الدراما السورية في حالة انتظار
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

على مدار عقد مضى، لم تكن الدراما السورية بخير. فقد تداخلت الثورة والحرب في سورية مع الإنتاج الدرامي، ووُضع هذا الإنتاج في إطار يرتكز على المحسوبيات التي لم يوفرها نظام الأسد. وعلى الرغم من هذه الظروف الصعبة، فإن الدراما السورية استطاعت أن ترفع عنها سقف التدخلات والمصالح، وأن تقدم على الأقل روايات تستحق المشاهدة. من أبرز هذه الأعمال التي برزت في عز الحرب، مسلسلات "الندم" (2016) للمخرج الليث حجو، و"عندما تشيخ الذئاب" (2019) لعامر فهد، وصولاً إلى إنتاجات حققت نجاحاً خلال السنوات التي سبقت سقوط النظام في ديسمبر/كانون الأول 2024، مثل "كسر عضم" (2022) لرشا شربتجي و"الزند: ذئب العاصي" (2023) لسامر البرقاوي.

ومع تولي الإدارة الجديدة زمام السلطة في سورية، طرحت أسئلة كثيرة عن مستقبل الدراما. بدا الخوف على الحريات سؤالاً ملحاً، خصوصاً مع توجه عدد كبير من نجوم الفن السوري، من ممثلين ومغنين، إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيث قاموا بشراء أو استئجار منازل للإقامة. ويسعى هؤلاء إلى التوفيق بين الإقامة في بيروت وبين المشاركة في أعمال داخل سورية حال تحسنت الأوضاع. وهذا يعيد إلى الواجهة تساؤلات عن توجه شركات الإنتاج الدرامي السورية إلى دول مجاورة، كما حصل أيام تصاعد المعارك في البلاد.

وفي هذا السياق، أعلنت شركة غولدن لاين للإنتاج الفني، الثلاثاء، عن نقل إنتاجها من سورية إلى الإمارات العربية المتحدة ولبنان، "بعد ما يناهز عشرين عاماً حاولنا فيها، موسماً بعد موسم، تقديم ما يليق بالمشاهد السوري والعربي، وتنقل كاميراتنا على معظم الأراضي السورية الغالية، لا سيما دمشق العظيمة، فخرجنا مع كل شركائنا من مخرجين وكتاب وممثلين وفنانين وفنيين وعاملين، بمسلسلات تحدثّت عن أهلنا، وبأعمال نالت خواطرهم وعبّرت عن هواجسهم حيناً وأحلامهم وخيالاتهم أحياناً، وبإنتاجات حملت دوماً اسم الدراما السورية عالياً محلياً وعربياً". وهو إعلان لم يكن مفاجئاً بعد محاولات الشركة المستمرة خلال الأشهر الستة الماضية للعمل داخل سورية التي لم تكلل بالنجاح بسبب الأجواء العامة السائدة، ومماطلة بعض الفنانين داخل البلاد وخارجها في الموافقة على العمل.

الجميع يبدو في حالة انتظار لقرارات رسمية تحدد علاقة السلطة بالإنتاج ومساحات الرقابة المسموح بها. ولا يقتصر الانتظار على شركات الإنتاج أو الممثلين فقط، بل يشمل مشاريع درامية عدة لا تزال عالقة حتى اليوم، منها مسلسل "مطبخ المدينة" الذي أعلن عنه في الموسم الماضي، وكان من المتوقع أن يتصدر المشهد في دراما رمضان، لكن تصويره لم يبدأ بعد، مع حديث عن احتمال نقله إلى بيروت، حيث تعمل الشركة ومخرجة العمل رشا شربتجي في مشاريع أخرى.

وتشير المعلومات إلى أن شركات الإنتاج اللبنانية المتعاونة مع شركات سورية، مثل "سيدرز برودكشن" لصادق صبّاح، ستركز مشاريعها مستقبلاً داخل بيروت.

ويطرح موسم رمضان 2026 تساؤلات حول مصير الإنتاج السوري، وإمكانية الانتهاء خلال الأشهر الثلاثة المقبلة من ورش الإعداد والبدء بالتصوير مع بداية الخريف، لكن كل هذه الخطوات تبقى ضمن مربع "الانتظار" حتى الآن. وفيما يقضي الفنانون السوريون عطلة الصيف، يدرسون القرارات والعروض المحتملة التي من المرجح تنفيذها خارج بلدهم، لتبقى الدراما السورية، رغم كل الظروف، "عملة" مطلوبة على صعيد المنصات والمحطات العربية، تنتظر فرصتها للعودة إلى المشهد بقوة.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية