
كشف وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي، عن خطة لتطوير القدرات الدفاعية والقتالية لبلاده، تستند أساساً إلى تعاقدات للتسلّح بعيداً عن واشنطن، مؤكداً العمل على حماية أجواء العراق من أي اختراقات، وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من خطوات التحديث العسكري والتسليح النوعي.
وتواجه الحكومة العراقية اختباراً محرجاً، في ظل استمرار اختراق الطيران الإسرائيلي لأجواء البلاد، وهو ما يكشف خللاً واضحاً بمنظومة الدفاع الجوي العراقية، وعدم جاهزيتها للتعامل مع أي تطورات أو تهديدات، بينما توجه أطراف سياسية وشعبية في البلاد، انتقاداتها لضعف الإجراءات الحكومية بهذا الاتجاه. وقد شكل البرلمان العراقي لجنة مشتركة من لجنتَي الأمن والنزاهة البرلمانيتَين لاستضافة الجهات المعنية للوقوف على أسباب التلكؤ في شراء منظومات الدفاع الجوي. وتحاول الحكومة امتصاص موجة الانتقاد والضغط الذي تواجهه، خاصة من الأطراف والقوى السياسية الشيعية، التي ما انفكت تحمل الحكومة مسؤولية عدم حماية الأجواء ومنع الطيران الإسرائيلي من اختراقه.
وأكد وزير الدفاع العراقي في بيان، مساء الخميس، السعي لتطوير قدرات الجيش وتعزيز قدرته على حماية السيادة الوطنية، مبيناً أن "وزارة الدفاع، أعدت خطة استراتيجية شاملة تهدف إلى تأمين الأجواء العراقية من خلال تطوير منظومة الدفاع الجوي"، مبيناً أن "هذه الخطة تضمّنت خطوات مدروسة، بدأت بإجراء تقييم شامل للواقع الحالي، ورصد التحديات والفراغات التي تعاني منها المنظومة، سواء على صعيد الجاهزية التقنية أو التعاقدات السابقة"، وأضاف "انطلاقاً من هذه الرؤية، باشرنا منذ العام الماضي باتخاذ إجراءات عملية ومباشرة، كان أبرزها توقيع اتفاق استراتيجي مع شركة LIG Nex1 الكورية، التابعة لوزارة الدفاع في جمهورية كوريا الجنوبية، التي تُعد من الشركات الرائدة عالمياً في مجال الصناعات الدفاعية"، معتبراً الاتفاق "خطوة نوعية وغير مسبوقة في تاريخ وزارة الدفاع، ويهدف إلى تجهيز العراق بمنظومة دفاع جوي متطورة وحديثة، قادرة على التصدي للتهديدات الجوية بكفاءة وفعالية".
وأكد أنه "من المقرّر أن نتسلّم الوجبة الأولى من هذه المنظومة خلال الأشهر المقبلة، وفق جدول زمني مدروس يراعي أولوياتنا الوطنية واحتياجات قواتنا المسلحة"، مبيناً أنه "كما تسلّمنا أخيراً الوجبة الأولى من الطائرات الفرنسية متعدّدة المهام من نوع كاركال، ستتوالى الدفعات الأخرى خلال الفترة القادمة"، وأشار إلى أن "الطريق لم يكن سهلاً، وورثنا تراكماً كبيراً من التحديات، لا سيّما فيما يخصّ منظومة الدفاع الجوي والإخفاقات السابقة في مجال التعاقدات"، مشدداً على أن "حماية سماء العراق وصون سيادته ليست مجرد شعار، بل هي مسؤولية نضطلع بها بكل جدية، ونعمل لأجلها يومياً بالتخطيط والتنفيذ والتقييم المستمر، وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من خطوات التحديث العسكري والتسليح النوعي".
من جهته، انتقد عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب أحمد الموسوي، ذلك الضعف، مؤكداً أن الولايات المتحدة عملت على منع العراق من امتلاك منظومة دفاع جوي متطورة، وقال في تصريح صحافي، إنّ "الكيان الصهيوني اخترق الأجواء العراقية ويقصف جمهورية إيران، وإنّ الأجواء العراقية أصبحت نقطة ضعف بالنسبة لإيران بسبب عدم امتلاك العراق منظومة صواريخ تردع الكيان"، وأضاف "العراق يجب أن يكون دولة ذات سيادة كاملة من خلال امتلاك الأسلحة المتطوّرة وحماية أجوائه"، وأشار إلى أن "العراق من البلدان المرشحة للاستهداف من الإسرائيليين، وهناك دعم من البرلمان للحكومة للإسراع في استيراد الأسلحة المتطورة ومنظومة الدفاع الجوي لحماية الأجواء العراقية". وكان قائد القوات البرية العراقية، الفريق الركن قاسم محمد صالح المحمدي، قد وجه أمس الخميس، وحدات الجيش بالاستعداد القتالي واليقظة والحذر تحسباً لأي طارئ.
ويؤكد مختصون بالشأن العسكري، أن العراق غير قادر في الفترة الحالية على حماية أجوائه، وقال العميد المتقاعد في الجيش العراقي، ماجد العزاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "ما يجري من حديث وانتقاد للحكومة بشأن اختراق أجوائها، هو حديث ذو أبعاد سياسية ومكاسب انتخابية"، مؤكداً أن "الجميع يعلم أنه من غير الممكن ذلك من دون خطة طويلة الأمد لتطوير القدرات الدفاعية، تركز على شراء منظومات دفاع جوي متطورة، وإنشاء شبكة رادارات حديثة، وتدريب وإعداد كوادر عراقية"، وشدد على أنّ "كل ذلك يحتاج الى موازنة ضخمة جداً، وفترة زمنية طويلة الأمد، فضلاً عن الحاجة إلى قرار سياسي، وهذا كلّه غير متاح للحكومة العراقية".
ويُعد تسليح الجيش العراقي غير متطور نسبياً، لا سيّما في ظل ما شاب صفقات السلاح التي أبرمتها الحكومات السابقة من فساد كبير، تسبّب بتعليق الكثير منها، خصوصاً تلك التي أُبرمت في زمن حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ومنها صفقة السلاح الروسية، وغيرها.

أخبار ذات صلة.
