نظّم أهالي وناشطون من سكان مدينة القامشلي السورية، أمس الأربعاء، وقفة ومسيرة تضامنية مع ضحايا التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة دمشق، يوم الأحد الماضي. وانطلقت المسيرة من دوار الشهداء في شارع القوتلي، وصولاً إلى كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس في حي الوسطى، وشارك فيها المئات من السكان، من مسلمين ومسيحيين وكرد وعرب وسريان وأرمن، مؤكدين إدانتهم للجريمة وتعاطفهم مع ذوي الضحايا وأسرهم.
ورفع المشاركون صور الضحايا، وأشعلوا الشموع، وحملوا لافتات تندد بالهجوم وتؤكد وحدة السوريين. وقالت صباح شعبو، إحدى المشاركات، لـ"العربي الجديد": "هذا يوم مأساوي جداً. نحن هنا اليوم عند مزار الصيف، الذي يرمز أيضاً إلى إبادة مسيحية بحق الشعب السرياني. واليوم، تتكرر المأساة عبر تفجير إرهابي في كنيسة مار إلياس. جئنا لنرفع صوتنا برسالة إلى المجتمع الدولي والسوري: نحن شعب موجود على هذه الأرض، لدينا تاريخنا وحضارتنا، ونعيش بسلام مع كل المكونات والطوائف".
وأضافت شعبو: "كنا نتحاب ونتعايش، لكن ما نراه من مذابح يجعلنا نصرخ: كفى لهذا الدم! ليُوقف هذا النزيف. نحن نريد أن نبني سورية، لا بالدم، بل بأيدينا جميعاً، مسيحيين ومسلمين، وكل المكونات، عندما تنال حقوقها وحريتها". وتابعت: "يجب على السلطة القائمة أن تضمن هذه الحقوق، بلا تفرقة، فحينها فقط سنعيش العدالة الانتقالية ونبني سورية جديدة وعادلة، في إطار رؤية حزب الاتحاد السورياني".
بدوره، قال المشارك في المسيرة إلياس يعقوب، لـ"العربي الجديد": "نستنكر بشدة التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس، لكننا نحذر من استغلاله لإشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري. تابعت ما يُنشر على مواقع التواصل، وهناك محاولات لزرع الشقاق، لكننا نعيش بسلام، ولا يمكن تحميل باقي السوريين جرائم المتطرفين". وتابع: "نحن السريان متجذرون في القامشلي منذ قرون، ونعيش كإخوة مع المسلمين وكل مكونات المجتمع السوري. نرفض أي فتنة أو محاولة لخلق شرخ بيننا، ونتوجه بالعزاء لذوي الضحايا، ونعزي أنفسنا كسوريين بما أصاب وطننا".
وكان الهجوم الذي وقع في كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق قد أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين. وبينما وجّهت السلطات السورية الاتهام إلى تنظيم "داعش"، تبنّت جماعة "سرايا أنصار السنة" الهجوم، عبر بيان نُشر على تطبيق تليغرام.
