
في عالم الرياضة، وُجدت الأرقام القياسية ليتم تحطيمها، غير أن هناك إنجازات استثنائية خارقة للطبيعة، باتت كأنها منقوشة على الحجر، هي لحظات خالدة تجاوزت الزمن، ورفعت أصحابها إلى مرتبة الأساطير. واستعرض تقرير لصحيفة ماركا الإسبانية، أمس الجمعة، خمسة أرقام قياسية رياضية تبدو- حتى يومنا هذا- مستحيلة الكسر، وهي إنجازات فردية صنعت تاريخاً لا يُمحى، ولا تزال تطرح سؤالاً واحداً: مَن يجرؤ على معادلتها؟
دوبلانتيس يحلق إلى 6.28 أمتار: لا منافس له سوى نفسه
واصل النجم السويدي، أرماند دوبلانتيس (25 عاماً)، كتابة التاريخ في رياضة القفز بالزانة، بعدما تجاوز حاجز 6.28 أمتار، خلال مشاركته في جولة استوكهولم من الدوري الماسي. الرقم الجديد لم يرسّخ فقط هيمنته المطلقة على التخصص، بل عزز قناعة راسخة: الوحيد القادر على تحطيم رقم دوبلانتيس هو دوبلانتيس نفسه. ومنذ أن حطم الرقم العالمي لأول مرة عام 2020، واصل السويدي رفع السقف بإتقان فني ولياقة استثنائية وعقلية فولاذية، تجعله يبدو كأنه قادم من كوكب آخر. وبينما لا يزال في أوج عطائه، تبدو الفجوة مع أقرب منافسيه كبيرة جداً، ما يرشح رقمه للصمود طويلاً، حتى بعد أن يطوي مسيرته.
14 "رولان غاروس" لنادال: ملك الأرقام بالملاعب الترابية بلا منازع
لو كانت رياضة التنس تُلعب فقط على الملاعب الترابية، لما غادر رافاييل نادال (39 عاماً) صدارة التصنيف العالمي للأبد، فقد دوّن النجم الإسباني اسمه بأحرف ذهبية في بطولة رولان غاروس، بعد تتويجه بها 14 مرة بين عامي 2005 و2022. ولم يهيمن نادال على الارقام في هذا البطولة فحسب، بل خسر أربع مباريات فقط طوال تاريخه فيها، في مشهد قلّ نظيره في العصر الذهبي للتنس. ولكي يعادل أحدهم هذا الرقم، يحتاج إلى الفوز بالبطولة 14 مرة في مسيرة لا تتجاوز غالباً 15 عاماً على القمة، وهو أمر أقرب إلى المستحيل في زمن التنس الحديث.
بولت و9.58 ثوان: السرعة بوصفها فناً راقياً
في السادس عشر من أغسطس/آب عام 2009، فجّر الجامايكي يوسين بولت (38 عاماً) قنبلة زمنية، حين قطع مسافة 100 متر في 9.58 ثوان، خلال بطولة العالم لألعاب القوى في برلين. ما فعله بولت لم يكن مجرد سباق، بل عرض فني للقوة والدقة والانفجار البدني، ولم يستطع أحد منذ ذلك الحين الاقتراب من الرقم، حتى بولت نفسه، الذي اعتزل عام 2017، لم يُعِد تكراره. وفي عصرٍ متطور تقنياً، لا يزال 9.58 رقماً بعيد المنال. توليفة نادرة من الجينات والعقلية والتدريب قد تكون الوحيدة القادرة على الاقتراب، لكن حتى الآن، يبقى "البرق الجامايكي" الأسرع في تاريخ البشرية.
100 نقطة لـ"تشامبرلين": ليلة لا تُنسى في تاريخ السلة الأميركية
في عالم كرة السلة، تحفل سجلات السلة الأميركية بالعديد من الأرقام الكبيرة، لكن رقماً واحداً يلمع فوق الجميع: 100 نقطة في مباراة واحدة سجّلها الأسطورة ويلت تشامبرلين، في 2 مارس/آذار 1962، عندما قاد فريقه فيلادلفيا واريورز للفوز على نيويورك نيكس. دون خط الثلاثيات، وبأسلوب لعب مختلف تماماً عن اليوم، فرض تشامبرلين هيمنته المطلقة داخل المنطقة.
وحتى كوبي براينت (81 نقطة في 2006) لم يقترب من إنجاز ويلت، وفي زمن يزداد فيه التركيز على اللعب الجماعي والدفاعي، وتكثر فيه التبديلات، تبدو فكرة تكرار 100 نقطة في مباراة رسمية، أقرب للأسطورة منها للواقع.
28 ميدالية أولمبية لـ"فيلبس": رقم من كوكب آخر
إذا كان هناك رياضي يمثل الهيمنة الأولمبية المطلقة، فهو بلا شك السباح الأميركي، مايكل فيلبس (39 عاماً)، الذي جمع 28 ميدالية أولمبية بين 2004 و2016 (23 ذهبية، 3 فضيات، 2 برونزية)، في إنجاز لم يقترب منه أحد في أي رياضة. ولم يكن فيلبس مجرد ظاهرة جسدية، بل آلة تنافسية استثنائية، حافظت على مستوى القمة في أربع دورات أولمبية متتالية. ولكسر رقمه، لا بد من الفوز بما لا يقل عن سبع ميداليات في كل دورة، ولأربع دورات متتالية، وهو أمر يبدو محجوزاً- إن حدث- لرياضي لم يُولد بعد.

أخبار ذات صلة.
