
أعلنت الكاتبة المسرحية البريطانية كاريل تشرشل انسحابها من مشروع مسرحي كان من المزمع تقديمه على خشبة مسرح "دونمار ويرهاوس" في لندن، احتجاجاً على رعاية البنك البريطاني باركليز للمؤسسة، بسبب علاقاته المالية بشركات تزوّد إسرائيل بالسلاح.
تشرشل، التي تُعد واحدة من أبرز الأصوات المسرحية في بريطانيا منذ عرض أولى مسرحياتها عام 1958، أوضحت في بيان لها أن دعم المؤسسات الثقافية لبنوك متورطة في دعم الاحتلال الإسرائيلي أمر غير مقبول، وقالت إنه سابقاً كان يقال لنا إن "المسارح لا يمكنها الاستمرار من دون رعاية شركات التبغ، لكنها فعلت. والآن حان الوقت للكفّ عن الترويج للبنوك التي تدعم ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين".
ويأتي انسحاب تشرشل بعد سنوات من التزامها العلني بالقضية الفلسطينية، إذ عُرفت بمواقفها المناصرة لحقوق الفلسطينيين، وسبق أن أثارت الجدل بسبب مسرحيتها "سبعة أطفال يهود" (2009)، إذ وجهت إليها اتهامات بـ"معاداة السامية"، ما أدى إلى سحب جائزة الدراما الأوروبية منها عام 2022.
وقد حظي قرارها الأخير بتأييد واسع داخل الوسط الثقافي، إذ وقّع أكثر من 300 عامل في مجال المسرح على رسالة مفتوحة تؤيّد موقف الكاتبة. وكان المشروع الذي تعمل عليه تشرشل مع "دونمار" غير مُعلن، لكنه كان سيمثّل عودتها إلى المسرح منذ تعاونها الأخير مع المؤسسة في عرض "بعيداً" عام 2020.
تجدر الإشارة إلى أن رعاية بنك باركليز أثارت في السابق جدلاً واسعاً داخل الأوساط الثقافية البريطانية، إذ واجهت مؤسسات فنية انتقادات بسبب شراكتها مع البنك. ففي سبتمبر/ أيلول 2024، أطلق تحالف "عمال الثقافة ضد الإبادة الجماعية" حملة ضد تعاون مسرح "سادلرز ويلز" مع باركليز، بينما نجحت حملة "فرق تقاطع باركليز" في العام نفسه في دفع عدد من المهرجانات الموسيقية، مثل "لاتيتيود" و"ذا غريت إيسكايب"، إلى إنهاء علاقتها بالرعاية البنكية.
قدّمت الكاتبة المسرحية البريطانية أكثر من 30 عملاً منذ انطلاق مسيرتها في عام 1958. تميزت أعمالها بمعالجة قضايا ذات طابع إنساني واجتماعي، من أبرزها القضايا النسوية، والنوع الاجتماعي، وفساد السلطة، وغيرها من الموضوعات التي يلتقي فيها الفن بالموقف الأخلاقي والسياسي. ومن أبرز أعمالها المسرحية: "الغيمة التاسعة" (1979)، "أفضل الفتيات" (1982)، "عدد" (2002)، و"نجت وحدها" (2016).
