صراع العروش: هوليوود على حافة التحوّل الكبير
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

في هوليوود، لا تقتصر الحبكات على الشاشة فقط، بل تمتد إلى مكاتب الإدارة العليا، حيث تدور معارك خفية لا تقل تشويقاً عن أية دراما سينمائية. وبينما تُعاد كتابة قواعد اللعبة في صناعة الترفيه، يترقب الجميع من سيجلس على عرش "والت ديزني" بعد رحيل بوب إيغر، الرجل الذي لا يزال يمسك بخيوط الإمبراطورية الأكثر تأثيراً في الثقافة الشعبية.
بعيداً عن الأضواء، تدور منافسات قاسية بين كبار التنفيذيين في ديزني، يتقدمهم جوش دامارو ودينا والدن، وسط سباق محموم لا يخلو من المراوغة والاستراتيجيات الخفية. من يفوز؟ ليس بالضرورة الأكثر كفاءة، بل من يُجيد قراءة مزاج الصناعة، ويتقن الوقوف في الظل حتى يحين وقت الظهور.
لكن ديزني ليست سوى الواجهة الأبرز لتحوّل أوسع في هوليوود، حيث تهتز كراسي القيادة في الوكالات والاستوديوهات الكبرى، ويترقّب جيل كامل من المدراء والمنتجين فرصته بعد سنوات من الانتظار خلف "السقف الرمادي".

سباق على العرش في ديزني

من أبرز المرشحين لخلافة إيغر، جوش دامارو، رئيس قسم المتنزهات والتجارب في ديزني، الذي يقود خطة توسعة ضخمة بقيمة 60 مليار دولار تشمل مشروعاً جديداً في أبوظبي، فضلاً عن شراكة بارزة مع شركة Epic المنتجة للعبة Fortnite. يُنظر إلى دامارو باعتباره رجلاً تنفيذياً ذا حضور قوي وخبرة عميقة في إدارة عمليات ديزني.
لكن الطريق أمامه ليس معبّداً بالكامل، خصوصاً أن خلفه السابق، تشابك، جاء أيضاً من قسم المتنزهات، وفشل في التواصل مع المواهب الإبداعية، ما جعله يبدو غريباً عن عالم الترفيه. دامارو يحاول تلافي هذا المصير عبر إبراز علاقاته الشخصية مع صنّاع المحتوى.
على الضفة الأخرى، تبرز دينا والدن، المديرة التنفيذية المحنكة في مجال التلفزيون، والتي تحظى بدعم كبير في أوساط الفنانين. ترشيحها لا يحمل بعداً مهنياً فقط، بل رمزياً أيضاً، إذ ستكون أول امرأة تتولى قيادة ديزني. إلا أن صداقتها القوية مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس قد تتحوّل إلى عبء سياسي في حال عادت إدارة ترامب إلى البيت الأبيض.

هوليوود على صفيح ساخن

خلافة إيغر ليست حالة استثنائية. بل هي جزء من مشهد أكبر، حيث تعيش هوليوود ما يشبه "لحظة إعادة ضبط". فمنذ سنوات، يتذمّر جيل المدراء الجدد من وجود "سقف رمادي" يحول دون صعودهم، في ظل احتفاظ المخضرمين بمواقعهم لعقود. غير أن هذا السقف بدأ يتشقق، خصوصاً بعد أن شهد العام الماضي رقماً قياسياً في عدد الرؤساء التنفيذيين الذين تنحّوا في الولايات المتحدة.
في قطاع الترفيه، غادر شخصيات مثل جيريمي زيمر من وكالة UTA، وبارتريك وايتسيل وأري إيمانويل من WME، فيما تستعد كاثلين كينيدي لمغادرة "لوكاس فيلم"، ويبدو أن شاري ريدستون ستتنازل عن إمبراطوريتها الإعلامية لصالح ديفيد إليسون في صفقة اندماج ضخمة بين "سكاي دانس" و"باراماونت".
كل ذلك يجري وسط فوضى تشريعية ومالية وإبداعية تُعيد صياغة هوليوود من جديد: إضرابات، تضخم في المحتوى، تقلص في عدد الأفلام، واستوديوهات تتجه إلى الترشيد لا المغامرة.

القوة الناعمة… أم الصراع الخفي؟

داخل كبرى الوكالات مثل WME وCAA، تتبدل ملامح القيادة كذلك، لكن بوتيرة أبطأ. في WME، حلّ ريتشارد ويتز وكريستيان مويرهيد محل شخصيات صاخبة مثل إيمانويل ووايتسيل. ومع ذلك، فإن الأسلوب الجديد لا يقوم على السيطرة بل على بناء التوافق. يقول أحد المدراء التنفيذيين: "هذه الإدارة لا تضرب الطاولة، لكنها تبني فريقاً مستقرّاً. السؤال هو: هل تكفي النعومة في صناعة تتطلب الشراسة؟".
أما في CAA، فالوضع أكثر غموضاً. الثلاثي القائد — لورد، هوفان، لوفِت — لا يُظهر أي نية للرحيل، رغم وجود أسماء لامعة مثل مها دخيل، جويل لوبن، وفرانكلين لات. ومع ذلك، لا تلوح في الأفق خطة واضحة، وبعض المراقبين يتحدث عن حالة "جمود استراتيجي" تُؤجل التغيير قدر الإمكان.

الداخل أم الخارج؟

يبقى سؤال كبير يشغل أذهان قادة الاستوديوهات: هل الأفضل اختيار قيادات جديدة من الداخل، ممن نشأوا في حضن الصناعة؟ أم المجازفة بجلب أسماء من الخارج، تملك رؤية أكثر جرأة ولكن تفتقر إلى البعد المؤسسي؟
تجربة جايسون كيلار في وورنر ميديا تظل مثالاً معبّراً. فمع أنه أحدث ثورة في طريقة توزيع الأفلام أثناء الجائحة، إلا أن قراره ببث الأفلام بالتوازي مع عرضها في دور السينما أضر بعلاقات الاستوديو مع كبار المخرجين، وأدى إلى رحيل أسماء مثل كريستوفر نولان.
يعلّق المنتج باري ديلر: "استقدام رئيس تنفيذي من الخارج يعني أنك فشلت في بناء قيادات من داخل الشركة. النجاح الحقيقي أن تزرع القائد داخلياً، وتدربه، وتدعمه ليتسلم القيادة يوماً ما".

لوكاس فيلم وسوني… نموذجان متناقضان

شركة لوكاس فيلم تبدو مستعدة لخلافة ناعمة، على الأرجح بقيادة الثنائي ديف فيلوني وكاري بيك، رغم أن كلاً منهما يفتقر إلى الخبرة في مجال السينما التقليدية. وتقول مصادر إن كينيدي قد تواصل الإشراف على بعض مشاريع "ستار وورز" لضمان انتقال سلس.
في المقابل، اعتمدت سوني نموذجاً أكثر حذراً. فعندما تقاعد رئيسها توني فينشيكويرا، كان قد مهّد الطريق لرافي أهوجا الذي بدوره جدد عقد توم روثمان، أحد أقدم المسؤولين في قسم الأفلام. لكن داخل أروقة الاستوديو، تُطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل المساعدين: غرينستين وبانيتش. أحد السيناريوهات المطروحة أن يغادر غرينستين إلى "سكاي دانس"، حيث يتموضع فريق جديد بقيادة إليسون وجيف شيل ودانا غولدبرغ.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية