
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة تستخدم كل الوسائل الدبلوماسية لإرساء الاستقرار ليس في منطقة القوقاز فحسب، بل في المنطقة بأسرها. جاء ذلك في بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، الجمعة، بشأن لقاء الرئيس أردوغان مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في إسطنبول.
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ستواصل اتصالاتها مع القادة من أجل إزالة مخاطر دوامة العنف في المنطقة التي بدأت بهجمات إسرائيل على إيران. وأوضح البيان أن أردوغان وباشينيان بحثا خلال اللقاء عملية السلام والحوار في جنوب القوقاز، خاصة الاتصالات بين تركيا وأرمينية والتطورات الراهنة في المنطقة. وفي وقت سابق الجمعة، استقبل الرئيس التركي باشينيان بمراسم رسمية في قصر دولما بهتشة بإسطنبول. وحضر مراسم الاستقبال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ونظيره الأرميني أرارات ميرزويان.
وأشار أردوغان إلى أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مفاوضات السلام بين أذربيجان وأرمينية في ظل الظروف الراهنة. وأضاف أن أنقرة ستواصل تقديم كل أشكال الدعم للجهود المبذولة لتنمية المنطقة على أساس مبدأ "رابح ـ رابح". كما بحث الجانبان خلال اللقاء الخطوات الممكنة في إطار عملية التطبيع بين تركيا وأرمينية.
وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها باشينيان لتركيا بعد حضوره مراسم تنصيب أردوغان في أنقرة عام 2023. وأوضح أمين مجلس الأمن الأرميني، أرمين غريغوريان، أن سلطات بلاده تواصل العمل على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا وفتح الحدود، قائلاً: "هذا ليس النسخة المثالية مما كنا نتمنى تحقيقه، ولكننا نرصد تقدماً".
وانطلقت عملية تطبيع العلاقات الأرمينية - التركية منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، والتقى جميع قادة أرمينيا ما بعد السوفييتية نظراءهم الأتراك، إلا أن جميع هذه الزيارات السابقة لتركيا لم تجرِ في إطار العلاقات الثنائية، بل لحضور فعاليات دولية أو مباريات كرة قدم أو جنازات.
وتتصدر قضية فتح الحدود البرية المغلقة بين البلدين منذ عام 1993 أجندة المفاوضات حالياً. ورغم التوصل إلى اتفاق بهذا الخصوص في عام 2022، لم يُحرز أي تقدم عملي حتى الآن، إذ تربط أنقرة تطبيع العلاقات بإبرام يريفان اتفاقية السلام مع باكو أولاً.
(الأناضول، العربي الجديد)
