أصوات من غزة تصدح في سوق الشعر بباريس
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

تحتضن مدينة الأنوار فعاليات أحد أعرق تظاهراتها الثقافية من الـ18 إلى الـ 22 حزيران يونيو 2025، إذ تتحول العاصمة الفرنسية إلى قبلة للشعراء وقراء الشعر من مختلف الأعمار والجنسيات، يكتشفون آخر الدواوين، ويستمتعون بسماع القصائد بمختلف اللغات، كما يخصص البرنامج حيزا كبيرا للندوات الأدبية، ونشاطات للأطفال، والعروض الموسيقية والمعارض التشكيلية، لكن الأبرز هو تألق المبدعين الفلسطينيين لكون بلدهم هو ضيف شرف الطبعة الـ 42 لهذا الحدث الثقافي الكبير.

في ساحة سان سوبليس الشهيرة بقلب العاصمة باريس، حيث يتعانق صوت أجراس الكنيسة مع أنغام الموسيقية التقليدية، تنصب 120 خيمة أعمدتَها، وتفترش 500 دار نشر تمثل عشرين دولة أحدث ما أصدرته من الدواوين. إن سوق الشعر فرصة أيضا للمجلات الأدبية لتستعرض أخر أعدادها، كما يعد موعدا سنويا قارا للقاء الشعراء والمترجمين والناشرين والفنانين. يحدثنا أحد المشرفين على التظاهرة إيف بوديي عما يميز هذه الطبعة:

نحن فخورون جدا بحضور الشعر الفلسطيني من خلال وفد يضم عشرة شعراء،  فيما تغيب إثنان آخران بسبب الظروف التي فرضتها المرحلة الراهنة. ومن بين النقاط القوية التي سجلتها هذه النسخة من سوق الشعر هو تجديد الجناح المخصص لأدب الطفل والناشئة، عبر تنظيم عدة ورشات وقراءات ومحاضرات.. ومنحنا الكلمة ايضا للناشرين ضمن ما يسمى بإصدارات القصيدة

سلطت التظاهرة الضوء على الشعر الفلسطيني المعاصر، من خلال شعراء وشاعرات قدموا من الداخل الفلسطيني أو من الشتات، فإلى جانب مشاركتهم في الندوات، تناوبوا على قراءة نصوصهم على منصة الخيمة المركزية، صانعين بقراءاتهم بهجة ليالي السوق وسط حضور كبير للقراء الفرنسيين. إن استضافة فلسطين في هذه الطبعة جاء بعد جدل كبير السنة الماضية، فبعدما تقرر تأجيل الدعوة على خلفية الحرب في غزة، ثم التراجع عن ذلك بفضل جهود قادها الكاتب المغربي الكبير عبد اللطيف اللعبي أيضا الذي قال لإذاعتنا:

اختيار فلسطين ضيف شرف هو نتاج نضال دام سنوات، وتعبئة كبيرة من أجل أن تكون طبعة عام 2025 مخصصة للشعر الفلسطيني، وهذا مكسب للأدب وللقضية العادلة، لاسيما في هذه الظروف العصيبة التي يشهدها قطاع غزة

صوت غزة الغارقة في الحرب والمعاناة الانسانية الخانقة، عبرت عنه أيضا الشاعرة هند جودة، فسوق الشعر بالنسبة لها هو فرصة لإبلاغ العالم أن صوت الشعر أقوى وأبلغ على حد تعبيرها:

وصولي إلى باريس وترجمة نصوصي إلى أكثر من 12 لغة، واستقبالي مراسلات من الناس تخبرني فيها بقراءة قصائدي في المظاهرات حول العالم، أعتقد أن صوتي وصوت كل شعراء غزة قد بلغ قلوب الناس في كل مكان، وبالتالي كان أعلى من صوت الصواريخ

يستمع الباريسيون على مدار خمسة أيام كاملة بسماع ما ينشده الشعراء والشاعرات من قصائد، فيما يراهن المنظمون على استقطاب أكثر من خمسين ألف زائر، لكن رهانهم الأبرز أن يعود زمن الشعر بعدما ولى أمام وهج الرواية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية