
حذر سفراء دول مجلس التعاون الخليجي المعتمدين لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية مدير عام الوكالة رافاييل غروسي من التداعيات البشرية والبيئية التي تترتب على استهداف المنشآت النووية الإيرانية، معتبرين ذلك "تهديداً مباشراً للسلامة الإشعاعية وللنظام الدولي للضمانات النووية، فضلاً عن كونه انتهاكاً صريحاً لأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".
واجتمع غروسي، اليوم السبت، مع السفراء ونقل سفراء دول مجلس التعاون، خلال الاجتماع، قلق دول المجلس إزاء الأوضاع الراهنة، واهتمامها الخاص بسلامة المنشآت النووية، ولا سيما القريبة جغرافياً من دول مجلس التعاون، مؤكدين ضرورة ضمان أعلى مستويات الجاهزية والتدابير الوقائية. وشدد السفراء على أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تعزيز الأمن الوقائي على المستويين الإقليمي والدولي، ومتابعة الالتزامات الفنية والتشغيلية للدول في إطار نظام الضمانات الشاملة.
من جانبها، تقدمت إيران بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي ضد غروسي. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (تسنيم) اليوم، عن مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، قوله إنه تقدم برسالة وجهها إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بشأن التصريحات العلنية الصادرة عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبيل العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على إيران.
وأكد مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، في رسالته، أن تصريحات غروسي تعد "انتهاكا صارخًا وجسيمًا لمبدأ الحياد المنصوص عليه ضمن مسؤوليات منصبه"، مضيفاً أن مثل هذه التصريحات تتنافى كلياً مع الواجبات والالتزامات القانونية المنصوص عليها في النظام الأساسي للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح أن ما يكتسب أهمية قانونية خاصة هو رد فعل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب بدء اجتماع مجلس المحافظين في 9 يونيو/حزيران الجاري، إذ اكتفى غروسي، في مواجهة تهديدات الكيان الإسرائيلي العلنية ضد المنشآت النووية الإيرانية الخاضعة للضمانات، بالإشارة إلى ما وصفه بـ"مخاوف" إسرائيل المزعومة، والتي اعتبر أنها تستحق النظر، بينما تعمد تجاهل الإشارة إلى الحظر القانوني الصريح في القانون الدولي وقرارات المؤتمر العام للوكالة، والتي تحظر بشكل صريح أي تهديد أو استخدام للقوة ضد المنشآت النووية المخصصة لأغراض سلمية.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية الإيرانية منذ 13 يونيو/ حزيران مع استمرار الضربات المتبادلة بين الطرفين، إذ أعلن الحرس الثوري ليل الجمعة- السبت تنفيذه الموجة الثامنة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" ضد أهداف عسكرية داخل إسرائيل، في وقت نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة هجمات قال إنها استهدفت مواقع إطلاق صواريخ في طهران، كما تحدثت وسائل إعلام إيرانية عن وقوع انفجارات في أصفهان وقم.
(قنا، العربي الجديد)
