غوتيريس: قصف المنشآت النووية الإيرانية منعطف خطير في أزمة متفاقمة
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يُمثل منعطفًا خطيرًا في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات أزمة متفاقمة. جاء ذلك خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك ليل الأحد، بطلب من إيران لنقاش الهجمة الأميركية على المنشآت الإيرانية النووية. وهذا هو الاجتماع الثالث الذي يشهده المجلس منذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران.

ولفت غوتيريس الانتباه إلى إدانته المتكررة للتصعيد العسكري في المنطقة. وشدد غوتيريس على أنه "لا يمكن لشعوب المنطقة أن تتحمل دائرة جديدة من الدمار". ومع ذلك، نواجه الآن خطر الانزلاق إلى دوامة الانتقامات المتبادلة. ولتجنب ذلك، يجب أن تنتصر الدبلوماسية وحماية المدنيين. ويجب ضمان سلامة الملاحة البحرية. وشدد على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي "فورًا وبحزم لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني. نحن بحاجة إلى حل موثوق وشامل وقابل للتحقق - حل يعيد الثقة - بما في ذلك من خلال السماح بالوصول الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بصفتها السلطة الفنية للأمم المتحدة في هذا المجال". وشدد على ضرورة أن تحترم إيران معاهدة عدم الانتشار كما أن تتصرف الدول بموجب التزاماتها بموجب القانون الدولي. وأكد في الوقت ذاته أنه لا يمكن فرض السلام. وتحدث أن العالم يقف أمام خيار التصعيد أو التهدئة.

مداخلة رافاييل غروسي

من جهته، قدم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، مداخلة أمام مجلس الأمن، قال فيها إن "نظام عدم الانتشار النووي، الذي تقوم عليه أسس الأمن الدولي لأكثر من نصف قرن، أصبح على المحك. وقد ازدادت الأحداث المأساوية في إيران خطورةً مع قصف الليلة الماضية واحتمال اتساع رقعة الصراع". واستدرك: "لدينا فرصة صغيرة للعودة إلى الحوار والدبلوماسية. إن تلاشت، فقد يصل العنف والدمار إلى مستويات لا توصف، وقد ينهار نظام عدم الانتشار العالمي كما نعرفه".

وشدد على ضرورة "العودة إلى طاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حراس معاهدة عدم الانتشار النووي، بالعودة إلى المواقع النووية الإيرانية وحصر مخزونات اليورانيوم، لا سيما، 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%". وشدد على أن "أي اتفاق أو ترتيب سيشترط تحديد الوقائع في الميدان. ولا يمكن ذلك إلا من خلال عمليات تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية. مفتشو الوكالة موجودون في إيران، وعليهم أن يتمكنوا من القيام بعملهم. وهذا يتطلب وقف الأعمال العدائية حتى تتمكن إيران من السماح للفرق بدخول المواقع في ظل ظروف السلامة والأمن اللازمة". وأكد كذلك أنه "يمكن لإيران اتخاذ أي تدابير خاصة لحماية موادها ومعداتها النووية وفقًا لالتزاماتها بموجب الضمانات النووية والوكالة. وهذا أمر ممكن".

تفاصيل ما حدث في المواقع النووية الإيرانية

واستعرض غروسي ما حدث في المواقع النووية الإيرانية منذ آخر كلمة له أمام هذا المجلس يوم الجمعة الماضي، وقال: "تظهر الفوهات في موقع فوردو، الموقع الإيراني الرئيسي لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60%، مما يدل على استخدام الولايات المتحدة الأميركية ذخائرَ اختراق الأرض. وهذا يتسق مع تصريحات الولايات المتحدة. حالياً، لا أحد - بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية - قادرٌ على تقييم الأضرار تحت الأرض في فوردو".

وحول موقع أصفهان النووي، نبه "إلى تعرض مبانٍ إضافية للقصف خلال الليل، وأكدت الولايات المتحدة استخدامها صواريخ كروز. وتشمل المباني المتضررة بعض المباني المرتبطة بمعالجة اليورانيوم. وفي هذا الموقع أيضًا، يبدو أن مداخل الأنفاق المستخدمة لتخزين المواد المخصبة قد تعرّضت للقصف. وفي موقع نطنز للتخصيب، تعرّضت محطة تخصيب الوقود للقصف مجددًا، وأكدت الولايات المتحدة استخدام ذخائر خارقة للأرض. وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع في جميع المواقع الثلاثة". وشدد على أن الوكالة الدولية مستمرة في مراقبة الوضع وشجع الهيئة التنظيمية الإيرانية على الحفاظ على اتصالها الضروري مع مركز الحوادث والطوارئ التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأشار إلى قرارات الوكالة الدولية للطاقة التي تفيد بأنه "لا ينبغي شنّ هجمات مسلحة على المنشآت النووية، لأنها قد تؤدي إلى انبعاثات إشعاعية ذات عواقب وخيمة داخل حدود الدولة التي تعرضت للهجوم وخارجها. ولذلك، أدعو مجددًا إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس. فالتصعيد العسكري يهدد الأرواح ويؤخر التوصل إلى حل دبلوماسي يضمن على المدى الطويل عدم حصول إيران على سلاح نووي. كما أنه يهدد نظام عدم الانتشار النووي الدولي". وعبر عن استعداده للسفر بشكل فوري والتواصل مع جميع الأطراف المعنية للمساعدة في ضمان حماية المنشآت النووية واستمرار الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وفقًا لتفويض الوكالة.

