
خطف نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي الأنظار في كأس العالم للأندية 2025، المُقامة حالياً في الولايات المتحدة، لكن بطريقة مختلفة عن المعتاد، ففي بطولة تُهيمن عليها الأندية الكبرى والنجوم العالميون، لم يكن الحضور اللافت للنادي القادم من أقصى جنوب المحيط الهادئ مرتبطاً بالنتائج أو الأداء، بل بقصة إنسانية ملهمة تعكس مفارقة نادرة في مشهد كرة القدم الحديثة.
ففي الوقت الذي يتصدّر الحديث عن الصفقات الضخمة والعقود الخيالية مشهد البطولة، جاء أوكلاند سيتي، النادي القادم من دوري ضعيف في نيوزيلندا، حيث لا تُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية مقارنةً بـ "الركبي"، ليقدّم صورة مختلفة عن البطولة، صورة عنوانها البساطة والشغف، وسط ظروف مادية صعبة وأوضاع رياضية متواضعة. ويضم الفريق النيوزيلندي مجموعة من اللاعبين غير المحترفين بشكل كامل، إذ يمارس معظمهم وظائف يومية إلى جانب لعبهم كرة القدم، ما يجعله أقرب إلى فريق هاوٍ يُشارك في بطولة النخبة.
ورغم خروجه المبكر من دور المجموعات، فإن نادي أوكلاند سيتي نجح في خطف الأضواء، بعد انتزاعه تعادلاً ثميناً (1-1) أمام بوكا جونيورز الأرجنتيني، أحد أبرز المرشحين في البطولة، وهي نتيجة لم يكن لها تأثير على الترتيب النهائي للمجموعة، لكنها حملت معها مكافأة مالية قياسية. فبحسب لوائح البطولة، يحصل الفريق على مليون دولار أميركي مقابل التعادل في هذه المرحلة، ما يجعل الهدف الذي سجله المدافع كريستيان غراي (28 عاماً) الأغلى في تاريخ النادي النيوزيلندي.
ووفق ما أوردته صحيفة ريكورد البرتغالية، فإن هذا المبلغ سيتم توزيعه على اللاعبين والجهاز الفني، وفقاً لما كشفه بعض أعضاء الفريق، في خطوة قد تُغيّر مجرى حياة العديد منهم، خاصة أن المشاركة في البطولة لم تكن مدفوعة من الأساس. وتحوّل أوكلاند سيتي إلى حديث الصحافة العالمية، ليس فقط بسبب النتيجة غير المتوقعة، بل أيضاً بسبب رمزية الإنجاز، الذي أظهر أن الشغف بكرة القدم لا يرتبط بالضرورة بالأموال أو البطولات، بل قد ينبع من غرفة ملابس متواضعة، ولاعبين هواة يعملون صباحاً ويلعبون مساءً.
