تونس: البعوض الناقل للأمراض كابوس تحفّزه التغيرات المناخية
عربي
منذ 4 ساعات
مشاركة

يُبدي التونسيون قلقاً متزايداً مع ارتفاع درجات الحرارة، خشية انتشار البعوض في ظل تردّي الوضع البيئي، وكثرة المكبّات العشوائية والمياه الراكدة التي تُعدّ بؤراً خصبة لتكاثر الحشرات السامّة. وتتّسع دائرة القلق من تداعيات لسعات البعوض على الصحة العامة، خاصة بعد تداول أنباء عن وفاة فتاة في محافظة جندوبة (شمال غرب تونس) متأثرة بلسعة بعوضة سامّة، في ظل غياب تأكيد رسمي من قبل السلطات الصحية حتى الآن.

وشدّدت وزارة الصحة التونسية، مؤخراً، على ضرورة التخلّص من المياه الراكدة واستخدام الناموسيات والمواد الطاردة للحشرات لتوفير الحماية من البعوض والأمراض المنقولة. وقالت الوزارة في منشور توعوي على صفحتها الرسمية على "فيسبوك" إن مخاطر البعوض لا تقتصر على اللسعات فقط، بل يمكن أن تكون ناقلة لأمراض فيروسية، وأكدت أهمية تنظّيف الحاويات التي تحتفظ بالماء وأواني الزرع والعجلات القديمة.

ويشكّل انتشار البعوض خلال فصل الصيف كابوساً يؤرّق سكان العديد من المناطق التونسية، ولا سيّما في الأحياء القريبة من سبخ السيجومي بالعاصمة، والتي تُعدّ مصدراً رئيسياً لتكاثر أنواع متعددة من البعوض منذ نحو ثلاثين عاماً، نتيجة تصريف المياه المستعملة فيها، وتأثّرها بالتغيرات المناخية التي حالت دون جفافها الطبيعي كما كان يحدث سابقاً.

ويؤكد الخبير البيئي مهدي العبدلي، أن مخاطر انتشار البعوض لم تعد تقتصر على فصل الصيف في ظل التغيرات المناخية التي ساعدت على توطين أصناف من البعوض الغازي والناقل للأمراض ومنه الآسيوي الذي تحول إلى أكثر الحشرات الطاغية في السنوات الأخيرة . وقال العبدلي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن البعوض من أكثر الحشرات الناقلة للأمراض ما فسر إطلاق وزارة الصحة لنشرات توعوية في شهر مايو/أيار الماضي من أجل رفع مستويات الوقاية والوعي.

واعتبر أن التحولات المناخية التي تعيشها تونس أصبحت من العوامل الأساسية لتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض والتي تشكلّ خطراً كبيراً على الصحة العامة نظراً إلى قدرتها على نقل أمراض على غرار "الشيكونغونيا "و"حمى الضنك " "الحمى النيلية". وأضاف" يُساعد تناوب أمطار الربيع وموجات الحر الصيفية على فقس البعوض كما تؤدي المياه الراكدة والحاويات المهجورة إلى ظهور مواقع تكاثر في الأوساط الحضرية والريفية.

ويرى الخبير البيئي، أن تقاعس المواطنين والضعف اللوجستي في مكافحة البعوض والحشرات الناقلة للأمراض يؤديان إلى ظهور أمراض قد تكون عواقبها خطرة على صحة المواطنين إذا لم تُعالج الأسباب الجذرية لانتشار الحشرات في وقت مبكر. ولاحظ العبدلي أن انتشار مستنقعات المياه الراكدة بسبب اهتراء البنية التحتية أصبحت تشكل أرضية مناسبة لتكاثر البعوض، مشيراً إلى أن تدهور الوضع البيئي ومشكلة التصرف في النفايات يفاقمان كذلك من انتشار البعوض.

وشدد على أهمية الحلول الوقائية والاستباقية على غرار تنظيف الأودية والقيام بالمداواة وقت وضع البيض، بالإضافة إلى اعتماد نظام للتحذير المبكر ورصد الحشرات باستعمال تقنيات الاستشعار عن بعد أو بالمراقبة الجوية لتوقع فترات التكاثر واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة.

وعادة ما تعتمد السلطات المحلية في تونس على عمليات التضبيب الحراري والبارد لإبادة البعوض الطائر. بينما تتجدد سنوياً معاناة التونسيين صيفاً مع لسعات البعوض التي تؤدي بالعديد منهم إلى العيادات الطبية بسبب المضاعفات، فيما تعيش عدة مدن تونسية وضعاً بيئياً صعباً نتيجة التلوث الهوائي والبحري ما يضطر المواطنين إلى الخروج إلى الشوارع للاحتجاج، إذ شكلت الاحتجاجات لأسباب بيئية 5 % من إجمالي 422 تحركاً احتجاجياً خاضه التونسيون خلال شهر مايو/أيار الماضي، وفق مرصد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

أخبار ذات صلة.

( نوافذ يمنية) محرك بحث إخباري لا يتحمل أي مسؤولية قانونية عن المواد المنشورة فيه لأنها لا تعبر عن رأي الموقع..

جميع الحقوق محفوظة 2025 © نوافذ يمنية