
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن إسرائيل أمام "فرصة لا يجوز تفويتها أو إضاعة حتى يوم واحد" من أجل تحرير الأسرى الإسرائيليين و"هزيمة حماس"، وذلك في أعقاب انتهاء الحرب ضد إيران التي استمرت 12 يومًا، ووصفت بأنها الأكبر منذ عقود. وفي مقطع فيديو وزعه مكتبه، اعتبر نتنياهو أن الحرب ضد إيران شكّلت "نصرًا كبيرًا"، وقال إن هذا النصر "يفتح الطريق لتوسيع اتفاقات السلام بشكل كبير"، في إشارة إلى اتفاقات التطبيع التي وقّعتها إسرائيل في السنوات الماضية مع دول عربية.
وتأتي هذه التصريحات في وقت ذكرت قناة "كان" الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر في واشنطن وتل أبيب، أن نتنياهو يسعى لترتيب زيارة إلى واشنطن للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ضمن "تحرك مشترك لصياغة صفقة كبرى" تتضمن إنهاء الحرب في غزة، وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتوسيع مسار التطبيع مع دول عربية جديدة. ووفقًا لصحيفة "يسرائيل هيوم"، فقد أجرى ترامب ونتنياهو اتصالًا هاتفيًّا ليل الاثنين-الثلاثاء، بمشاركة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وجرى خلاله الاتفاق على ضرورة إنهاء الحرب في غزة خلال أسبوعين حداً أقصى، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وبحسب مصادر إسرائيلية للصحيفة، فإن الاتصال جاء بعد الضربات الأميركية المكثفة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، وشكل "لحظة توافق بين الطرفين" على ضرورة الانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة. وتشمل الخطة، بحسب تلك المصادر، نقل إدارة قطاع غزة إلى تحالف عربي رباعي يضم مصر والإمارات ودولتين عربيتين إضافيتين، مع "إقصاء حركة حماس عن أي دور مستقبلي، ونفي قادتها إلى دول أخرى، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين". كما تتضمن الخطة، بحسب ما نُقل عن المصدر، توسيع "اتفاقيات أبراهام" لتشمل دولًا مثل السعودية وسورية، مقابل قبول إسرائيلي مبدئي بفكرة إقامة دولة فلسطينية "في المستقبل"، بشرط تنفيذ "إصلاحات جوهرية" في السلطة الفلسطينية، إضافة إلى اعتراف أميركي بسيادة جزئية لإسرائيل على مناطق في الضفة الغربية، بما يعكس "تغيرات سياسية وميدانية"، وفق وصف المصدر.
وفي الوقت نفسه، نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي "يضغط بقوة" على نتنياهو لإنهاء الحرب، ويرى أن استمرارها يشكل عائقًا كبيرًا أمام مسار "السلام الاستراتيجي" الذي يسعى إلى إطلاقه قبيل الانتخابات الأميركية المقبلة، كما أن هذا التفاهم بين الجانبين قد يكون وراء دعم ترامب تأجيل جلسات محاكمة نتنياهو في القضايا الجنائية التي تلاحقه، لإتاحة المجال له للتركيز على هذه الخطة السياسية.
وعلى الطرف الآخر من الطيف السياسي في إسرائيل، قال رئيس المعارضة يئير لابيد إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى أنها "لا تؤدي إلى أي مكان"، ودعا الحكومة إلى وقف العمليات العسكرية والتركيز على المسار الدبلوماسي. ويأتي موقف لابيد في سياق انتقادات متصاعدة داخل إسرائيل لطول أمد الحرب دون تحقيق نتائج حاسمة، في ظل الضغط الشعبي على الحكومة لإعادة الأسرى ووقف نزيف الخسائر العسكرية.
