قصة صحفية: “أريج عبير”..  علامة تجارية في مصر بطلتها سيدة يمنية
أهلي
منذ 4 ساعات
مشاركة

أعد القصة لـ”يمن ديلي نيوز” هبة التبعي: في وسط الضغوط والأزمات التي قد تكسر الإنسان وتفقده الأمل، هناك مَن يصنع مِن أزمته فرصة جديدة للانبعاث.

“عبير عبدالله” يمنية حملت أوجاعها في حقيبة سفرها، وانطلقت في رحلة صعبة من اليمن إلى المملكة العربية السعودية، ثم إلى إندونيسيا، قبل أن تستقر في مصر، حيث ولدت من جديد.

لم تغادر عبير وطنها بمحض إرادتها، بل هربًا من ضغوط نفسية  كادت أن تسلبها صحتها وسلامتها.

عبير، أم لأربعة أطفال، خرجت من موطنها تبحث عن الأمان لنفسها ولأطفالها.

وعندما وصلت إلى جمهورية مصر، وجدت الأمان، وشعرت بأنها في موطنها الأصلي، كما تقول.

بدأت عبير مع البخور والعطور في اليمن عام 2018، حيث أسست مشروعها الصغير تحت اسم تجاري صغير، إلا أنه لقى رواجًا كبيرًا حينها، حيث كانت تعمل أيضًا في مجال الخياطة وفي مجال صناعة الحلويات.

“بعد انتقالي إلى مصر، أعدت بناء مشروعي، أولًا شاركت في دورة ريادية مع بنك الأمل، ثم حصلت على دعم من تمويل أزال، عبر قرض ميسر بدون فوائد، وهذا ما مكنني من التوسع، حتى قمت بصناعة برند (علامة تجارية) خاصة اسمها أريج عبير، وبدأ بالانتشار على نطاق واسع”.

دلالة التسمية

تقول عبير لـ”يمن ديلي نيوز”: جاء اسم المشروع “أريج عبير” من المعنى العميق لأريج وهي الرائحة الطيبة العطرة، هذا الاسم أيضًا اسم ابنة أخيها التي تحبها، وعبير وهو اسمها الحقيقي، اندمج الاسمان ليشكلا علامة تجارية توثق حضورها وتميزها في عالم العطور والبخور.

تضيف: بدء العمل هنا كان أصعب قرار اتخذته، لأني سأعمل بالسر وبدون أن تعلم عائلتي، فنحن في مجتمع لا يتقبل بسهولة فكرة أن تعمل امرأة، ومع ذلك، تجاوزت العادات والتقاليد بصمت وإصرار”.

تحكي عبير:” بداية مشروعي درستُ عدة دورات ريادية وحصلت على العديد من الشهادات والدروع وأبرزها شهادة من منظمة العمل الدولية وتم تعييني عضو في مجلس سيدات الأعمال في اتحاد الغرف التجارية وشهادة كمدربة معتمدة من وزارة التعليم الفني والمهني”.

حتى أقرب الناس إليها لم يعلموا بنجاحها إلا بعد أن أصبح واقعًا لا يخفى، وأما الانتقادات فقد واجهتها بالصبر والتكتم، حتى اللحظة التي أعلنت عبير عن مشروعها بفخر، بعد أن أصبحت ” أريج عبير” اسمًا معروفًا.

ورغم اختلاف الأذواق بين الزبائن اليمنيين والمصريين، إلا أن هناك طلب كبير على منتجها الرائج في السوق، والمنزل أيضًا، حتى أنهم يعتمدون على ذوقها في اختيار ما يناسبهم.

حلم مؤجل

“الحقيقية لم يكن هدفي الأول من المشروع تجاريًا، بل هواية تحولت إلى مصدر رزق وحياة كريمة لي ولأطفالي، ومشروع ناجح افتخر به”، تواصل عبير.

كانت تلمع دموع الفرح من عيني عبير وهي تحدثنا عن لحظات الفرح التي عاشتها، أولا لحظات تخرج ابنتها الكبرى من كلية طب الاسنان بامتياز، وتحقيق حلمهما.

فقط كان قبل ذلك حلم عبير بأن تصبح طبيبة إلا أنها كانت ضحية لزواج القاصرات، وكذلك حدثتنا عن لحظات تكريمها من قِبل منظمة الهجرة الدولية في يوم المرأة العالمي.

لم تصبح عبير طبيبة كما حلمت في طفولتها، لكن ابنتها أصبحت كذلك، اليوم تحلم عبير بأن يتحول مشروعها إلى مصنع لإنتاج البخور وتركيب العطور وتعبئتها، وأن تصل بعطرها اليمني إلى العالمية.

في عبير، تتجسد المرأة اليمنية التي لا تنكسر، بل تتحدى وتبدأ، فتكتب قصتها بعبق العطور والعزيمة.

ظهرت المقالة قصة صحفية: “أريج عبير”..  علامة تجارية في مصر بطلتها سيدة يمنية أولاً على يمن ديلي نيوز Yemen Daily News.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية