قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الأحد إن موقف واشنطن سيتحدد بناء على رد إيران بعدما وجهت الولايات المتحدة ضربة لثلاثة مواقع نووية في إيران في اليوم العاشر من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، مجدداً تحذيره من مهاجمة الولايات المتحدة قائلاً إن "ذلك سيكون خطأً فادحاً". وزعم ضمن تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" أن إيران كان لديها كل ما يلزم لصنع سلاح نووي، وأن "كل ما كان ينقصهم اتخاذ القرار لتصنيعه، وكل ما كان عليهم فعله هو قضاء يومين في تخصيبه (اليورانيوم) من 60% إلى 90%".

وفي ما يخص تهديد إيران بإغلاق مضيق هرمز، الذي تعبر منه نحو 20% من إمدادات النفط العالمية اليومية، قال روبيو: "أشجع الحكومة الصينية على الاتصال بهم بشأن ذلك لأنها تعتمد على المضيق للحصول على النفط، وإذا فعلت إيران ذلك فسيكون خطأ آخر وهو انتحار اقتصادي بالنسبة لهم وما زالت لدينا خيارات للتعامل مع ذلك، ولكن على الدول الأخرى أن تدرس هذا الأمر الذي سيضر بها". وزعم وزير الخارجية الأميركي أن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية، "ليست حربا ضد إيران". وقال إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب "أرسل رسالة قبل 67 يوماً لهم مفادها لن تمتلكوا سلاحاً نووياً، أريد التفاوض دبلوماسياً وحاولوا التلاعب به، فتصرف الرئيس ترامب الليلة الماضية".

وواصل روبيو سلسلة التحذيرات الأميركية لإيران من الرد على الهجوم الأميركي، وشدد على أنه إذا ردوا فإنهم "يرتكبون أسوأ خطأ على الإطلاق"، وادعى كذلك: "نحن لم نعلن الحرب على إيران ولا نسعى لحرب، ورد إيران سيكون خطأ فادحا.. انظر لقد خرجنا دون أن تطلق علينا رصاصة واحدة ويمكننا الدخول والخروج من إيران جوا متى نشاء". وزعم روبيو أن الولايات المتحدة لا تعارض "برنامجاً نووياً إيرانياً"، مضيفاً: "ما نريده الآن هو ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية أبداً. إذا كان ما يريدونه برنامجاً نووياً مدنياً يمتلكون فيه محطات طاقة كما هو الحال في دول أخرى فبإمكانهم فعل ذلك، وهذا هو الاتفاق الذي عرض عليهم ورفضوه وحاولوا التلاعب بنا ولم يستجيبوا لعرضنا واختفوا لمدة 10 أيام، وكان على الرئيس أن يتخذ إجراء للرد".

وهدد روبيو بأن محاولة إيران أن تصبح قوة نووية سيعرض النظام الإيراني للخطر وسيشكل "نهاية" له "إذا حاولوا ذلك"، مضيفا أنه "إذا كان ما يريدونه هو مفاعلات نووية لتوفير الكهرباء لهم، فهناك العديد من الدول الأخرى في العالم التي تفعل ذلك، ولا يتعين عليهم تخصيب اليورانيوم الخاص بهم". واستدرك بالقول: "لكن إذا كان ما يريدونه برنامجاً سرياً لا يمكن لأحد رؤيته، فسيواجهون مشاكل كبيرة". وزعم روبيو أن إيران "هي المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط"، واعتبر أن ترامب "أسدى معروفاً للعالم الليلة الماضية". وأضاف أن "القواعد (الأميركية) الموجودة في السعودية والكويت وقطر والإمارات هدفها المساعدة في حماية هذه الدول من إيران".

وأكد روبيو أن الولايات المتحدة مستعدة للتحدث والبدء في العمل غدا مع إيران في حال رغبتهم في الحصول على الطاقة النووية، دون أن يكون لديهم رغبة في تصنيع سلاح نووي. وقال: "لا أعرف ما سيقررون لاحقا، ولكن إذا كانوا عقلانيين فأعتقد أنه إذا كانوا يريدون برنامجا نوويا للطاقة فيمكنهم ذلك"، وكرر أن الولايات المتحدة ليست معنية بتغيير النظام وأنها معنية بـ"سلامة وأمن الولايات المتحدة". كما حذر من أنه حال مهاجمة الولايات المتحدة من خلال "وكلاء إيران في الشرق الأوسط"، فلن يتم التعامل معهم فقط وإنما ستتلقى إيران اللوم"، وقال إيران ستتحمل مسؤولية أفعال هذه الجماعات.