
قدِم مئات الأشخاص إلى كنيسة في فيلادلفيا لرؤية المصوّر الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة الذي بات معروفاً على وسائل التواصل الاجتماعي بفضل صوره التي وثّقت حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، ويجول حالياً في الولايات المتحدة لجمع التبرعات لصالح وكالة "أونروا".
عزايزة، ابن مدينة دير البلح، دأب على نشر صور ومقاطع فيديو توثّق الحياة اليومية وتجاربه الشخصية في القطاع المدمّر جراء الحرب التي تشنّها إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وكلّفته وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أخيراً إدارة محتواها عبر الإنترنت.
كان لدى معتز عزايزة على "إنستغرام" نحو 25 ألف متابع، لكن مع اندلاع الحرب، ازداد العدد بشكل هائل ليصل إلى 16.7 مليوناً، أي ما يعادل نحو ثمانية أضعاف عدد سكان غزة، بفضل الصور التي وثّقت الضربات الإسرائيلية والاشتباكات ومعاناة الفلسطينيين في ظل أزمة إنسانية حادّة.
وأعرب عزايزة خلال مؤتمره الصحافي في فيلادلفيا عن ألمه، قائلاً: "كنت أتمنى لو أصبحت معروفاً من دون حدوث الإبادة الجماعية".
🇵🇸 المصور والناشط الفلسطيني #معتز_عزايزة يواصل جولته في #الولايات_المتحدة 🇺🇸 لجمع تبرعات للأونروا#فلسطين #أونروا pic.twitter.com/BRxpTmMr2m
— فرانس 24 / FRANCE 24 (@France24_ar) June 26, 2025
معتز عزايزة "سفير" لقطاع غزة
بعد 108 أيام من القصف والموت والدمار، تمكّن عزايزة من مغادرة غزة عبر مصر، وأصبح بمثابة "سفير" للقطاع، مع تلقيه دعوات من دبلوماسيين ومنظمات غير حكومية لنقل معاناة الفلسطينيين اليومية في غزة.
وصرّح في فيلادلفيا: "كوني مصوّراً صحافياً، لا أستطيع أن أشاهد ما يحدث مثل أي شخص آخر. أنا من هناك، إنها موطني (...) دائماً نندم على مغادرتنا"، مضيفاً: "عندما نخسر صديقاً أو فرداً من العائلة، نقول لأنفسنا: حسناً، نحن بأمان، لكن لو بقينا، كنا سنواجه المصير نفسه. نحن مجرّد رقم بالنسبة إلى بقية العالم".
ويقوم معتز عزايزة خلال يونيو/ حزيران بجولة في الولايات المتحدة لجمع التبرعات لـ "أونروا" التي تعاني من أزمة تمويل بعد أن علّقت بعض الدول، على رأسها الولايات المتحدة، مساهماتها، إثر اتهامات بتوظيف أفراد منتمين إلى حركة حماس.
ويرى نبيل سرور، وهو من سكان فيلادلفيا، أن صور عزايزة أسهمت في "إضفاء طابع إنساني" على غزة. وأوضح: "عندما تنظر إلى الصور، ترى طفلاً، تشعر بأن هناك ما يربطك به، بالغبار الذي يملأ وجهه، بالجوع، بالحزن.. هذه الصور هي التي جعلتني أدرك المأساة الحقيقية في غزة".
الصورة توازي مليون كلمة
من جهتها، عبّرت فيرونيكا مورغوليسكو، وهي طالبة طب في فيلادلفيا، عن تأثّرها قائلة: "لامس صحافيون من غزة، مثل معتز، مشاعرنا، لأنه يمكننا أن نشعر بمدى صدقهم"، مشيرة إلى أنّ "وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة والغرب تفتقر إلى ذلك".
أما سحر خميس، أستاذة التواصل في جامعة ميريلاند والمتخصّصة في منصات التواصل الاجتماعي في الشرق الأوسط، فأوضحت أن "الجانب البصري قوي للغاية، ومقنع للغاية.. يُقال إن الصورة توازي ألف كلمة، لكن عندما يكون الأمر متعلقاً بحرب أو صراع، فهي توازي مليون كلمة".
وخلال الأمسية في فيلادلفيا، وقف عزايزة وسط الحاضرين لالتقاط صورة "سيلفي" توثّق اللحظة، قبل مصافحة المتبرعين واحداً تلو الآخر.
وختم قائلًا: "ليس باستطاعتي تحمّل كل هذه الشهرة... إنها مسؤولية كبيرة. هذا ليس أنا، كل ما أريده هو أن تنتهي هذه الإبادة الجماعية، لأتمكّن من العودة إلى غزة ومواصلة التقاط الصور".
(فرانس برس، العربي الجديد)