مواقف الدول

ومن جهته، ندد مندوب الصين للأمم المتحدة، فو فونغ، بـ"الهجمات الأميركية على المنشآت الإيرانية منتهكة بذلك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وسيادة وأمن وأراضي إيران، وفاقمت التوترات في الشرق الأوسط ووجهت ضربة لنظام عدم الانتشار النووي". كما شدد على ضرورة إنهاء القتال والعودة إلى المفاوضات الدبلوماسية. وأكد أن "أعمال إسرائيل تنتهك القانون الدولي ومعايير العلاقات الدولية وتهدد أمن إيران وسيادتها كما تهدد الأمن والسلم الدوليين". وأكد ضرورة أن تتوقف إسرائيل عن هجماتها. كما شدد على ضرورة "أن تحترم أطراف النزاع البنية التحتية المدنية والمدنيين وعدم استهدافها". وأشار إلى مسودة مشروع قرار وزعته بلاده على الدول الأعضاء في مجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار. وأوضح أن الأمل ما زال موجوداً بتسوية النزاع بشكل سلمي.

أما مندوبة المملكة المتحدة، باربارا وودوارد، فوصفت اللحظة "بالفارقة للمنطقة"، محذرة من أن المزيد من التصعيد سيؤدي لانزلاق النزاع ويشكل تهديداً جديداً للأمن والسلم ولاستقرار المنطقة. وقالت إن أولويات بلادها "دعم خفض حدة التصعيد وأوضحنا أنه يجب ألا يكون لإيران أسلحة نووية وأن ذلك يمثل تهديداً جدياً للسلام والأمن الدوليين". وخلصت الدبلوماسية البريطانية إلى أن "الولايات المتحدة تحركت للتخفيف من هذا التهديد والمملكة المتحدة لم تشارك في الضربات الأميركية أو الإسرائيلية، ولكن لا يمكن أن يحقق العمل العسكري وحده حلاً دائماً للشواغل المتعلقة ببرنامج إيران النووي". وحثت إيران على ضبط النفس وكل الأطراف للعودة لطاولة المفاوضات والتوصل لاتفاق يضع حداً للأزمة ويمنع المزيد من التصعيد.

ودان مندوب روسيا، فاسيلي نيبنزيا، "بشدة التصرف غير المسؤول والخطير والإجراءات الاستفزازية التي قامت بها الولايات المتحدة الأميركية ضد إيران، دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة (...) بالتنسيق الكامل مع القوات الإسرائيلية". وأضاف: "بالقيام بذلك أظهرت واشنطن ازدراءً كاملاً للمنظومة الدولية واستعداداً للمخاطرة بسلامة البشرية بأجمعها، وليس فقط تجاهل مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، من أجل حليفتها إسرائيل". وأضاف: "إن أميركا، كما إسرائيل، ترى أنها السلطة الأعلى وتنفذ "العدالة" كما تراها وجاهزة لارتكاب أي جرائم في انتهاك للقانون الدولي". كما شبه ما يحدث ضد إيران بالتصعيد ضد العراق عام 2003.

أما المندوبة الأميركية للأمم المتحدة بالإنابة، دورثي شيا، فقالت: "استهدفت هجمات أميركية عسكرية المرافق النووية بهدف تقويض القدرات النووية الإيرانية ووقف خطرها النووي الذي تشكله أكبر دولة ترعى العنف في العالم. وهي مصدر متصاعد لانعدام الأمن العالمي. وقمنا بذلك لمساعدة حليفتنا إسرائيل لممارسة حقها الأصيل بالدفاع عن النفس كما نص عليه الميثاق". وشددت على أنه لا يمكن "للنظام الإيراني أن يتمتع بسلاح نووي. على إيران ألا تصعد الأمور وكما قال الرئيس ترامب: أي هجمة إيرانية مباشرة أو غير مباشرة ضد الأميركيين والقواعد الأميركية سوف تلاقي رداً مدمراً".

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية