تحفظ للإنسان كرامته، بل القرى اليوم تطورت لتتجاوز حال عدن .

الفخامة التي رفعتك لتعيش في برج سلطة، وحماية مسلحة، وبطانة توفر لك كل وسائل الحظوة والجاه، يخافون على فخامتك مننا، من الصعب الاقتراب منك، فالسياج الامني حولك مرعب، ومن الصعب علينا كمكسورين ومهانين اختراق هذا السياج، ولهذا كانت لقاءاتك محصورة ببطانة الحظوة نفسها و الوجاهات ومن فخموك ، وتلك البطانة لا تعيش معنا، بل هي في برج اعلى وان كان اقل علو من برجك، ولكنهم لا ينتظرون راتب الوظيفة الحقير، ولا يهتمون بسقوط العملة، ولا يعانون من انقطاع الكهرباء والماء، وكيف سيعانون وهم يرتعون بفخامتك.

فقد غلبتك السلطة وسليقة الميول الى اكتساب الحظوة والفخامة والوجاهة، واشباع رغابتك وحاجاتك وغرائزك ارضاء لطموحاتك في سلطة زائلة، وتركت خلفك رصيد نضالي كان يمكن ان يكون مصدر شرف، فالشرف مواقف وقرار سيادي، هو من يشرفك او يسقطك ، فهل تستطيع ان تتجاوز هذه الغلبة، ام انك ستحاول ترميم علاقاتك بالشارع والناس، بكلمات تدغدغ مشاعر المغلوبين، هل فعلا انت مع الاحتجاجات؟، ومع الساحات والمظاهرات التي رفعتك ذات يوم على اكتاف المتطلعين للدولة والحكم الرشيد والعدالة والنزاهة والانصاف!.

السلطة هي امتحان ام ان تلج بك لترتفع الى برجها العالي وتأخذك للأفعال المذمومة بالأنانية وتجاوز كل المحاذير الاخلاقية والقانونية، امتلاكها يحتاج لعقل يكبح جماح التهور، فالتهور تنتج حروب تفرخ عدد مهول من المشكلات، تحقن الواقع بالمزيد من التحديات، فالخوف اليوم من تهور قد يقضي على ما تبقى من نسمة حياة يتنفس منها الموطن الذي يصارع الموت، فالأمل ما زال يراود المطحونين بالصمود والاستبسال امام اغراءات السلطة، بل اغراءات شياطينها من بطانة السوء، التي تصور لك كما صورت لغيرك انك ترقص على الثعابين، لتحاول حرمانك من شرف النضال، والانسانية، لتحويلك لمجرد بوق شعارات، لتصيبك بالعنة التاريخ ، والتاريخ لا يرحم ، مهما تفننت في اختيار المفردات، و واقع الفعل مغاير تماما، تردد دائما انك معنا، وان اختطاف عشال ومقتل انيس الجردمي جرائم، والسجون السرية خطايا، واقتحام المساجد زلات، والكثير من الممارسات المشينة والفساد المستشري، وهي ما زالت ملفات في دهاليز مكتبك، ملفات تتراكم لتثقل هذا المكتب الذي قد ينهار من حجمها، وقد تقع مرهق منها، حينها ستجد بطانة السوء تبحث عن غيرك، لتصنع منه صنم تعبده كما عبدتك، لتستمر تبتز السلطة وتعيش في بروجها تقتات من فسادها، وقد تصيبك لعنة الشعب المقهور والمكسور.

فالتماهي مع متطلبات ومستلزمات المنصب ستنزع عنك روح النضال وشرف المواقف، وتصبح عبدا للحظوة و الفخامة واشتراطات الجاه، وهذا ما يفقد الانسان انسانيته والنضال شرفه، والوطن سيادته ، فإذا بك نسخة من الاولين، بل نسخه اكثر سوءا لأنك قادما من اوساط ثورة وعلى اكتاف المقهورين، ولست من انقلاب عسكري، ومن الغرابة ان تصر على ان تجعل نفسك انقلابي ، وتتباهى بدخول المدن راكباً المدرعات العسكرية، محميا بسياج امني غير طبيعي، تاركاً الشعب على الهامش، مكتفي بتلويح ممن دفعتهم الحاجة لذلك.

تصريحك حول الاحتجاجات مشجع لخروج المزيد، والشعب سيخرج يهتف بألم وقهر المعاناة، وننتظر صدق النوايا، فسنرى نوايا العاصفة وأمن العاصمة ، هل هم مع الشعب ام مع الفخامة، هل سيتحرك فيهم حب الوطن وحفظ سيادته، ام خوفهم على سقوط الفخامة والحظوة، هل سنكون بمنهى عن شرهم، او ضحايا مزايداتهم، هل سيقمع الصوت الحر صوت الجماهير وطالبهم الحقوقية بالكرامة والعزة والشرف و الانصاف والعدالة والحرية، فارحموا عزيز قوما ذل

 

The post ارحموا عزيز قوما ذل  appeared first on يمن مونيتور.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية