حزب الله يدين العدوان الأميركي على إيران: تصعيد جنوني وخطير
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

دان حزب الله اللبناني في بيان، اليوم الأحد، "بأشدّ العبارات العدوان الأميركي الهمجي الغادر على المنشآت النووية السلمية في ‏الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والذي يكشف الوجه الحقيقي للولايات المتحدة الأميركية كأكبر تهديدٍ ‏للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ويشكّل انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي والإنساني واتفاقيات جنيف ‏وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظّر استهداف المنشآت النووية واستخدام القوة ضد دولة ذات سيادة، ‏ويُعدّ تصعيدًا جنونيًا وخطيرًا غير محسوب، يُنذر بتوسيع دائرة الحرب ويدفع المنطقة والعالم نحو ‏المجهول إذا لم يوضع له حد، ولم تتخذ المواقف الرادعة له".

وقال حزب الله إنّ "المكر والخداع المفضوح الذي يمارسه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المنقاد بأوهام السيطرة ‏والاستعلاء، وهذا الجنون بالتعدي على دولة ذات سيادة وقصف منشآتها النووية السلمية الخاضعة ‏لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يؤكد أنّ الولايات المتحدة الأميركية ومعها طغاة الاستكبار ‏العالمي، لا يريدون إلا إخضاع الدول الحرة والمستقلة عن هيمنة هذا الاستكبار، ووضعها أمام أمرين: ‏إما الخنوع والمذلة أو القتل والدمار".

وتابع البيان: "لقد أرادت الإدارة الأميركية من خلال هذا العدوان الإجرامي أن تُحقّق ما عجز الكيان الصهيوني عن ‏إنجازه في عدوانه المتواصل على الجمهورية الإسلامية في إيران، وأن تعوّض عن فشله الذريع في ‏تحقيق أهدافه وفي التصدي للصواريخ الإيرانية الموجعة والمزلزِلة. ويؤكد هذا العدوان الشراكة ‏الكاملة والمباشرة بين أميركا وإسرائيل في التخطيط والتنفيذ، ليس فقط في الحرب على الجمهورية ‏الإسلامية، بل في كل ما تتعرض له المنطقة من حروب وجرائم، في غزة ولبنان وسورية واليمن، مما ‏يثبت أمام العالم أجمع، أن أميركا هي الراعي الرسمي للإرهاب ولا تعترف لا بمواثيق دولية ولا قوانين ‏إنسانية ولا تعهدات ولا التزامات".

وأشار حزب الله إلى أن "الجمهورية الإسلامية في إيران كانت ولا تزال الطرف الأكثر حرصًا على الأمن الإقليمي والدولي، ‏وهي التي أكّدت مرارًا سلمية برنامجها النووي، وحرصها على اعتماد الدبلوماسية طريقًا لحل الأزمات، ‏من موقع السيادة والحفاظ على حقوقها المشروعة التي يكفلها القانون الدولي، وهي اليوم جرّاء هذا ‏العدوان الآثم تملك كامل الحق في الرد والدفاع عن أرضها وشعبها وسيادتها، ولن يتمكن هؤلاء ‏المستكبرون المتجبرون من إخضاع الشعب الإيراني وقيادته الشجاعة، بل إن هذا العدوان سيزيدهم ‏إصرارًا على مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر".

وأردف: "إنّنا نؤكّد تضامننا الكامل مع الجمهورية الإسلامية، قيادةً وشعبًا، وكلنا ثقة في قدرة إيران القوية بحقها ‏ونموذج قيادتها الصلبة والشجاعة، وشعبها المعطاء والعزيز، وحرس ثورتها وقواها الأمنية ‏والعسكرية اليقظة والمضحية، على مواجهة هذا العدوان وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ ‏الهزيمة، وأنّ تلك الهجمات لن تثنيها عن مواصلة تقدمها وتطورها".

ودعا حزب الله "الدول العربية والإسلامية والشعوب الحرة في العالم إلى الوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية ‏في مواجهة العدوان الأميركي والإسرائيلي"، داعياً أيضاً "الأمم المتحدة والهيئات الدولية والقانونية، ‏وخاصة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا العدوان الخطير الذي كان يمكن ‏أن يؤدي إلى تلوث نووي يُهدّد سلامة مناطق واسعة من العالم ويودي بحياة عشرات الآلاف من الناس ‏لولا التدابير الإيرانية الاحترازية".

وكان عضو كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة" النائب حسين جشي، قد قال لـ"العربي الجديد" تعليقاً على الضربات الأميركية على إيران، إن "الأميركي ومنذ انتصار الثورة لم يوقف الحرب على الجمهورية الإسلامية ومشكلته مع الإيراني ليست في النووي فإيران حسمت خيارها بالاستقلال السياسي والاقتصادي والثقافي ورفضت الخضوع لإملاءات الإدارة الاميركية وهذا لا يناسب الأميركي".

وأشار جشي إلى أن "الحرب لم تتوقف وهي تأخذ أشكالاً متعدّدة ومختلفة بحسب الزمان والمكان واليوم كانت مباشرة بقصف أميركا المواقع النووية الإيرانية"، لافتاً إلى أنه "واضح أن الإيراني متمسّك بالخيار الدبلوماسي والمفاوضات وهذا حقه فهو ملتزم بالمعاهدات الدولية وتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية ولكن الأميركي متجبّر ومتغطرس ومجرم ومخادع ويريد إخضاع شعوب ودول المنطقة للتسلط عليها وسلب ثرواتها وقدراتها".

من ناحية ثانية، قال جشي: "ليس شرطاً إذا كان لدى حزب الله موقف مؤيد إلى جانب إيران أن يكون مشاركاً في الموضوع العسكري فإيران قادرة على الدفاع عن نفسها في المعركة التي هي بين الحق والباطل وبين المظلومين والمستضعفين من شعوب المنطقة والأميركي المتسلط والباطل المتمثل بالعدو"، مضيفاً: "حزب الله بالتأكيد ليس على الحياد فهو مع الحق ضد الباطل ومع المظلومين ضد الظالم والطاغي أي أميركا وأداتها إسرائيل أما الترجمة للموقف على المستوى الإعلامي والثقافي والسياسي وحتى العسكري فتقرّره المقاومة".

وفجر الأحد، انضمت الولايات المتحدة إلى العدوان الإسرائيلي على إيران، بإعلان ترامب تنفيذ هجوم "ناجح للغاية" استهدف 3 مواقع نووية في إيران، هي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، إنّ الطائرات الأميركية "أسقطت حمولة كاملة من القنابل" على مواقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني "بسلام".

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشنّ إسرائيل عدواناً على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبَين.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية