في اليوم العالمي للاجئين.. دعوة أممية إلى تضامن أبعد من الكلمات
عربي
منذ 3 ساعات
مشاركة

وسط تحديات كبرى تُسجَّل على الصعيد العالمي مع تزايد أعداد الفارين من النزاعات والكوارث، يحلّ اليوم العالمي للاجئين الذي تحتفل به الأمم المتحدة في 20 يونيو/ حزيران من كلّ عام. وتأتي هذا المناسبة المدرجة على رزنامة الأمم المتحدة، هذا العام، تحت شعار "التضامن مع اللاجئين"، فيما شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على ضرورة ألا يكون التضامن بالكلمات فحسب.

وبينما تتّجه الأنظار إلى المناطق المأزومة في هذه المناسبة، تستعدّ المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للتعامل مع تدفّقات متوقّعة للاجئين من إيران، على خلفيّة الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف البلاد منذ أيام مع مخاوف من تفاقم الأزمة. وقد صرّح المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) بأنّهم يعملون على "خطط طوارئ لعمليات النزوح في إيران وفي الدول المجاورة"، متحدّثاً عن تقارير غير مؤكّدة عن وصول مجموعات من إيران إلى أرمينيا وأذربيجان وتركمانستان. ولفت غراندي إلى أنّ إيران نفسها تستضيف لاجئين أكثر من أيّ دولة أخرى، وعلى سبيل المثال ثمّة 3.5 ملايين أفغاني يعيشون في إيران. وتابع المسؤول الأممي أنّ من الصعب الحصول على لمحة عامة عن وضع اللاجئين أو الأشخاص النازحين داخلياً هناك، إذ يتوجّب على موظفي المفوضية الاحتماء في أغلب الوقت من الهجمات الإسرائيلية.

في رسالته التي وجّهها غوتيريس بمناسبة اليوم العالمي للاجئين لعام 2025 أكد أنّ "الواجب في هذا اليوم لا يقتصر على التضامن بالكلمات فقط، بل يجب أن يترافق مع تعزيز الدعم الإنساني والإنمائي، وتوسيع نطاق الحماية وتوفير الحلول الدائمة، مثل إعادة التوطين، بالإضافة إلى دعم الحقّ في طلب اللجوء، وهو أحد أركان القانون الدولي". أضاف أنّ "من السودان إلى أوكرانيا، ومن هايتي إلى ميانمار، وصلت أعداد الذين يفرّون للنجاة بحياتهم إلى مستويات لم يسبق لها مثيل، في وقت يتضاءل فيه الدعم. ويقع العبء الأكبر في ذلك على عاتق المجتمعات المضيفة، التي غالباً ما تكون في البلدان النامية. وهذا أمر لا عدالة فيه ولا استدامة".

ورأى المسؤول الأممي أنّ "على الرغم من تقصير العالم، ما زال اللاجئون يُظهرون مستويات استثنائية من الشجاعة والصمود والتصميم"، موضحاً أنّ "اليوم نكرّم ملايين اللاجئين الذين أُجبروا على الفرار من الحروب والاضطهاد والكوارث". وتابع أنّ "كلّ فرد منهم يحمل قصة مريرة مع الخسائر؛ قصة أسرة اقتُلعت من جذورها ومستقبل انقلب رأساً على عقب. وكثيرون من هؤلاء يواجهون أبواباً موصدة وموجات متصاعدة من كراهية الأجانب". وشدّد غوتيريس على أنّ "إذا كنّا لا نختار أبداً أن نكون لاجئين، فإنّنا نختار كيفية التعامل مع اللجوء".

وتعرض الأمم المتحدة في اليوم العالمي للاجئين أربعة معانٍ لـ"التضامن"، وهي "إعلاء صوت اللاجئين" من خلال الاستماع إلى ما يرويه هؤلاء من قصص شخصية ثمّ نقلها إلى آخرين، و"بناء مجتمعات جامعة" من خلال تهيئة بيئات مرحِّبة باللاجئين يجد هؤلاء فيها من يصغي إليهم ومن يتيح لهم الفرص ومن يفتح أمامهم أبواب المشاركة الفاعلة. يُضاف إلى ذلك "العمل المشترك من أجل السلام وإيجاد الحلول"، من خلال الدفاع عن حقّ اللاجئين في التماس الأمان والدعوة إلى تسوية النزاعات ودعم مستقبل مستدام طويل الأمد للنازحين. أمّا المعنى الأخير، فـ"مؤازرة الصامدين من أهل العطاء" التي تعني مؤازرة الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة الذين يواصلون أداء واجبهم في أقسى الظروف، حرصاً على وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى مستحقّيها.

وترى الأمم المتحدة أنّ اليوم العالمي للاجئين لعام 2025 يمثّل نداءً إلى العمل والتضامن وسط الأزمات المتراكمة. وتوضح أنّ في ظلّ الأعداد القياسية من الأشخاص الذي يُجبَرون على الفرار من ديارهم، وفي وقت تتعرّض فيه المساعدات الإنسانية للخطر، يأتي موضوع هذا العام "التضامن مع اللاجئين" ليحثّ على تجاوز حدود القول والمضيّ قُدماً في تنفيذ تدابير ملموسة لمساندة من اضطرّ إلى الفرار. وتشدّد على أنّ اللاجئين لا يطلبون إحساناً، بل ينشدون فرصة؛ هي فرصة لإعادة بناء حياتهم والمساهمة في مجتمعاتهم والعيش بكرامة. والفئات المعنيّة باليوم العالمي تضمّ اللاجئين أنفسهم الذين يُضطرون إلى مغادرة ديارهم حفاظاً على حرياتهم أو إنقاذاً لأرواحهم، وطالبي اللجوء، والنازحين داخلياً، وعديمي الجنسية والعائدين (إلى الديار).

وتواجه المنظمات الإنسانية، بما في ذلك مفوضية شؤون اللاجئين، تحديات مالية كبيرة بسبب تخفيض التمويل، الأمر الذي يهدّد قدراتها على الاستجابة للاحتياجات المتزايدة وتوفير الظروف الملائمة لعودة آمنة وكريمة للاجئين والنازحين. ورأى غراندي أنّ ثمّة مآسي إنسانية لا يمكن حصرها وراء أعداد اللاجئين الهائلة، مشدّداً على وجوب أن تحفّز المعاناة المجتمع الدولي على التحرّك بصورة عاجلة لمعالجة أسباب التهجير. وأشار المفوض الأممي إلى أنّ الوقت حان لكي تحترم الأطراف المتحاربة القوانين الأساسية للحرب والقانون الدولي، موضحاً أنّ البحث عن السلام يجب أن يكون في صميم الجهود الآيلة إلى إيجاد حلول دائمة للاجئين وغيرهم من الذين أُجبروا على الفرار من ديارهم.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية