
أهلي
مع دخول التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل أسبوعه الثاني، أطلقت طهران الموجة الرابعة عشرة من الهجمات الصاروخية على أهداف داخل إسرائيل، في وقتٍ ردّ فيه الجيش الإسرائيلي بغارات جوية استهدفت منشآت عسكرية وصناعية، قال إنها "مرتبطة بإنتاج وسائل قتالية وأجهزة طرد مركزي".
وفي تطور لافت، أفادت تقارير صحفية بأن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أبلغ كبار مستشاريه بموافقته المبدئية على خطط عسكرية تستهدف إيران، لكنه أجّل اتخاذ القرار النهائي في انتظار موقف طهران من ملفها النووي. وقال مصدر مقرّب من دوائر القرار الأميركي إن واشنطن "تراقب بدقة" مسار الهجمات بين الطرفين.
ومساء اليوم، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، في مؤتمر صحفي، بأنه يجب ألا يفاجأ أحد بموقف الرئيس ترمب بشأن إيران، مشيرة إلى أن ترمب سيتخذ خلال أسبوعين قرارا بشأن المشاركة في الحرب بين إسرائيل وإيران.
وقالت إن الرئيس أعطى مجالا كبيرا وبذل كثيرا من الجهد للتوصل إلى حل دبلوماسي مع إيران، وأن العالم كله متفق معه على أنه لا يمكن لإيران الحصول على سلاح نووي، مؤكدة جاهزية واستعداد الادراة الأمريكية للدفاع عن المصالح الأمريكية في أي مكان.
وفي أول تعليق روسي، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية "سليمة ولم تتعرض لأضرار"، مؤكّدًا أن المواقع الواقعة تحت الأرض لا تزال تعمل بكامل طاقتها. وأبدى الكرملين قلقه من احتمال توسع رقعة المواجهة لتشمل أطرافًا إقليمية ودولية أخرى.
قصف متبادل
قال رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، شلومي بيندر، إن الجيش الإسرائيلي اغتال نحو 30 قائداً عسكرياً إيرانياً في الليلة الأولى من الهجوم الإسرائيلي على إيران الأسبوع الماضي.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد موجتين متتاليتين من الصواريخ الإيرانية بفارق زمني بسيط، مؤكّدًا أن الموجة الثانية أُطلقت بعد إعلان الجيش رفع حالة الطوارئ والسماح للمدنيين بمغادرة الملاجئ.
وسُجّلت صفارات إنذار في الجولان والجليل والكرمل، بينما أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية اعتراض عدة صواريخ في سماء حيفا. وقدّرت القنوات العبرية أن الموجة الأولى تضمنت ما بين 10 و15 صاروخًا، بينما لم تصل صواريخ الموجة الثانية إلى إسرائيل حتى ساعة نشر الخبر.
في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إطلاق موجة جديدة من الهجمات المركّبة بالصواريخ والطائرات المسيّرة على أهداف عسكرية في حيفا وتل أبيب، مؤكدًا استخدام أكثر من 100 مسيّرة هجومية وانقضاضية لاستهداف أنظمة الدفاع الصاروخي.
وقالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن 271 شخصًا أُدخلوا المستشفى صباح اليوم جرّاء الضربات الإيرانية، فيما أعلنت طهران أنها نفذت أكبر هجوم صاروخي خلال 48 ساعة، ما تسبب في أضرار جسيمة في تل أبيب.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران بتعمد استهداف مستشفى سوروكا، مشيرًا إلى أن المستشفى يعالج جنودًا جرحى من العمليات الجارية في غزة. وقال نتنياهو خلال زيارته للمستشفى: "نحن نضرب أهدافًا نووية وصاروخية بدقة، وهم يستهدفون قسم الأطفال. هذا هو الفارق بين ديمقراطية تحمي شعبها، وإرهابيين يسعون لإبادتنا".
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الخميس، إن صاروخًا إيرانيًا أصاب بشكل مباشر مستشفى "سوروكا" في مدينة بئر السبع، في إطار دفعة جديدة من الهجمات الصاروخية. ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن الهجوم أثار موجة استنكار داخل إسرائيل.
تهديد ودفاع
من جهته، هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي المرشدَ الإيراني الأعلى، قائلاً إنه "لن يظل على قيد الحياة" إذا استمرت الهجمات ضد أهداف مدنية في إسرائيل.
وفي المقابل، دافع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن موقف بلاده، مؤكدًا أن العمليات تأتي في إطار "الدفاع المشروع عن النفس"، ومحذرًا من أن تل أبيب "ستدفع ثمنًا باهظًا إذا واصلت التصعيد".
وقال عراقجي إن الهجوم استهدف مقرًا عسكريًا واستخباراتيًا إسرائيليًا قرب المستشفى، مؤكدًا أن الأضرار التي لحقت بالمرفق الصحي كانت "سطحية"، وأن المستشفى أُخلي جزئيًا قبل الضربة.
كما أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانًا نفت فيه "بشكل قاطع" استهداف منشآت مدنية، واعتبرت اتهامات تل أبيب "ادعاءات كاذبة"، مجددة التزام إيران بالقانون الدولي الإنساني.
تدمير نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اعتبر أن بلاده "تغير وجه العالم" عبر حربها ضد إيران، في اليوم السابع من تبادل الضربات بين الجانبين.
وصرح نتنياهو لقناة "كان" التلفزيونية "قلت إننا نغير وجه الشرق الأوسط، وأقول الآن إننا نغير وجه العالم"، مضيفا أن إسرائيل دمرت "أكثر من نصف" منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.
وأكد نتنياهو أنه يرحب "بأي مساعدة" لتدمير المنشآت النووية الايرانية".
وقال إن إسرائيل "قادرة على ضرب كل منشآت ايران النووية" لكن "أي مساعدة مرحب بها"، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "سيقوم بما هو جيد للولايات المتحدة، وسأفعل أنا ما هو جيد لدولة إسرائيل".
موقف بريطاني
بدوره، طالب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالتراجع عن القيام بعمل عسكري ضد إيران.
وأكد ستارمر على وجود "خطر حقيقي من التصعيد" في الصراع الدائر حالياً بين إسرائيل وإيران، وحثّ جميع الأطراف على السعي إلى حل دبلوماسي.
وأضاف رئيس الوزراء البريطاني أنه سبق عقد "عدة جولات من المناقشات بين إيران والولايات المتحدة"، وأن "هذا، في رأيي، هو السبيل لحل هذه القضية".
تأتي تصريحات ستارمر في الوقت الذي يتوجه فيه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، إلى واشنطن للقاء كبير الدبلوماسيين في إدارة ترامب، ماركو روبيو.
وسيناقش لامي ووزير الخارجية الأمريكي روبيو الوضع في الشرق الأوسط مساء الخميس.
دعم ألماني
إلى ذلك، أجرى المستشار الألماني فريدريش ميرتس مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دعا خلالها إلى ضبط النفس في حملة إسرائيل العسكرية ضد إيران، وفقًا لمصدر حكومي ألماني تحدث لرويترز يوم الخميس.
وذكر المصدر أن ميرتس عبّر عن دعم ألمانيا المبدئي للهجمات الإسرائيلية التي تستهدف البنية التحتية النووية الإيرانية، لكنه شدد في الوقت ذاته على أهمية السعي نحو حلول دبلوماسية للنزاع.
وجرت المكالمة مساء الأربعاء، وسط تصاعد التوترات الإقليمية ومخاوف دولية من اندلاع مواجهة أوسع.
وفي وقت مبكر من صباح الجمعة، 13 يونيو/حزيران، أعلنت قوات الجيش الإسرائيلي تنفيذ ضربة عسكرية وُصفت بـ"الاستباقية"، حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت مواقع في إيران، وأسفرت عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين والعلماء النوويين.
وردًا على هذه الضربات، شنّت القوات الإيرانية مساء الجمعة سلسلة هجمات بأكثر من 200 صاروخ جوي استهدفت مناطق متفرقة في تل أبيب، ما أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفقًا للإسعاف الإسرائيلي.
المصدر | بران برس + وكالات
أخبار ذات صلة.

اليمن: رجل يقتل زوجته أثناء نومها في صنعاء
يمن فيوتشر
منذ 33 دقيقة