
دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إلى طي صفحة النزاع بين إسرائيل وإيران، واعتباره "جزءًا من الماضي". وقال بوتين، خلال الجلسة العامة لاجتماع المنتدى الاقتصادي الأوراسي المنعقد في العاصمة البيلاروسية مينسك: "الوضع في الشرق الأوسط يهدأ. لنعتبر النزاع بين إسرائيل وإيران جزءًا من الماضي".
وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في أن يتمكن الاتحاد الاقتصادي الأوراسي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقيرغيزستان) من الدفع بالتعاون مع جميع دول المنطقة، بما فيها إيران، التي دخلت اتفاقية منطقة التجارة الحرة بينها وبين الاتحاد حيّز التنفيذ اعتبارًا من 15 مايو/أيار الماضي.
وهذا ليس أول إقرار بالتهدئة بين إيران من جانب، وإسرائيل والولايات المتحدة من جانب آخر، يصدر عن روسيا خلال الأيام الأخيرة، إذ رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران "تصدر إشارات إيجابية، سيتنفس الجميع في حال أفضت إلى تسوية النزاع". وقال لافروف، في كلمة أمام موظفي وزارة الخارجية التركمانية أثناء زيارته إلى عشق أباد: "سُمعت تصريحات مبشّرة، بما في ذلك من واشنطن وإيران وإسرائيل (...) لكن إذا تجسدت التصريحات على أرض الواقع -ونحن سنكون مستعدين للمساهمة في تحقيقها- فأعتقد أن الجميع سيتنفسون الصعداء".
وأدانت وزارة الخارجية الروسية، يوم الأحد الماضي، "بشكل حازم" الهجوم الأميركي على عدد من المواقع النووية الإيرانية، خلفًا للهجمات الإسرائيلية. وفي بيان آخر أصدرته الخارجية الروسية بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، إلى موسكو، والرد الإيراني على الهجوم يوم الاثنين الماضي، حذّرت الخارجية الروسية من "مغبّة نسف الأمن الدولي والإقليمي، ومن عواقب وخيمة، بما في ذلك على نظام منع انتشار السلاح النووي".
من جهته، انتقد الكرملين الهجمات التي شنّتها إسرائيل مؤخرًا ضد إيران، وشدّد على أن "هذا الصراع لا يمكن مقارنته بالحرب الدائرة في أوكرانيا". ونقلت وكالة أنباء "تاس" الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله إن "نشوب الصراع حقيقة، والهجمات الإسرائيلية على إيران، كانت غير مبررة إطلاقًا". وقال إن خلفية "العملية العسكرية الخاصة"، كما تطلق موسكو على غزوها لأوكرانيا، "معروفة للجميع"، مضيفًا أن المقارنة بين النزاعين "غير منطقية".
